Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 23:39:10
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مؤتمر الأستانة ....وصراع الأقنعة .. بقلم : الدكتور منيف أحمد حميدوش

دام برس:
من المقرر أن تنطلق محادثات أستانة في 23 يناير/ كانون الثاني، بدعوة من تركيا وروسيا عقب اتفاق لوقف إطلاق النار في شتى أنحاء سوريا.
وقد لاقت هذه الدعوة اهتماماً و ما ستسفر عنه  هذه المفاوضات في مدينة أستانة عاصمة كازاخستان، وبينما يتوقع بعض المعلقين أن يفضي مؤتمر الأستانة إلى تفعيل وقف إطلاق النار وخلق مناخ مناسب لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، شكك آخرون في جدواه خاصة في ظل التشكك في النوايا التركية.
الجديد في “مشاورات” الآستانة هذه، أنها ستتم بين وفد من الحكومة السورية ووفد يمثل فصائل الجيش السوري الحر الرئيسية وعددها عشرة، والتي تملك قوات على الأرض وغير موضوعة على لائحة الإرهاب، ووافقت على اتفاق وقف اطلاق النار.
هذه الفصائل تدين بالولاء لتركيا، وتقاتل معها في مدينة الباب في إطار قوات “درع الفرات”، وهي المرة الأولى التي تدعو للمفاوضات مع الحكومة السورية .
من وجهة نظري   أن روسيا “متسرعة” في عقد هذا المؤتمر وأنه كان عليها المضي قدما في العمليات العسكرية بعد انتصار حلب للإجهاز على الجماعات المصنفة إرهابية أو غير الإرهابية،
المشهد باختصار اليوم يعكس تمسّكَ روسيا وتركيا بانعقاد الأستانة في منتصف الاسبوع المقبل، على رغم غموض الكثير من النقاط حول جدول أعماله والأطراف المشاركة وآلية التنفيذ وأهداف المؤتمر، ومدى رغبتِه في التمسّك بالقرارات الدولية والأممية المتّخذة وفتح الطريق أمام جنيف جديد في سويسرا.
تمثيل المعارضة السورية سيكون بطابع عسكريّ تدعمه الآليات السياسية، لماذا العسكريون لا السياسيون هم الذين يلتقون ؟ كيف سيكون شكل المشاركة التركية والروسية ؟ هل ستأخذ القيادة الأميركية الجديدة مكانها أمام الطاولة أيضا أم لا ؟
موسكو قالت لن يكون هناك شروط مسبقة في اجتماع كازاخستان، وأنّ الذي سيتمّ الاتفاق عليه هو الملزم للجميع. أنقرة التي تعيش لحظات صعبة في هذه الآونة ترجّح الصمت، تريد أن تثقَ بروسيا شريكِها الجديد في الملف السوري، لكنّها تريد أن ترى فريقَ عمل ترامب الجديد إلى جانبها هناك حتى لا تقعَ  في مصيدة روسيّة إيرانية جديدة.

ولكن وبالنظر إلى الدعوات الموجهة للأشخاص الذين سيشاركون بالمؤتمر يجد المراقب الكثير من إشارات الاستفهام والتعجب حول كون هؤلاء الأشخاص؟ ومدى فاعليتهم على الأرض؟ ومن ثم مدى قدرتهم على الحوار وما مدى خلفيتهم الثقافية؟ وهل هم بالفعل قادرون على امتلاك آليات فن التفاوض؟ كل هذا الأسئلة تجعل من المراقب في حيرة وريب مما يجري.
كان لافتا  أن المعارضة السياسية جرى استبعادها من مؤتمر الآستانة، ونحن نتحدث هنا عن الهيئة العليا للمفاوضات ومقرها الرياض، والائتلاف الوطني السوري ومقره إسطنبول، وعدم توجيه الدعوة إلى هؤلاء يشكل ضربة قوية لهما، وتقليص شرعية تمثيلهما للمعارضة.
الخاسر الأكبر في ظل هذه التطورات المتسارعة هي هيئات المعارضة السياسية، وهيئة المفاوضات العليا، والائتلاف الوطني السوري، تحديداً، إلى جانب الدول الداعمة لهما في الخليج على مدى السنوات الست الماضية.
روسيا تريد مفاوضين لا يحسنون فك الحرف حتى يحسنون فن التفاوض، وهذا ما وجدنا في تركيبة الوفد المفاوض ، فهم لا يملكون  أدنى مقومات التفاوض ،ولا الخبرة السياسية في مفهوم التفاوض ،وهو إرضاء للجانب التركي فقط .
لم يكن الحري بهذه الفصائل - الفاعلة على الأرض - أن تكون موحدة في الداخل وعلى قلب رجل واحد وأن تجتمع مسبقًا وتخرج بقرار موحد وورقة عمل منظمة  ،وذهبت تلك الفصائل إلى أنقرة للمشاورات منفردة وبرؤى مختلفة وبخلافات عميقة ولكن غير ظاهرة للعيان.
والاجتماعات المطوّلة التي عقِدت بين القيادات العسكرية للمعارضة السورية أدّت الى انقسامات وانسحابات في صفوف البعض. لا أحد يريد التحدّثَ عن أسباب قرار أن يكون العسكر هم المتحاورين أمام الخرائط السورية ؟ شركاء أنقرة الاقليميون أعطوها الفرصة والمساحة التي كانت تَبحث عنها، ولا يمكن لها أن تفرّط بمِثل هذا الدعم والتأييد الخليجي المشروط أيضاً.
قد تكون أنقرة قبلت الذهاب الى الأستانة، لأنّها أطلقَت يدَها في «درع الفرات، وأبعدت صالح مسلم وأنصاره عن كازاخستان، ونجحت في تحقيق مطلب إبقاء طهران خارج ما يجري إرضاءً للشركاء، لكنّها تعرف أيضاً أنّها تغامر بخسارة ما تبَقّى بين يديها من أوراق أهمّها خسارة رهان المعارضة السورية عليها، واحتمال وجود تفاهمات روسيّة اميركية على إبعادها هي الأخرى من المشهد لاحقاً.
هذا والحال كذلك فكيف لهؤلاء( قادة الفصائل المسلحة) أن يمثلوا الشعب السوري ويعبروا عن نبض الشارع والسؤال الأهم ما هي خلفيتهم السياسية والثقافية وحتى العسكرية وما أدراهم بفن المفاوضات هل يحسنون التحدث أمام الكاميرا عشرة دقائق باللغة العربية
لا يمكن للقيادة السياسية التركية أن تفرّط بأوراق لا تَملكها أساساً، ولا يعود القرار بشأنها لها وحدها. الأستانة قد تريده موسكو «استانيات» على طريقة «جنيفات» أخرى يريدها البعض لإضعاف مواقف الكثيرين، وحرق أوراقهم قبل الكشف عن سيناريو الحلّ في سوريا الذي سيفرَض عندها فرضاً على الجميع.
لا يكفي أنقرة أن تقول إنّها لن تتخلى عن مواقفها في سوريا ودعمها الدائم لقوى المعارضة مهما كان الثمن. لا بدّ أن تكون حذرة في الأستانة لناحية ما يعدّ له وما يجري هناك والمرحلة التي ستليه. النجاح هناك سيُحسَب لها حتماً، على رغم أنّ فرَصه ضئيلة جداً وسط كلّ هذا الغموض والتكتّم والانتقادات التي بدأنا نَسمعها من الشركاء قبل الخصوم.
والأخطاء المرتكبة ستُحسب عليها وستدفع الأمور بمجرى آخر يعقّد المشهد السوري أكثر فأكثر ويتركها في مستنقع الباب وفي قلب المواجهة مع داعش والوحدات الكردية المدعومة أميركياً، وتتحيّن كلّ فرصة للانقضاض والانتقام، ما يُفرح طهران التي تراقب عن بعدالمشهد .
الشعب السوري لا يعول كثيراً على ما يجري في الأستانة لأنَّ النضج في المفاوضات من الجانب الآخر لم يكتمل بعد ولا من الجهات الداعمة لها ،والفشل هو جزء من العنوان الظاهر لها بسبب الكيديات الموجودة

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2017-01-25 16:18:58   وقوف تركيا ضد علمانية سوريا دليل على تامرها
لاحظوا أن أردوغان الذي صرح أن علمانية تركيا هي أساس استقرارها و ديمقراطيتها و سبب تخلف و تراجع الدول العربية ، إيران و روسيا وافقت على علمانية سوريا و تركيا رفضت ، نرجو فضح تركيا و رفضها للعلمانية لأنها تريد سوريا بمكونات غير منسجمة ليحل لها التدخل ، نرجو الإشارة عبر الإعلام و كما أشار الرفيق بشار الجعفري لكل الوفود الأجنبية مسألة رفض تركيا لعلمانية سوريا في البيان الختامي
ابن الساحل  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz