دام برس :

نعم .. لقد حلَّت الفوضى الخلاقة في الإدارة الأمريكية ببركة الحسناء كونداليزا قبل رحيلها عن دار الدنيا .. كيف ؟
لقد قصفوا مطار الشُعيرات ( قاعدة انطلاق الطائرات السورية التي أهلكت دواعشَهم وشارفت على إفنائهم والقضاء على فلولهم الباقية على أرض سورية ) بـ 59 صاروخاً مجنَّحاً .
فلم يصل منها إلى سورية إلاّ 23 صاروخٌ فقط وضاع الباقي أو انحرف عن مساره ( ولا ندري إلى أين ؟
فهل صعد 36 صاروخ مجنحٌ إلى المريخ أو إلى القمر ؟

أو لعل تلك الصواريخ الذكية جداً اختارت مساراً آخر تجاه أحد الكواكب أو الأجرام المجهولة غير المرئية لأبصارنا السليمة أطلق عليها خبراؤهم " ثقوباً سوداء " ؟

نعم ثقوباً سوداء مُظلمة غير مرئية لا تقوى أبصارُنا السليمة عن اكتشافها ومعاينتها لتختفي تلك الصواريخ عن عدسات ومراصد الجنس البشري لتغيب في قعرٍ سِريٍّ عميقٍ مع حكايتها الأبديّة والمشوِّقة
يبقى الجواب في عهدة البيت البيضاوي إلى أن يبِيض

فيا للعجب .. ولماذا كل هذا ؟
لقد بدأ التناقض والتراجُع والتخبُّط المعهود في الإدارة الأمريكية يطفح على وجوه وألسنة مسؤوليها تماماً كما عوّدتنا طيلة أيام ربيعها العربي الذي أثمرت براعمُه الجهنمية بالقتل وقطع الرؤوس والدمار والتهجير والتشريد

طلعوا علينا بالأمس بمقولة تدمير 20 بالمائة من الطيران الحربي السوري
واليوم - بعد ما راحت السَّكرة وجاءت الفكرة وضحك منهم أبسطُ العوامٌ - صحَّحوا روايتهم فقالوا بأنهم أصابوا 20 طائرة فقط
وأنهم هاجَموا مطاراً واحداً فقط .

وليس من المعقول أن يحقِّقوا في ذلك إدعاءهم في القضاء على 20 بالمائة من سلاح الطيران السوري

ثم فاجؤوا العالَم فقالوا: لقد بقيت مدارجُ المطار سليمة ولم نقصفها لتفاهة كلفة إعادة ترميمها وبسرعة فلم تكن فينا حاجة لتدميرها

ثم قالوا: لقد أقلع الطيارون السوريون من مدارج نفس المطار المقصوف بعد ساعتين فقط دون أن يذكروا مهمَّة الطيارين في قصف الدواعش ومعهم فلول المعارضة المسلحة المعتدلة المظلومة والسلميَّة جداً جداً
ثم أمسَك البنتاغون عن الكلام المباح خوفاً من التورّط بكلام يزيد من فضائح الفشل والكذب فما كل ما يُعلَم أو يُجهَل يقال

ثم عادت إدارتهم لتجترَّ من جديد أغنية وولْوَلة براميل الأسد التي فاق عددُها الـ 650 برميلاً فتاكاً قتلت جميعُها أطفالاً أبرياء فقط دون إصابة معارضاً شيشانياً ولا قوقازياً ولا أنغوريا صينياً ولا تونسيا ولا مصريا ولا أإخونجياً كافراً خواناً إقصائياً ولا نجديّا قذراً واحداً

براميلٌ متخصِّصة حَصراً في قتل الأطفال وتدمير وحرق مئات المستشفيات هُرع إليها لِمعالجة الجرحى متطوِّعون أخصائيون إنسانيون يحملون فوق رؤوسهم خوذاً بيضاء ترمز إلى السلام والمحبة ولهفة المنكوبين والمظلومين خُلقوا في بريطانيا خصيصاً من أجل أهدافٍ إنسانية عصريَّة لم يسبقهم إليها الصليب الأحمر ولا الهلال الأحمر ولا حتى الشياطين والجنُّ الحُمر
( شاهد العالَم كلُه في أيديهم في النهار مراهم وأدوات إسعاف الجرحى وفي الليل الأسلحة والقنابل الحارقة والمدمِّرة فلم تعدْ تنطلي أكاذيبُهم على بسطاء الناس
وهاهي الآن الإدارة الأمريكية استدارت برأسها دون جذعها فأخذت تتكلم عن أولويّة محاربة الدواعش التي صنعتها الإدارة السابقة الفاشلة الجبانة
فلم يعد في حسابها الأول التخلّص من الأسد
ومَن يتابع الآن في الصباح الباكر من هذا اليوم الجديد جوقةَ الـ سي إن إن لا يتماسك إلا أن يضحك مع ضحكِ خبرائها من أنفسهم ومن إدارة بلادهم ثم تُراوده نفسُه

إلى العودة إلى السرير ليَحلَم في مشاهد ومفاجأت أخرى سيطلعون علينا بها تُضحك الثكالى
 
لنتوقَّف الآن عن الكلام ولننتظر خبايا صندوق العجائب

سوف يُخرج لنا راعي البقر من " خُرجه " مِن مُضحكات القرن االحادي عشر "الأمريكي" !؟
 لكنه - ولا شك - سيُبكي وسيُفجِع ثورجيَّةً وعملاء وخونة سوريين وضعَ راعي البقر بيضات ذكورهم وأثدية إناثهم جميعَها تحت حذائه الملوَّث بدماء الشعوب ونفط العربان الأسود القذر اللّزج النَّتن

فهل لعنةُ الأسد هذه التي طالت رؤوساً غربية وعربانية تساقطت كشرانق دود القزّ المُرهَقة المتعَبة يصعب عدُّها خلال ست سنوات مديدة
هل هي كيماوية ؟ أم نوويّة ؟ أم سحريَّة ؟ أم براميليَّة ؟

إنها لعنةٌ أسديَّة أصلُها ثابتٌ تنطلق من قمَّة قاسيون التي اندحرت عنها أعتى جيوش الغزاة المغرورين عبر العصور .

الدكتور : محمد ياسين حمودة

باحث سوري