دام برس:

لم يكن مخطئا" الإمام الخميني عندما نعت الإمبراطورية الأمريكية بالشيطان الأكبر, لأن هذه الدولة تأسست وقامت وبنيت على أجساد سكانها الأصليين (الهنود الحمر ) الذين تم إبادتهم مع مدنهم وقراهم بكل وسائل الإبادة الجرثومية والكيميائية المتوحشة والسخرة والتهجير القسري لمناطق الأوبئة التي زرعها المهاجرون من أوروبا , الذين بمعظمهم من زعرانها  الخارجين عن القانون , المنفيين والمغضوب عليهم من بلادهم , ,. فقد أبادت هذه الدولة 112 مليون انسان في العالم , وفد استخدمت في إبادة السكان الأصليين  وفق المعلوم والموثق 93 حرب جرثومية شاملة وقد أورد تفاصيل هذه الحروب الكاتب الأمريكي هنري دوبنز في كتابه (أرقامهم التي هزلت ) . وهي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت القنبلة النووية ضد السكان الآمنين في مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في أواخر الحرب العالمية الثانية علم 1945 . وجرائم الحرب التي ارتكبتها في كوريا , التي قضت بالملايين على سكان مدن بكاملها , , والمجازر الفظيعة التي ارتكبتها في فيتنام في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي , حيث ظلت القوات الأمريكية على مدى عشر سنوات ترمي ملايين الأطنان من القنابل الكيماوية , التي قتلت ملايين البشر ومحت مدن بكاملها من الوجود , وتسببت في تدمير كل أشكال الطبيعة والحياة في العديد من مناطقها . وحولت الصومال , هذه الدولة العربية ذات الموقع الجغرافي الهام التي تمتد سواحلها  على المحيط الهندي وبحر العرب إلى أكثر من ثلاثة آلاف كيلو متر , منذ ثمانينات القرن الماضي إلى دولة فاشلة , التي تدخلت فيها بشكل مباشر عام 1992 وانسحبت بعد تكبدها الخسائر الكبيرة . ونشير أيضا" إلى جرائمها في الهندوراس , اليابان , بنما, كواتيمالا ,, لبنان , أفغانستان , العراق. , دعم العدو الصهيوني في اغتصابه لفلسطين والوقوف ضد الشعب الفلسطيني في كل المحافل الدولية , حصار الجمهورية الإيرانية منذ انتصار ثورتها ضد الشاه في عام 1979 ...الخ

لقد تحكم في معظم سياساتها منذ بدايات القرن العشرين اللوبي الصهيوني الذي يتحكم بمقدراتها المالية واإقتصادية والإعلامية وكل أنواع الإحتكارات الحياتية .

وهي الدولة التي سعت وتسعى بشكل دائم للسيطرة على العالم بمختلف السبل ( الغاية تبرر الوسيلة) , فسعت جاهدة بعد الحرب العالمية الثانية لنصب العداء للإتحاد السوفياتي ومنظومة البلدان الإشتراكية , التي أيدت الشعوب في حق تقرير مصيرها ودعمت حركات التحرر في بلدان العالم الثالث . إلا أنها استطاعت في نهاية الأمر من تفكيك الإتحاد السوفياتي ومنظومة حلف وارسو عام 1991 وأصبحت القطب الأوحد في العالم دون منازع , وأخذت تخبط بدول العالم كالثور الهائج دون وازع من ضمير , سواء في بلدان أوروبا الشرقية , أو البلدان العربية والشرق الأوسط وبلدان جنوب شرق آسيا , أو البلدان الإفريقية واللاتينية . حتى وصلت إلى الربيع العربي ومحاربة سورية على مدى سبعين شهرا" لإسقاطها , تحقيقا" لبناء شرق أوسط جديد تهيمن فيه اسرائل بشكل مطلق على المنطقة . وقد ساعدها في ذلك العفاريت السبعة , بريطانيا , فرنسا , إلمانيا , اسرائيل , السعودية, تركيا , قطر .

بريطانيا وفرنسا , الدولتان الاستعماريتان اللتان سلمتا الراية لها بعد الحرب العالمية الثانية ودعماها عسكريا" وسياسيا" وإعلاميا" , من خلال حلف شمال الأطلسي , أو في مجلس الأمن وغيره من المنظمات الدولية والإقليمية , ورأينا كيف توجهوا جميعا" من خلال هذا الحلف الإستعماري إلى ضرب يوغسلافيا وتفكيكها ¸وعزو افغانستان بحجة ضرب الإرهاب , وكيف دخلت بريطانيا معها بشكل مباشر في غزو العراق عام 2003 وقتل أكثر من مليون انسان من أبنائه وتحويله إلى دولة فاشلة يرتع به الإرهاب في كل مكان, وغزو ليبيا عبر الربيع العبري وتدميرها كدولة ليتثنى لهم سرقة نفط هذا البلد بالشكل الذي يريحهم وأبنائه يتقاتلون بإشرافهم. وزعزعة استقرار أوكرانيا لحصار روسيا , ودورهما القذر في الربيع العربي والحرب على سورية بشكل مباشر من خلال دعم الإرهابيين , الذين أتو بهم من أكثر من مئة دولة في العالم لتدمير هذا البلد والتحكم في مصيره من خلال التحالف الدولي الذي أسسوه , والمؤتمرات العديدة التي عقدوها بقيادة فرنسا الإستعمارية باسم أصدقاء الشعب السوري , والشعب منهم براء.

المانيا هذه الدولة المغلوبة على أمرها التي تنفذ ماتؤمر به دون تلكؤ فإضافة الى دورها المشين في المحافل الدولية فقد رسم لها دورا" جوهريا" في تهجير السوريين واستيعاب اللاجئين وخاصة حاملي الشهادات العلمية لتفريغ البلد من كوادرها العلمية.

اسرائيل الإبن المدلل لكل هؤلاء , التي تسيطر عليهم من خلال اللوبي الصهيوني (عبر المجلس العالمي الخفي لتحريك العالم) , وهذا اللوبي هو مبدع ومخطط ومنسق الربيع العربي , الذي أدى إلى زعزعة استقرار كل الجمهوريات العربية , من تدمير ليبيا والقضاء عليها كدولة وتدمير اليمن ومحاولة اقتلاعها من جذورها , وتقسيم السودان وضرب العراق من خلال داعش وزرع الإرهاب في تونس ومصر والجزائر, ثم محاولة اسقاط سورية ونهجها المقاوم للعدو الصهيوني , وهنا كانت صدمتهم بصمود هذا البلد مع الشرفاء والبلدان الصديقة ضد أعتى حرب وجودية تفرض على بلد في العالم , بفضل العفاريت الثلاثة الباقية , مهلكة بني سعود منبع الفكر الوهابي وصانعة التكفيريين في العالم , وإمارة بني قريظة آل ثاني القطرية داعمة الفكر الإخواني العالمي , اللتان ظهرتا على حقيقتهما في أحداث الربيع العبري , فهما كانتا الممول الرئيسي للإرهابيين يالمال والسلاح والتدريب والتهيئة النفسية وشكلتا سرايا وكتائب من القنوات الفضائية التضليلية التكفيرية لتحقيق الأهداف المشتركة بزعامة قناة الجزيرة القطرية وقناة العربية السعودية , التي تبث يوميا"السموم الحاقدة لتفرقة المجتمعات والتطبيع مع العدو الصهيوني وممارسة التضليل الإعلامي بأبشع صوره لدعم هؤلاء الإرهابيين بكل السبل المتاحة , ويكملهما الدور التركي الأردوغاني , الذي ساهم ليس فقط بكل ماسبق وإنما بتأمين تجميع وتدريب وعبور الإرهابيين إلى الدولة السورية لإسقاطها وتحقيق أحلامهم الشيطانية. ولكن عبثا" حاولوا فها هي الدولة السورية تنتصر بفضل دماء أبنائها وبطولة شهدائها وعزة وكرامة مواطنيها وصدق أصدقائها , وهذا الإنتصار سيغير مسارالتاريخ والأحداث في العالم .