Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 12:46:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
قليل جداً من كل شيء عن حروبي السابقة وآفاق الانتصار ... روسيا اليوم أو RT في ذكرى التأسيس العاشرة

دام برس :
كنتُ قد اعتمرت قبعتي (الخاكية) وهو اللون العسكري على لسان (العراقيين) ثم تعطرت مقرراً حينها قبل يومين العودة الى دمشق من ساحل القلب في (اللاذقية) ، وكنتُ ايضاً ولسنوات متتالية منذ الحرب على البلاد اشخص نفسي على انني جندي مجهول ، يحاكي افتراضياً برامج البقاء والثبات ويجرب في الصبر العميق ويختبر النتائج ، ولذلك ، ولاسباب اخرى تخص تاريخ حياتي القصيرة ، فإنني طالما اتشبه بالافراد العسكريين في القيافة والمشي والتحية والالتزام ولون الثياب .
طريق العودة قصيرة هي الاخرى ، وعند مدخل العاصمة وانا امر على مسرب احد الحواجز العسكرية ضمن الخط (المدني) ، اخذني سؤال طرحه عسكري ودود قال :
- شكلك عسكري ؟
اجبت
- مدني (مبتسماً)
قال :
- اصدقاء ... ؟
أومأت بنعم دون ان اتفوه بالكلمة ...!
ومررت دالفاً بعدها نحو داري الكبيرة ، لكن ، السؤال اياه : "اصدقاء ؟ " ، رسم عندي مجموعة من الأسئلة الشائكة ، اعادني الى عشر سنين مضن ، مئات الاحداث وعشرات القصص ، والكثير من الندوب التي صنعها الزمن الغريب ، مع تشكيلة افراح متقطعة انتجتها طاقة التوازن الكوني .

كلمة اصدقاء تشير في مقصدها "انني جزء من القوات الرديفة او الحليفة " التي اهلتها العلاقة الاستراتيجية او المصالح الانية لتكون حيث يجب ان تكون ، كقوات عاملة تحت خيمة قيادة تجرعت المرارة لانها ما تنازلت عن مبادئ الحق واسترداد الحقوق ومقارعة شرور التدخلات الخارجية والضغوط الشيطانية ، بل حققت من خلال منازلة طويلة عميقة ابهى صور الثبات ، وانجع ممارسات الاستبسال ، وهي الان على بعد خطوة من الظفر.
هل انا من الاصدقاء ، نعم ..
انا لم اشارك هذه القوات حمل السلاح ، لكنني من الاصدقاء ، نعم.
لم اكن يوماً وانا أميل بدرعي الثقيل جزء من رجال حملوا ارواحهم على اكفهم وهم على السواتر ، لكنني من الاصدقاء ، نعم .
التاريخ يُكتب للعاملين وليس للقاعدين ، لكنني صديق ، وما كنت قاعداً بل عاملاً خلف الخطوط ، وان كنت لم اطلق حشوة الـ B10 او الـ RBG7 او رصاص الـ ٥.٥ ملم ، لكنني من الاصدقاء ، نعم.
ما رسمت خريطة اقتحام ، وما اطلقت عبر التيترا نداءات البدء بالهجوم ، وما خططت للوجسيت الدعم الفني او الصحي او الغذائي للقوات ، لكنني من الاصدقاء نعم.
تعرفون لماذا انا من الاصدقاء ؟
تعالو اذن لاخبركم قليلا جدا من كل شيء :
في ربيع عام ٢٠١١ ، قررت ان اوظف نفسي دون مقابل لدخول عالم الكبار ، عالم المراهنين على صبغة الفضيلة وثيمة الهدف المقدس بالوقوف لجانب الحق ، صنعت في معمل مهنتي ما يدعم رد الحرب عن البلاد ، برؤية انسان يدرك الاسباب ويحلل الحركات ويربط الجبهات ليفك ما يستطيع من حصار نحو تحقيق الانتصار ، وهي صنعة والله ما كانت هينة او بسيطة او آمنة ...!
وشاءت الاقدار بعد عامين ان التحق بركب مؤسسة اعلامية كانت تشق طريقها نحو الاعالي ، الاعالي التي تعني ضغط وتحجيم القطب الواحد ، قطب السياسة الماكرة والحروب الباطلة ، فمنذ استلامي العمل في مؤسسة RT ادركت يقين الادراك ان ثمة ساحة واسعة لخوض غمار الحرب على طريقتي ، حرب لأجل السلام ، حرب ليس لأجل الحرب!
وقد يبدو الحديث مستغرباً عندكم ايها الاحبة على اختلاف توجهاتكم ومشاربكم ، لكنه حديث اعتبره عابراً ، وانظروا الى ما يعنيه متجنبين الخوض فيه اكثر من وقت القراءة .
حين دخلت الشاشة من بابها الواسع بعد تغطيات هي الاولى من نوعها في القامشلي وريف اللاذقية الشمالي مروراً بريف دمشق الشرقي ، كنت اتعفف يوماً بعد آخر من منجزات الشهرة ، وكلما مر الوقت اكثر اشعر بصوت يدخل رأسي يدعوني للتواضع والمضي بالمهمات التي تتطلب شجاعة اكبر وصبر اطول وتفكير نوعي حول طرائق ممارسات الاعلام الهادف غير المباشر ، وهي طرائق تقنية فنية وكتابية قبل ان تكون جهد وقتي يدر عليك بالمال!
كانت المهمة الاولى محاولة بناء الثقة مع المؤسسة والجمهور عبر ايراد الاخبار بدرجتها القطعية ، دون المساس بصلب بناء حالة الانتصار طاوياً اي دلالة صورية او فكرية لأية محاولة انهيار كانت تشير لها بعض المحطات العاملة على تغطية الحدث السوري .

الصعاب كانت في (احمد هندم) مثلاً ، احد المذيعين الذين يبثون سمومهم من على شاشة المحطة ، حتى ساهمت بعض الظروف بازالته عن الظهور نهائياً ، صعاب اخرى تمثلت بعدد من افراد هيئة التحرير ، الذين مارسوا ضغوطاً متنوعة لتحوير الحقائق ودفنها ، كنت اقابل حينها رصاص الارهاب من جهة وسهام (المتربصين) للبلاد في المؤسسة من جهة اخرى ، افراد (عربان) لم اشك يوماً انهم يعيشون فقط على رواتب ادائهم التحريري بل كانوا في مواضع معينة ، يُمدون من المال السعودي لصناعة شرخ في مخيلة الجمهور من خلال محطة موثوقة بمقاييس ادراتها ومرجعيتها السياسية الداعمة لدمشق.
واستمر الحال على ماهو عليه حتى بدء ماعُرف بعاصفة السوخوي ، والتي اتت كتعبير حي وصادق لجهود الشركاء الاصدقاء الروس بتثبيت عوامل الصمود ضد الارهاب ، حيث تشرفت بأنني اول من اعلنت خبرها الى العالم اجمع بعد لقاء مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل عامين ، حينها ، برزت بعض (اصوات) في المؤسسة تشير بشكل واضح الى محاولات طمس هذا الجهد العسكري الفعال من خلال وجبة ضغوط اخرى كانت تتحايل على قرارات الادارة الاعلامية الروسية في تبيان حقيقة المجريات والتحولات الكبيرة التي بدأت تتضح انذاك .
لم يكن من الصعب عليّ تلافي مثل هذه الضغوط ، فقد صعنت لي مواجهتي السابقة لمثيلاتها من الضغوط خبرة لا بأس بها ، ثم انطلقت من (بعض) نفس الشخوص (العربية) في المحطة الروسية دوامة من التأثيرات المالية على كوادر المحطة في الشام لتحجيم دور التغطيات ، بل وصلت الى حياكة اسمال رثة من الاشعاعات التي استهدفتني ، وانا على امتداد هذه الطريق (أبتسم) ، فقط لسبب واحد لا اكثر ، هو انني اخطو سائراً بين حقل ألغام ، ورعاً ومؤمناً بدوري وآخذاً على عاتقي تكليف مبادئي ومعتقداتي !
امر ادى في ختامه قبل عام الى فك ارتباط من طرف واحد انجزه (الحلف السري السيء) في المحطة لابعاد كادر شكّل بِقلته بصمة وعلامة فارقة في مسيرة اعلام الحرب.
هذه الايام ، تمر الذكرى العاشرة على تأسيس اضخم مشروع اعلامي صديق ، هز اركان الغرب ، والذي فكر له واعده الرئيس ڤلاديمير بوتين احد الرجال الذين سيكتب عنهم الزمن انهم ساهموا بحماية البشرية من البربرية الجديدة ، ويهمني انني قد حصلت على تقدير وتكريم احد رجالاته في الميدان وساحة الحرب حين التقيته في احد قواطع العمليات العكسرية بوظيفة قائد اركان الجيش الجيوفضائي الروسي في سوريا.
نعم ، انا من الاصدقاء ، لانني وبعد عام من الابتعاد عن ساحتي اقوم بدوري في الدعاء والتمني والعمل بساحات اخرى لاتقل شأناً عن التي كنت فيها لتحشيد ما يمكن من القليل لعنوان الانتصار الكبير ، بطاقة استمدها من مصافحة ما تأخرت في وصفها بأنها الاعظم في حياتي المهنية ، ذلك حين دخلت الى قاعة في وسط حي المالكي لألتقي بالرئيس بشار الاسد ، مصافحة ثبتت فيّ ثقة الرجل بالثُقاة ، وعززت عندي معاني الرفعة والسمو عن الصغائر ، ومكنت عندي المحبة في هذه الطريق التي لم تزل طويلة ، بل وطويلة جداً ...
في الذكرى العاشرة لتأسيس RT ، ورغم ما حل بتراجع تغطيتها في سوريا منذ عام ولغاية اللحظة ، فإنني على يقين تام بدور الاصدقاء الروس ، بتصحيح مسار مجريات الامور ، انا الذي عرفت منذ حين بعيد "ان روسيا لا تنام ، بل انها تستجمع افكارها على مهل".
انا من الاصدقاء ، نعم ، لكنني لست من الاصدقاء الروس او الايرانيين او الصينيين ، انا من الاصدقاء الذين قرروا ان لا يكونوا تحت اي مسمى غير انهم تحت شمس الحقيقة والدفاع عن الحق !
مبارك لروسيا بـ RT الناهضة في سوريا من جديد ، ولو بعد حين ...!!!

أبو طالب البوحيا

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2017-10-04 07:24:21   لا داعي للقدح بالزملاء الناجحين
الزميل البوحيا عملت لدينا في القناة فترة طويلة ومن المعيب أن تقدح في شخص ناجح وفذ مثل الزميل أحمد هندم الذي شرفنا ومثل القناة عند زيارة الرئيس بوتين وافتتح استديو العرض ثلاثي الأبعاد ...
مايا مناع  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz