دام برس :
درجت الحركات المسلحة و التي تقاتل الدول و المجتمعات على أساس إسلامي ووفق مرجعية إسلامية كما تدعي على التقاتل و التناحر فيما بينها ...و كثيرا ما يجد كل فصيل إسلامي مبرراته الشرعية لمقاتلة الآخر الإسلامي و و نحره إذا تطلب الأمر و كأنه لم تكن بينهم وحدة حال و توافق و أمل بتأسيس الخلافة و الدولة الإٍسلامية المزعومة .
و قد شهدت أفغانستان محطات من الإقتتال و الدموية بين الفصائل الأفغانية و التي بلغت أوجها وراح ضحيتها رموز الجهاد الأفغاني كمسعود شاه زعيم البانشير و الذي قتله جهاديان من المغرب العربي لحساب فصيل آخر ..و حتى الأفغان العرب توزعوا على الفصائل الأفغانية و راحوا يؤجرون بنادقهم لمن يوالونهم .
و أثناء الفتنة العمياء في الجزائر قامت الجماعة الإسلامية المسلحة بذبح مئات العناصر التابعين لفصائل أخرى و قتلت بعض رموز جبهة الإنقاد محمد السعيد و عبد الرزاق رجام .
و في تركيا يقوم أردوغان ذو الخلفية الإسلامية بملاحقة و إعدام كل من له علاقة بالداعية الإسلامي التركي فتح غولن و ما زال يطالب برأسه ..و في مصر حدث صراع مرير و تكفير و تفجير بين الفصائل الجهادية , و كذلك الأمر في ليبيا و تونس و موريتانيا و المغرب و لبنان و الخليج العربي , و في المدة الأخيرة إندلع صراع دموي فتاك بين الفصائل الإرهابية في الغوطة الشرقية في سوريا .
و كذلك إندلعت صراعات دموية بين داعش و جبهة النصرة و حتى بين فصائل القاعدة ....صحيح أن تاريخ المسلمين يتسم أحيانا بالدموية و الصراع الكبير حول السلطة و الإمتيازات الدنيوية , لكن راهنهم أيضا يتسم بهذا الصراع الدموي بين فصائل تدعي أنها تخدم الإسلام و يرأس كل فصيل شيخ يدعي معرفة بالشريعة الإسلامية وهو يتحرك على إيقاع هواه و جهله و مزاجه العشائري و المناطقي و يضغط على الزناد و يطالب أتباعه بذلك بمجرد أن يأتي الأمر من الإقليم بضرورة إضرام النار هنا أو هناك .
ألا يكشف تقاتل هذه الجماعات الإرهابية أنها لا تمثل الإسلام لا من قريب و لا من بعيد ؟ بل هي جماعات دنيوية تبحث عن الربح السريع و السلطة و إمتطت صهوة التدين لخداع الناس الذين لا يميزون بين الحق و الباطل ....؟ لماذا كان التقاتل و التناحر هو السمة المشتركة في كل جغرافيا الجهاد المزعوم بين الفصائل الإرهابية ....
الذي يحدث بين هذه الفصائل هو جهاد ضد الجهاد , و قد وقف الإرهابيون في وجه بعضهم البعض من قندرهار و إلى بيشاور وصولا إلى جبال الشعانبي و بجاية و الزفتان و الصعيد ..أمراء مؤمنين يقتلون أمراء مؤمنين و كلهم يقولون نحن الوكلاء الرسميون لدين الله , لدين سمته الرحمة و الرحمانية .
2017-12-06 16:05:37 | امراء |
تحية الى المثقف الانسان الدكتور ابو زكريا .... المصيبة في عالمنا العربي هو العناد ... لا نقبل بمناقشة ما جرى منذ الف و نيف سنة بل نتشبث باحاديث لابن فلان او فليتان و تفسيراته التافهة او المنطقية عن الدين و غيره ... اغلقوا كليات الشريعة و حولوها الى روضات او دور حضانة .... | |
عبد القادر |