دام برس :
للأسف الشديد مايجري في الانتخابات النيابية اللبنانية التي تجري اليوم وفي الأيام القادمة ، وطيلة فترة التحضير للانتخابات خلال الأشهر الماضية كان العنوان الرئيس لها :
• أن تشتم سورية أكثر تحصل على أصواتٍ أكثر .
• أن تخضع المهجرين السوريين لبازار الانتخابات تحصل على أصوات أكثر .
• أن تظهر حقداً أكثر لسورية وجيشها وقائدها تحصل على أصوات أكثر .
• أن تظهر ولاءك للعصبية والطائفية يشدُّ من أزر المرشح المتهالك تحصل على أصوات أكثر .
• أن توزع شعارات عنصرية ، ومعادية لسورية ودورها الوطني والقومي في كافة الأزقة والشوارع تحصل على أصوات أكثر .
• شعارات المرشحين (( العروبية ) ) المعبرة عن عنصر يتهم ننقل بعضاً منها
- سيأتي يوم نقول فيه للسوريين اجمع أغراضك وكل ما سرقته ارحل .
- حاول السوريون تقسيم لبنان فجاء اليوم من يقسم بلادهم .
هكذا يردًّ بعض اللبنانيين الجميل للسوريين الذين هجروا من مدنهم وقراهم في الغزو الإسرائيلي عام 1982، وحرب عناقيد الغضب 1996-1997 ، وحرب 2006 .
يومها رفع السوريون (( العنصريون ، التقسيميون)) شعار :
• أهلاً وسهلاً بمن دخل الأرض السورية ، فالتراب ترابكم ، والسماء سماؤكم .
• كل بيت سوري هو بيت لبناني .
• وكل رغيف خبز سورية هي للأخوة اللبنانيين .
رفع القائد الخالد حافظ الأسد شعار وحدة وسيادة لبنان ، فحافظ عليها ، ومنعها من الانهيار والتقسيم ، وإقامة كانتونات طائفيه تخضع بمجملها للكيان الصهيوني
دفع السوريون من دم شبابهم عشرات الألوف من الشهداء كُرمى لسيادة لبنان وكرامتها واستقلالها.
واليوم يدفع السوريون من دمهم وكرامتهم الكثير في لبنان ، في مخيمات اللجوء ثمناً لهروبهم ولجوئهم إلى لبنان هرباً من الحرب الظالمة علينا .
وهناك الكثير من الكلام يقال في هذا المقام ....... ولكن ؟
أنا كمواطن عربي مراقب من بعيد وصلت إلى حالة الملل على ماتقدمه الأحزاب ، والتيارات السياسية ، والمرشحين من برامج الشتم والسب لسورية، وغياب المشاريع والخطط الإنمائية والاستراتيجية ، وعلاقات حسن الجوار ، وتفضيل العدو على الصديق ....الخ . فقد
• غابت الخطط الاستراتيجية للمرشحين اللبنانيين إلا خطط الشتم والسب لسورية .
• غابت البرامج الانتخابية للمرشحين إلا البرامج الأكثر عنصرية لسورية ، والصمت عن الكيان الصهيوني .
• غابت رغبات المواطنين ومطالبهم أمام الرغبة والشهوة في التحريض على سورية وجيشها وقائدها .
• غابت المسؤولية القانونية والأخلاقية أمام إظهار إمكاناتهم اللا أخلاقية وعدم وفائهم لبلد قدم الشهداء لحماية استقلال وطنهم.
• غياب الشعارات المعادية للكيان الصهيوني أمام زحمة شعاراتهم المعادية لسورية .
• غابت مواقفهم المؤيدة للمقاومة ولنهج المقاومة ، ولحلف المقاومة .
والسؤال :
هل هذه خيارات الشعب اللبناني ، أو على الأقل الأحزاب والتيارات السياسية المعبرة عن آرائهم ,
هل تخلى الشعب اللبناني عن عروبته ، ومقاومته ، وانتمائه للأمة ، وأصبح إلى هذا الحد ....أم أنه يؤخذُ بالقوة إلى خيارات لا يريدها.
صناديق الاقتراع تُظهرُ مدى صدقية القول ....ولنا فيها قراءة وتحليل .