دام برس:
تراجعت آمال ثوار السعودية وقطر وتركيا وفنادق الخمس نجوم أخيراً بعدما تبيّن لهم وهمُ ما كانوا يحلمون به ؛ لا الدولة السورية سقطت ولا القيادة السورية رحلت، ولا الاقتصاد السوري انهار، ولا الشعب السوري خضع للتخويف والابتزاز والإرهاب؛ الأحلام المتبخرة واضحة في تصريحات الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته ؛ بالتأكيد أنّ لا أساس قانوني لغزو سورية؛ والأحلام المتبخرة تظهر شاحبة على وجوه رياض حجاب وميشال كيلو وبسمة قضماني وسهير أتاسي وجورج صبرا وغيرهم؛ لغة الهزيمة المضمخة برائحة الخيانة تظهر أيضاً في نبرة الإعلام المؤيد لهم وتراجع حدّة الهجوم لدرجة جديدة؛

في السنوات الماضية كان حديث التغيير "الثورجي" يصمّ الآذان ويوجع الرأس ويدمي القلب؛ كانت وسائل إعلام العدو وتهليلاته لا تتكلم عن شيء سوى التغيير؛ والتغيير المقصود كان يتلخّص بجملة واحدة؛ إسقاط الدولة السورية ونسف أركانها؛ أما وقد تضاءلت الآمال وانتهت أحلام التغيير ـ التدمير، فقد انتقل هؤلاء للهجة أكثر تواضعاً وأقل عنجهية وأكثر مرارة؛ الحديث الجديد يستلهم الصيغة اللبنانية المعروفة؛ لا غالب ولا مغلوب؟!

لا أيها السادة؛ ليس ذلك صحيحاً، ولن يكون؛ ليس هذا هو الوقت الذي أنتم فيه تقررون ما سيكون؛ من يقرر هو الجيش العربي السوري أولاً، عبر تحرير كل شبر من الأرض السورية التي دنسها الإرهاب الذي استقدمتموه وساندتموه وشجعتموه ورعيتموه؛ ومن يقرر هو الشعب السوري ثانياً؛ هذا الشعب المعطاء الذي عانى وضحّى وصبر وتحمّل وكابد ودعم جيشه وقيادته وقدّم مئات آلاف الشهداء والجرحى لتحقيق النصر القادم؛ ومن يقرر هي القيادة السورية الحكيمة الواعية الصابرة الشجاعة المناضلة التي رفضت الهروب من المسؤولية والتخلي عن المركب وسط العاصفة الهوجاء كما أردتم أنتم وتمنيتم وتوهمتم ؛ ومن يقرر أيضاً هم أصدقاء سورية الحقيقيين الذين وقفوا معها ولم يتخلوا عنها كما زعمتم وحلمتم؛ هؤلاء الذين ساندوا الجيش العربي السوري والشعب السوري والقيادة السورية لتعزيز صمود وقوة الدولة السورية وكان لهم ولسورية ما أرادوا جميعاً؛

بلى هناك غالب ومغلوب؛ وهناك رابح وخاسر؛ سيربح الجيش العربي السوري الذي قدّم أروع نماذج التضحية والفداء والوطنية والعطاء؛ ستربح القيادة السورية وقد صمدت وتحدت وكان لها ما أرادت؛ وستربح الدولة السورية بصمود شعبها وتلاحمه مع جيشه وقيادته وسيستعيد هذا الشعب ما خسره وسيعيد بناء ما دمره الأعداء وسيعيد أفراحه وسيطلق زغاريد انتصاراته الخالدة؛ وسيخسر الإرهابيون وسيتم سحقهم وتنظيف البلاد منهم جميعاً حتى لا تقوم لهم قائمة بعد الآن؛ وسيخسر اعداء الوطن الذين فشلت مخططاتهم وتهاوت تحت نعال الجيش العربي السوري؛ والأهم، سيخسر الذين خانوا الوطن ووقفوا ضده في ساعة الشّدة وتنكروا لعطاءاته وقيمه ومحبته، وظنوا أنه نزل أو فندق يأوون إليه ساعة يشاؤون ويتركونه ساعة يريدون، ولن تنفع أموال الخليج أو مؤتمرات اسطنبول في منح هؤلاء شهادة في الوطنية ولن تساعدهم وسائل إعلام قطر والسعودية وغيرها في تحسين صورتهم أمام الشعب السوري المضحّي العظيم الذي لفظهم إلى الأبد؛ كرامة سورية، ومحبة سورية، ومجد سورية، وعزة سورية فوق كل اعتبار.
المصدر : محطة أخبار سورية