Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 17:26:36
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
انتصار حلـب: الزمـن يـؤرّخ .. بقلم : بديع عفيف
دام برس : دام برس | انتصار حلـب: الزمـن يـؤرّخ .. بقلم : بديع عفيف

دام برس:

   انتصار حلب يصنع التاريخ؛ الجيش العربي السوري وحلفاؤه يضعون حداً لخطط الأعداء وتقسيماتهم؛ لا شرقية ولا غربية؛ حلب سورية. أما "الثوار"، فانكشفوا على حقيقتهم؛ بؤر من العصابات والمجرمين والمستأجرين المحليين والإقليميين والدوليين تم استقدامهم من قبل الدول الغربية وأعوانهم السعوديين والقطريين والأتراك لغايات تدميرية تخريبية، أولها إسقاط الدولة السورية وتغيير موقعها السياسي في المعادلات الإقليمية والدولية ناهيك عن مشاريع النفط والغاز والصفقات التي رفضت سورية تمريرها لهم؛

انتصار حلب السوري الروسي الإيراني "المقاوم"، لم يترك لأعداء سورية ستاراً يتلطون خلفه لتمويه خسائرهم وفشل مخططاتهم؛ لم يترك نصر حلب لهم سُلّماً للنزول عن شجرة الأحلام العالية التي صعدوا إليها، فبدأوا محاولة تشويه النصر الكبير والعمل على تقليل وقع هزائمهم..؟! وسارت وسائل إعلامهم لتحقيق ذلك في اتجاهات عدّة؛ أولاً شماعة الإنسانية والبكائيات عليها، التي رفعها الغرب والخليج العربي العفن وتركيا؛ لكن حبل الكذب قصير؛ كيف يجرؤ وزير غربي أو خليجي على الحديث عن المدنيين والحالات الإنسانية وهم لم يقدموا شيئاً للسوريين سوى الوعود الخادعة والسلاح لتدمير بلدهم؛ كيف يجرؤون في الغرب على الحديث عن المساعدات الإنسانية وهم يفرضون العقوبات على الشعب السوري؛ أليس من يتعرضون لهذه العقوبات التي تمنع الغذاء والدواء والنفط، سوريين؛

أسطوانة الهجوم المشروخة على انتصار حلب تناولت أيضاً التشكيك بقدرات الجيش العربي السوري ومحاولة تشويه سمعته والإساءة لتضحياته؛ تناولت أيضاً دور الأصدقاء الروس والإيرانيين ودور المقاومة؛ مرة بالحديث عن المصالح الروسية ومرة بالحديث عن تغيير ديمغرافي وتارة بالحديث عن طائفية الصراع، وأخرى بأن ما جرى في حلب هو معركة ولا يحسم الحرب في سورية وعليها.. وكان هجوم تنظيم "داعش" الإرهابي على مدينة تدمر رسالتهم الحقيقية والميدانية للتقليل من الانجازات في تحرير حلب والتشويش عليها؛ أما الناطق باسم الإرهابيين ما يسمى "المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا"، فقد اختار الهروب إلى الأمام واستباق معركة تحرير إدلب بالحديث عن عواطفه الجياشة ومخاوفه مما سيحصل هناك لأنه يدرك أن الجيش العربي السوري اقسم على تحرير وتنظيف كامل تراب سورية من قيادات الإرهاب والإرهابيين والمجرمين والقتلة، وأنّ من حرر حلب سيحرر إدلب والرقة وغيرها من المدن السورية العزيزة؛

حسابات الربح والخسارة

          استحقاقات ما بعد حلب محلياً وإقليمياً ودولياً كبيرة جداً وعظيمة جداً وتاريخية ومفصلية؛ الحديث يجري عن انتصار سوري إيراني روسي مشترك مع المقاومة، مقابل خسائر سعودية قطرية تركية أمريكية فرنسية لا لبس فيها؛

داخلياً، هُزمت ثورة التخريب والنفاق والمجرمين والسفاحين وحاملي السواطير وتعرت أمام العالم كلّه حقيقة معارضة الفنادق المشبوهة و"قططها" المتخمة بالمال الغربي والخليجي؛ الحقيقة التي أدركها الكثيرون من أبناء سورية  أنه تم خداعهم واستخدامهم لتخريب بلدهم وتدمير منشآتهم وبنيتهم التحتية ونسف منجزاتهم العلمية وحضارتهم التاريخية لصالح العدو السّفاك لدمائهم والممول لقتلهم سواء أكان الاسرائيلي أم الأمريكي أو الفرنسي أو السعودي والقطري والتركي؛ داخلياً أيضاً، أثبت الجيش العربي السوري أنه الحصن الحصين لهذا الوطن وقد قدّم من الشهداء والجرحى والضحايا ما لم يقدّمه جيش في العالم؛ وقد أعلن العديد من القادة أنّ تجربته سوف تدرّس وأنّ خبرته سوف يستفاد منها. أما صموده التاريخي فقد تخطى حدود المستحيل؛ هذا الجيش مدعوم من غالبية الشعب السوري الصابر الصامد، وهو يحظى بقيادة حكيمة شجاعة مناضلة وجسورة، وهو ما ثبّت أسس الصمود ودعّمها، مما أعطى الأصدقاء الحقيقيين لسورية المجال للوقوف معها ومساندتها والتعويل عليها وعلى صمودها؛

إقليمياً، بدأ انتصار حلب يفرض على الأطراف الإقليمية المعادية لسورية معادلة إقليمية ودولية جديدة؛ تغيرت قواعد اللعبة؛ عادت الأمور إلى نصابها الصحيح؛ الخوف الإسرائيلي لا تخفيه وسائل الإعلام الإسرائيلية؛ تحرير حلب يعقبه تحرير إدلب والرقة وتنظيف ريف دمشق وتحرير درعا، ومن ثم تحرير الجولان العربي السوري المحتل من قبل رأس الأفعى؛ يتساءل الإعلام الإسرائيلي ومن خلفه يظهر قلق العدو؛ لماذا سيتوقف الجيش العربي السوري وحلفائه عند الشريط الشائك الذي يفصل بين الجولان المحتل والوطن الأم..؟! لكن الانكماش الكبير يظهر في مزارع الخليج الأمريكي البريطاني الفرنسي والمسمى "العربي"؛ ما تسمى إمارات الخليج وتحديداً قطر والبحرين والسعودية في أزمة حقيقية؛ لا غطاء ولا دعم ولا سند لها؛ أفلست تماماً؛ لا علاقات جيدة مع مصر ولا مع إيران ولا مع روسيا ولا مع أمريكا ولا ثقة بهم في أوروبا. أما حضور تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية لقمتهم الأخيرة، فهو اجتماع "المتعوس إلى خائب الرجا" لا أكثر؛ ما الذي يجمع ماي بهم غير محاولة ابتزازهم بعد تخلي الأمريكي عنهم وبعد خروج بلادها من لاتحاد الأوروبي؟! أكثر ما يستطيعه الخليجيون بعد الآن هو الانكماش على أنفسهم فقط. ومع ذلك،  تصوروا مثلاً، أنّ قطر التي تستضيف قواعد أمريكية على ثلثي أرضها تتحدث عن احتلال روسي لسورية..؟!! تصورا أن يتحدث وزير سعودي عن الديمقراطية وأن يحاضر بشأنها وبشأن حقوق الإنسان؛ محميات الخليج تنتظر دورها الآن على مقصلة الربيع العربي والآتي قريب..؟!!

دولياً، يؤكد انتصار حلب حقيقة تشكل "النظام العالمي الجديد" انطلاقاً من سورية؛ روسيا دولة عظمى تقود العالم في سياسات جديدة؛ الفيتو الخامس والمشترك مع الصين في مجلس الأمن الدولي قبل أيام بشأن سورية؛ الوجود الروسي الميداني البري والقواعد العسكرية الروسية الجوية في سورية والأسطول الروسي في مياه المتوسط؛ الدعم السياسي والعسكري الروسي والصيني والإيراني وإعادة تصحيح المعادلات لصالح الدولة السورية والمقاومة، وبروز الدور الروسي في أوروبا وآسيا والتحالفات الجديدة مثل منظمة شنغهاي والاتحاد الأوراسي ومجموعة البريكس، والانكفاء الأمريكي المقابل؛ كله يصرخ بحقيقة واحدة؛ انتهت الحقبة الأمريكية أو ما كان يسمى الأحادية القطبية؛ الأمر يعترف به الأمريكيون أنفسهم، ويخافه الأوروبيون المشرذمون بين شعاراتهم وخوفهم من اللاجئين والعمليات الإرهابية التي ربّوا وخرجوا منفذيها، وبين خوفهم من السياسة الأمريكية المقبلة؛

روسيا دافعت في حلب عن موسكو، وإيران دافعت عن طهران والمقاومة عن ظهرها الداعم لها، ودافع الجيش العربي السوري عن بلاده وعن العرب والعالم؛ الإرهاب الوهابي السعودي القطري التركي، لو قيّض له النجاح في سورية لدمّر العالم؛ من هنا، وبعد ست سنوات من الحرب ومن الصمود، بدأ العالم يعيد قراءة المشهد ويعترف بخطئه في الحرب على سورية؛ ومن الطبيعي أن يقطف شركاء النصر عوائد النصر وأن يتجرع المهزومون مرارة الهزيمة ويتحملون نتائجها..؟!

النصر والمجد لسورية العظيمة.
المصدر : مخطة أخبار سورية

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2016-12-18 00:56:29   مو مدمرين...معليش
بس مابدنا حدا يبكي علينا... بس ينقلعوا من عنا..خصوصي الخليج...قالتها حلبية للتلفزيون السوري..... من لديه آذان للسمع..فليسمع...خاصة استعرابيو دمشق.......... تحيا حلب...السورية
هانيبعل  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz