Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 14:54:27
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
في الدير .. صلاة .. الدكتور عفيف دلا

دام برس :

هناك حيث استوقف الغياب شروق الشمس؛ فخيم الظلام برهة استطالت في عمر المنتظرين لشروق جديد ينبثق من همم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..

هناك حيث وقف العالم على قدميه شاهداً على ظلم أراد أن يسود وظن أن يده الآثمة ستطال جبين الشمس وتجعله يقطر دماً .. وتمددت الظنون في خيالات مريضة فجعلتها تظن الوهم يقيناً، وأن الشر يدوم ولا يفنى بقوة القهر والإكراه الذي يقطر من دم الأحلام المسفوكة على مذبح الغريزة المتوحشة ..

فكان حصار الحياة في قلب الحياة ، وكانت السلاسل المطوقة للأعناق منعاً للتنفس يراد لها أن تطال كل عنق حيث تستطيع ، فكان القتل واستباحة الدماء والتجويع والإذلال الممنهج لدق عنق الكرامة والسطو المباشر على ابتسامة الأطفال وسلبها بالخوف من الآتي ، وسرقة الأمل وسجنه في منفى الذاكرة لاستمراء الاستسلام والهوان، فما هانت نفوس الأباة ولا ذلت ..

ومن رحم الألم ولد الأمل حقاً؛ وكانت مواكب الرجال الذين إذا أرادوا فعلوا فمدوا يدهم وتسبقهم يد الله ليمزقوا أستار الظلمة متطين صهوة الريح ، واستلوا سيف اليقين فقطع دابر الوهم وكسر طوق الحصار عن حامية مطار دير الزور العسكري في السابع من أيلول لتتلاقى السواعد السمراء بعد طول غياب وتشد على أزر بعضها البعض لإكمال المسير بخطى التحدي مسلحة بوثوق بالله وبالقضية ..

وفي غضون شهرين تقريباً من عمر الزمن كانت الأشداق تشتد في وجوه المنتظرين هناك حيث وقفت الكرامة على قدميها دون انكسار .. ومع شقشقة الضوء مع الخطوات القادمة كان الليل الطويل ينجلي إلى غير رجعة ، فالشمس كانت قد استعدت للشروق مجدداً ، وكيف لا .. والشروق لا يكون إلا ليوم جديد يعلن استمرار الحياة لا توقفها ، ووجود الأمل بغدٍ آتٍ لا رحيله دون عودة .. فكان إعلان الانتصار الكبير في دير الزور بعد تحرير مدينة الميادين واكتمال طوق الحرية على صدر البوكمال ، فكان عرس التحرير الكبير رغم غلاء مهره بقوافل شهداء تخضبت الأرض بدمائهم الطاهرة تسابقوا لقرب اعلان الانتصار وكان القائد العسكري اللواء شرف عصام زهر الدين من السابقين والسباقين على طريق التحرير وهو الذي خط مسار الانتصار بقدميه الراسختين في الأرض وقامته المطاولة للغيم وعينيه الشاخصتين لمستقبل رآه قبل الجميع فقدم نفسه قرباناً لنصر تعمد بالدم وما ترك ساحة المعركة فالرجال لا يموتون ، فأولئك القادة لا تخبو جذوة الحرب لديهم فروح المحارب تبقى حيث تنتمي .. إلى أرض البطولة التي تقهر الموت بالخلود فلا تندثر ولا تذروها الرياح بل تنمو في الوجدان سنديانة عز وإباء لتثمر مواسم عطاء لا ينضب وكروم شموخ يستقي منها الوطن ..

نعم لقد فعلها رجال الله بواسل الجيش العربي السوري، فكان نصراً تشريني الهوى والهوية وأسقط رهان من تحدثوا عن شرق الفرات وغربه واندثر وهم التقسيم والفدرلة كتمثال زجاجي سقط من علٍ ..

وكما سقط مشروع البرزاني في العراق الشقيق على أيد بواسل الجيش العراقي والشرفاء من العراقيين الكرد الذين تفوق الانتماء للوطن عندهم على خيالات الانتماء للإثنية المتورمة بفعل الحقن الصهيو أمريكي .. فساحة المعركة واحدة وأرض القضية واحدة موحدة وما كان التقاء الجيشين الشقيقين السوري والعراقي على شطري الحدود عند البوكمال سوى إعلان الإرادة الوطنية القاهرة لكل مشاريع الغرب الصهيونية في أرضنا العربية ..

لقد مهد انتصار دير الزور الكبير الطريق بالتوازي للمسار السياسي بالشروط السورية الوطنية وبات معسكر العدوان أكثر تخبطاً فهو اليوم خالي الوفاض من أوراق الضغط ذات الفاعلية ، وكل طرف من أطراف العدوان راح يبحث جاهداً عما يمكن الإمساك به كورقة يقامر بها على طاولة التفاوض السياسي ، فالتركي راح يلوح بورقة جبهة النصرة وما يمكن له فعله في سياق مناطق تخفيف التوتر في إدلب تحديداً كدور سياسي من خلال تحالفه معها من جهة ومن خلال قواته الغازية المتمرسة حولها ، مع علم أردوغان أن قواته زائلة لا محالة لأن لا طاقة له بالحرب مباشرة مع الجيش السوري ومنظومة حلفائه فكل ما يريده هو تثقيل موقعه التفاوضي المتمايز عن الأمريكي الذي لم يعد يجمعه معه نفس التموضع في ساحة الصراع على اعتبار ان الامريكي يراهن على الورقة الكردية كورقة ضغط على طاولة التفاوض وهو ما يقلق التركي الذي يعرف حق المعرفة ان الامريكي لا يمكن الوثوق به ، وأن مسار الأحداث إذا ما اتجه بما يرغب به الأمريكي فسيبتلع المنطقة بكاملها بما فيها تركيا وسيعطي حينذاك الأكراد ما يريدون ولو على حساب التركي في هذه الحالة .

لقد تقرر عقد مؤتمر الحوار السوري في روسيا قريباً لإطلاق العملية السياسية ما بعد الحرب ، فالحرب قاب قوسين من النهاية ولم يتبق سوى تحديد صيغ نهاياتها بما يتوافق مع مصالح الأطراف المنخرطة في الصراع وفق ما هو متاح لكل منها باعتبار ان كفة الميزان ترجح للدولة السورية وحلفائها .. وهذا المؤتمر سيشكل الفرصة الأخيرة لجموع المعارضات السورية المتخبطة مع مرجعياتها على واقع التسليم المر ببقاء الدولة الوطنية السورية ؛ وانعدام فرص الاستثمار السياسي لوجود هذه القوى المعارضة كما كان مأمولاً .. فأوراق المؤتمر قد حضرت وكتبت بلغة المنتصر على الأرض لبلورة الانتصار العسكري لمنظومة إقليمية دولية من وحي القوى المنتصرة ، تلك التي رسمت ملامح النظام الإقليمي الجديد مع تراتيل الانتصار بدير الزور .. وآيات الصلاة لأرواح صانعي هذا الانتصار .

 

 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz