Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 00:47:47
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
حتمية المصالحة الوطنية لترميم ما أفسده الربيع العبرى .. بقلم : د.محمد سيد أحمد
دام برس : دام برس | حتمية المصالحة الوطنية لترميم ما أفسده الربيع العبرى .. بقلم : د.محمد سيد أحمد

دام برس:

لم يعد هناك شك فى أن الحراك الشعبي العربي الذى انطلق فى نهاية 2010 بتونس وبداية 2011 فى مصر ثم تبعه فى ليبيا واليمن والبحرين وسورية, كان له مبرراته فى بعض الدول ولم يكن له أى مبرر فى دول أخرى, وكأنها عدوى وانتشرت كالوباء والطاعون, وبالطبع لم يكن مسمي الربيع العربي بريئا لذلك أطلقنا عليه مبكرا الربيع العبرى لأننا أدركنا أن المسمي جاء جاهزا من خارج مجتمعاتنا كالوجبات السريعة التى تعدها المطاعم الأمريكية العابرة للقارات والمحيطات والمنتشرة فى مجتمعاتنا العربية كالوباء رغم أضرارها على صحة شعوبنا.

وبما أن الثورات لا يحكم عليها إلا بنتائجها فلا يمكن أن نعتبر ما حدث داخل مجتمعاتنا العربية ربيعا عربيا لشعوبنا الثائرة من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية, بل النتيجة الفعلية هى مزيد من المعاناة والقهر والظلم الاجتماعى للغالبية العظمى ممن خرجوا مطالبين بإسقاط النظام, والنتيجة الفعلية والحقيقة الوحيدة الدامغة هى أن الصراع العربي – الصهيونى قد تحول الى صراع عربي – عربي ليس على مستوى الأقطار العربية وبعضها البعض بل على مستوى كل قطر عربي, ويمكن التأكيد بما لا يدع مجال للشك أن القضية الفلسطينية التى كانت تجد لها مدد داخل العديد من الدول العربية التى أنطلق فيها الربيع المزعوم قد انتهت, حيث تقف إسرائيل اليوم متفرجا على ما يحدث من خراب داخل مجتمعاتنا العربية, لذلك فالربيع ربيعا عبريا بامتياز لأن نتائجه كلها قد صبت فى صالح إسرائيل.

وبتسليمنا أن هناك مخطط  أمريكي – صهيوني كان جاهزا ومعد مسبقا لتقسيم وتفتيت الوطن العربي, تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد أو الكبير,  استغل الحراك الشعبي العفوي الى جانب الأجندات الداخلية التى تعمل لصالحه لتأجيج الصراع الداخلى, لذلك أكدنا أيضا ومنذ البداية أن هذا المشروع التقسيمى والتفتيتى لديه أدوات فى الداخل العربي لإنجاز مشروعه وأحد أهم هذه الأدوات هى الجنرال فتنة طائفية وعرقية ومذهبية بل وفكرية وسياسية وطبقية, وهى من الأدوات الفاعلة والتى تؤدى الى تقسيم وتفتيت النسيج الوطنى الاجتماعى بشكل يصعب معه إعادته الى سيرته الأولى, فهى نيران سريعة الاشتعال يصعب اخمادها بسهولة.

وبالطبع لكل مجتمع عربي طالته المؤامرة الأمريكية – الصهيونية خصوصيته وتركيبته الديموجرافية الفريدة وبالطبع اقتصر المشروع التقسيمى فى تونس على الخلاف الفكرى والسياسي والطبقى, فى حين اعتمد فى مصر على الى جانب الخلاف الفكرى والسياسي والطبقى على الورقة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين لشق النسيج الوطنى الواحد المتماسك والمتعايش تاريخيا, وفى ليبيا اعتمد على الورقة القبلية والعشائرية لتأجيج الصراع وتقسيم وتفتيت النسيج الوطنى الاجتماعى, وهى نفس الورقة التى استخدمها فى اليمن بجوار الورقة المذهبية بين سنة وشيعة الى جانب الخلافات الفكرية والسياسية والطبقية, ولا تختلف البحرين كثيرا عن اليمن لكن تظل الورقة المذهبية بين الشيعة والسنة هى الأبرز, وبالطبع تأتى سورية بتركيبتها ونسيجها الاجتماعي المعقد لتبرز الورقة الطائفية والمذهبية والعرقية فى محاولة لضرب نسيجها المتماسك والمتعايش تاريخيا. وبالطبع لا يمكن أن ننسي كيف قام هذا المشروع بتجريب هذه الأداة الفاعلة لضرب النسيج الوطنى الاجتماعى من قبل فى لبنان والصومال والسودان والعراق.

وإذا كان مشروع الوحدة الوطنية والقومية هو المشروع المضاد للمشروع التقسيمي والتفتيتى الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وكيانها الصهيونى ضد مجتمعاتنا العربية, فإنه من الضرورى أن نبتدع أدوات وآليات للمواجهة وهنا تبرز المصالحة الوطنية كأحد أهم الأدوات والآليات الفاعلة لمواجهة وترميم ما أفسده الربيع العبري على مستوى الوحدة الوطنية, وبالطبع لكل مجتمع عربي خصوصيته البنائية والتاريخية وتركيبته الديموجرافية الفريدة لذلك لابد وأن تأخذ المصالحة الوطنية شكلا مختلفا من مجتمع عربي الى آخر فنموذج المصالحة فى تونس غيره فى مصر, غيره فى ليبيا, غيره فى اليمن, غيره فى البحرين, غيره فى سورية, وبالطبع غيره فى لبنان والصومال والسودان والعراق.

إذن المصالحة الوطنية ضرورة حتمية لمواجهة المشروع التقسيمى والتفتيتى من أجل لم شمل النسيج الوطنى المتهتك بفعل المؤامرة الأمريكية – الصهيونية. لكننا نؤكد أن هذه المصالحة الوطنية لا يمكن أن تشمل من تلطخت أيديهم بالدماء. وبعد ترميم ما أفسده الربيع العبرى يمكننا أن نبدأ فورا فى البحث عن أدوات وآليات جديدة لتحقيق حلم الوحدة العربية الوسيلة الوحيدة القادرة على المواجهة والصمود فى عصر التكتلات الدولية الكبرى التى تحيك ضد مجتمعاتنا المقسمة والمفتتة المؤامرات, اللهم بلغت اللهم فاشهد.     

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2016-11-22 23:03:23   اكتشاف ...الخلل
ان يكن من خلل -وهناك-.. في عبارة حراك شعبي في مصر..اتبعه حركات..فالسوءال..هل الخطا يكمن بالتبعية أم بمن أنشأها؟... وهو سؤال جوابه يكمن باحياءنا المدمرة...... تحيا سوريا
هانيبعل  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz