Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_2rdttfcjmro96enthrrct8f591, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
الطخ في قلب النار الحلبيّة والعرس في الرقّة .. بقلم : المحامي محمد احمد الروسان

Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 00:47:47
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الطخ في قلب النار الحلبيّة والعرس في الرقّة .. بقلم : المحامي محمد احمد الروسان
دام برس : دام برس | الطخ في قلب النار الحلبيّة والعرس في الرقّة .. بقلم : المحامي محمد احمد الروسان

دام برس:
روسيّا تدرك أنّ هناك محاولات أمريكية وغربية واسرائيلية وبعض عربية واهمة، كلّها تسعى لتفخيخ روسيّا من الداخل، وموسكو تعي أيضاً أنّ أوباما يتآكل سياسيّاً الى حد ما، وبسبب الأنتخابات الرئاسية القادمة في أمريكا، مع عدم انكارها واغفالها للقوّة الميثولوجية للأمبراطورية الأمريكية سواءً كانت الأدارة جمهورية أو ديمقراطية، وهذا مؤشر قوي على حكمة وواقعية القيادة الروسية ونخبة نواتها الصلبة التي تعمل كفريق واحد، ان لجهة السياسي والدبلوماسي، وان لجهة الأقتصادي والمالي، وان لجهة العسكري والمخابراتي، وان لجهة الثقافي والفكري في تعزيز الشعور القومي الروسي المتواصل. وصحيح أنّ القرار الذي تم اعتماده للحل في سورية 2254 والقرار الذي قبله 2253 والذي صاغه وزيرا مالية واشنطن وموسكو المتعلق بتجفيف منابع الأرهاب ويضع دول الجوار السوري على المحك ويحشرها في خانة اليك، وقبلها من قرارات سابقة، يؤكد فشل المؤامرة والعدوان على سورية ونسقها السياسي ورئيسه وعلى قومية جيشها العربي العقائدي، لكن ثمة كمائن في نصوصه وبنوده الخمسة عشر ومضامينها، يمكن للخاسر في الميدان السوري وحدثه من الطرف الثالث أن يتسلّل منها(أي يزرق بالعاميه)ليعوّض هزيمته العسكرية الميدانية في السياسة، لكن في المحصلة والنتيجة: الذي لم يتمكنوا من الحصول عليه في الميدان العسكري على مدار خمس سنوات من الحرب لن يحصلوا عليه لا في السياسة ولا في قرارات لمجلس الأمن، ودائماً وأبداً فلا أحد يعرف كيف تفكّر د دمشق، فسياسة دمشق بالنسبة للغربي لغز مستمر.  أوكرانيا هي عتبة البيت الروسي نعم، وهذا صحيح الواقع وعلم الرياضيات السياسية، وليس من الحكمة بمكان أن يقاتل العدو الغربي والأمريكي على العتبة البيتيّة، لأنّه هنا صار داخل البيت فتمّ ويتم مقاتلته داخل عقره وحدائقه الخلفية، عبر تعزيز وبناءات جديدة للقواعد العسكرية الروسية في سورية وفي كوبا، وحتى لا يتم الأستفراد بالأولى واسقاط نسقها السياسي ورئيسه الشرعي بشّار الأسد.

ولا يصار الى اختطاف الثانية أمريكيّاً بعد عودة العلاقات الكوبية الأمريكية، وفي فنزويلا ونيكاراغوا وفيتنام أيضاً، والآن في أرمينيا خاصة وبعد الأستعصاء في العلاقات الروسية التركية بعد اسقاط السوخوي 24 الروسية، فمحور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به من غرب وبعض عرب متصهين واهم ومخادع عرض المعادلة التالية بكل بساطة: سورية مقابل أوكرانيا فتمّ الرفض الروسي(بلا)روسيّة، مع دخول روسي عسكري شرعي في سورية لتطهير جلّ الجغرافيا السورية من زبالة الأرهاب المدخل، حيث الموقف الروسي قائم على رؤية بعيدة المدى واستراتيجية دقيقة متماسكة وحسابات علم الرياضيات السياسية، حيث أوكرانيا لا تشكل سوى جزء ومهم ولكنه محدد، حيث المشتركات بين الحدث السوري والحدث الأوكراني في الجغرافيا والأستراتيجيا. نعم الوجود العسكري الروسي الفاعل على الشاطىء السوري وفي داخل الجغرافيا السورية، يمثل حالة التوازن مع الوجود الأطلسي في تركيا، بل لكسر هذا الحاجز التركي الأطلسي الذي أريد له أن يشكل مانعاً من تدفقات الوجود الروسي في جنوب تركيا(الناتو الآن يتهدده خطرين، واحد في الشرق حيث الوجود العسكري الروسي على الشاطىء السوري وفي كل الجغرافيا السورية، والأخر في جنوب تركيا حيث الأرهاب وكلاهما يجتمعان في الداخل التركي، لذا أنقرة أكثر دولة من دول الناتو انكشافاً أمنيّاً)، وبالتالي واهمون وسذّج من يعتقدون أنّ الوجود العسكري الروسي الفاعل في سورية وعلى الساحل في طرطوس، هو وجود ثانوي نسبة الى حضورها في شبه جزيرة القرم، فروسيّا الخارجة من سورية هي روسيّا الغارقة عندّ عتبتها الأوكرانية، وهي روسيّا المقفل في وجهها بحرها الأسود(رئتها)، باختصار روسيّا الخارجة من سورية كما يريد المحور الصهيوني الأمريكي الغربي البعض العربي الواهم والمخادع، يعني روسيّا الخاصرة لمصالحها الأستراتيجية والفوق الأستراتيجية، كون جوهر معركة موسكو ليس في أوكرانيا بل في سورية، والأخيرة هي جوهر الفكرة وبالتالي هي المعركة الكبرى والأولى( أي المعركة في أوكرانيا) هي ثغرة صغيرة ولكنها مهمة. روسيّا نجحت بتمنهج في جعل عنوان النسق السياسي السوري العقدة والحل معاً، لا بل وعقدة الحل نفسه حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين، ونكايةً بالطرف الخارجي بالحدث السوري من أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين وبعض العرب، والروس أرسوا توازناً دقيقاً حال وما زال يحول دون تدخل عسكري خارجي في سورية، كما يحول دون سقوط الرئيس الأسد واخراجه كرهاً أو حبّاً، من أتونات المعادلة السورية الوطنية، إن لجهة المحلي وتعقيداته، وان لجهة الإقليمي وتداعياته ومخاطره، وان لجهة الدولي واحتقاناته وتعطيله وأثاره على الأزمة الاقتصادية العالمية، وبالتالي أثاره على نسب النمو الاقتصادي واستعادة المنظومة الاقتصادية الأممية لعافيتها، بعد أزمة الرهن العقاري وارتباطاتها في الولايات المتحدة الأمريكية – شرارة وجوهر الأزمة الاقتصادية الأممية. كما نجحت موسكو وبقوّة بأن جعلت الأسد ونسقه السياسي طرفاً رئيسياً في التسوية، وان بقاء الأسد ونسقه ليس فقط ثمناً من أثمان مسألة التسوية الكيميائية السورية في حينه، كما يظن السذّج من الساسة والذين تمطى رقابهم كالعوام.

بل أنّ الرئيس الأسد وموضوعة بقائه صارت بفعل الدبلوماسية الروسية الفاعلة والجادة، خارج دائرة التفاوض والمساومة ومسألة خارج النقاش بالنسبة لموسكو وإيران ودول البريكس، والشعب السوري وحده يقرر مصيره وعبر صناديق الأقتراع، أمّا بقاء الجيش السوري العقائدي لا يقرر يا بعض المعارضات السورية عبر صناديق الأقتراع أو عبر قرار من مجلس الأمن، فهو لا يقاتل عن قصر المهاجرين بل عن كل الوطن السوري الطبيعي، وقومية هذا الجيش العقائدي السوري هو ما يؤذي وجود ثكنة المرتزقة "اسرائيل" كيف ذلك ؟ الدور القومي والوطني للجيش العربي السوري العقائدي، هو ما يقلق بل يزلزل مضاجع ثكنة المرتزقة "اسرائيل" ملكة جمال الكون، ووصيفاتها من بعض الساحات الخليجية والعربية، فقومية الجيش العربي السوري المترسّخة في عقيدته، هي هدف استراتيجي لثكنة المرتزقه هذه، ومن يسعى لعلاقات رأسيه وعرضية معها(أي ثكنة المرتزقة) من بعض عربنا الذي لا يملك معاهدات معها، ان كان سرّاً وان كان علناً، بوجود عارض الأزياء يوسي كوهين مهندس استعادة حرارة العلاقات مع بعض الساحات والدول، ان كانت عربية، وان كانت غير عربية ولكنها اسلامية في ظاهرها وعلمانية في عمقها. كذلك قومية الجيش العربي الأردني وقومية الجيش المصري، وقومية الجيش الجزائري وقومية الجيش اللبناني وبعض الجيوش العربية الأخرى، هي أهداف لثكنة المرتزقة "اسرائيل" تسعى لتحطيمها ولو بعد حين، عبر تحويلها الى جيوش وطنية قطرية ضيقة محصورة بالجغرافيا السياسية، وحسب ترسيمات سايكس اللعين وبيكو الخبيث، وان كانت عمّان والقاهرة أبرمتا معاهدات في مرحلة ما مع ثكنة المرتزقة والبلاك ووتر هذه، لكن عقيدة الجيشان لم تتغيّر، وقوميتهما كذلك رغم مرور سنين، ورغم التنسيق الأمني بمستويات مختلفة. بعض شخصيات المعارضة السورية في الخارج السوري وفي الداخل السوري وعلى حد سواء(لا أريد تسميتها لأنّها معروفة للجميع)، تسعى وبايعاز من أمريكا وبعض العواصم الغربية والعربية، وثكنة المرتزقة والبلاك ووتر"اسرائيل"، الى استبدال عقيدة الجيش العربي السوري العقائدي، عبر تحويله الى جيش وطني قطري ضيق، جيش طائفي لا يرقى الى مستوى مجموعات شرطية لا علاقة لها بالوطن السوري، فما يغيض ثكنة المرتزقة ثكنة بلاك ووتر هو قومية الجيش العربي السوري العقائدي كما أسلفت أنفاً ومعه بعض الجيوش العربية المعروفة بقوميتها. في ظل هذا التيه والتوهان العربي، لم تعد الخيانة وجهة نظر، بل صارت عشقا دّنِساً، فبعض شخصيات المعارضات السورية هذه وبايعاز من مشغليّهم، يريدون تصوير الجيش العربي السوري وكأنّه مجرد أداة أو ماكينة يتم تحويلها من شرف النضال إلى دناءة الخيانة.

فالموقف من ثكنة المرتزقة الصهيونية ومن برلمانها، ليست مسألة خيار سياسي أو فكري أو فلسفي أو نفسي أو مصلحي، بل مسألة وطنية قومية بعمق وبلا مواربة، وحيث نجح التطبيع في تمويه هذا، فعلينا كشفه ومواجهته. بقاء ودور الرئيس الأسد يحدده الشعب العربي في سورية بالانتخابات وعبر صناديق الأقتراع، وهذا ما أكدت عليه صراحة نصوص ومضامين قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، لكن بقاء الجيش العربي السوري العقائدي لا يقرره صندوق الانتخابات، ولا يقرره معارض هنا ومعارض هناك في دفىء العواصم الأوروبية أو بعض العربية وبغاياهما، بينما الجندي العربي السوري الذي رضع القومية العربية مع حليب أمه فهي اكسير حياته وحياة قطره، ينطلق من الوطني الخاص الى القومي والوطني العام، كجندي جيشنا العربي الأردني حيث عقيدته ما زالت سليمة ولم تتغير، ورضعها مع حليب أمه كشقيقه السوري والجزائري والمصري واللبناني وغيرهم، الجندي السوري القومي يقاتل الفواحش والدواعش والدوامس والبواعص والنصرة، وما تسمى بأحرار الشام(أشرار الشام) وجيش الأسلام وصعاليك جيش الفتح في كل الجغرافيا السورية، وهو لا يقاتل السابق ذكرهم من سلّة الأرهابيين الذين تم ادخالهم وعلى مدار سنوات من دول الجوار السوري مجتمعة ومنفردة لا ضير في ذلك، فهو لا يقاتلهم حول قصر المهاجرين، بل في كل الجغرافيا السورية ونيابةً عن العالم والأنسانية جمعاء. وبالتالي مسألة الحوار مع النسق السياسي السوري، لم يعد مشروطاً برحيل الأسد أو تنحيه، لقد غرسوا الروس غرساً، من الأفكار في عقل جنين الحكومة الأممية ملتقى المتنورين من اليهود الصهاينة، والمسيحيين الصهاينة، والمسلمين الصهاينة، والعرب الصهاينة، بأنّ ما يجري في دمشق يجري في موسكو ودفاعهم عن دمشق دفاع عن موسكو. نعم لا عيب ولا تثريب على موسكو بعد اليوم، حيث كانت المسألة السورية وحدثها بالنسبة لها، مدخلاً واسعاً لرسم معادلات وخطوط بالألوان والعودة إلى المسرح الأممي، من موقع القوّة والشراكة والتعاون والتفاعل بعمق، وتحمّل المسؤوليات ضمن الأسرة الدولية الواحدة في عالم متعدد الأقطاب، لأحداث التوازن الأممي الدقيق في شتى الأدوار والقضايا بما فيها الصراع العربي – الإسرائيلي كصراع استراتيجي وجودي في المنطقة والعالم، بالنسبة للعرب الحقيقيين، والمسلمين الحقيقيين، لا عرب صهاينة ولا مسلمين صهاينة، ولا عرب البترول والغاز. نعم من حق روسيّا ونواتها وعنوان الأخيرة الرئيس بوتين أن يقول: ثبات وتماسك الجيش العربي السوري العقائدي ضمن وحدة وثبات النسق السياسي السوري، وعنوان هذا النسق الرئيس الأسد قد جلبوا للفدرالية الروسية العالم أجمع. والفكفكة للمنطقة واعادة التركيب والأمركة نكايةً بالروسي والصيني والأيراني، هو ما يميز سمة الصراع في المنطقة بمعناه العامودي والعرضي، لذا نجد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مدى وعمق، خطوط علاقاتها العرضية والرأسية، مع حلفائها(المستهدفون لاحقاً من قبلها عبر شطبهم واعادة تشكيل ورسم الدور الوظيفي الجديد لهم مجتمعين، في صراعها مع الروسي والصيني ولتقسيم أوروبا)في المنطقة الشرق الأوسطية الملتهبة والمضطربة بفعل الأرهاب المنتج والمصنّع والمدخل الى الداخل السوري واللبناني والعراقي، وملاذاته الآمنة وحواضنه في جلّ دول الجوار السوري والمنطقة ككل.

وما يحاك للأردن، كنسق سياسي وجغرافيا وديمغرافيا من سيناريوهات جديدة تقترب من الواقع، ويعمل الآخر على طمأنتنا وتهدئة روعنا، والمصيبة الكبرى أنّنا نصدّق قوله ورؤيته، وبفعل نفوذ وضغوط جماعات المحافظين الجدد والأيباك، في مفاصل صناعة القرارات السياسية والدبلوماسية العدوانية التدخلية والمخابراتية والعسكرية، داخل مؤسسات الدولة الولاياتية الاتحادية الأمريكية، سواءً كانت الأدارة القادمة ديمقراطية أو جمهورية وحسب المؤشرات هي جمهورية، وهذا ما يفرح البعض العربي والذي يمارس التسويف والتظليل للوصول الى حل سياسي للمسألة السورية، ويعمل بقوّة على عودة الأمور كما كانت أول مرة في سورية. ويسعى هذا البعض العربي، من أجل اعتماد مذهبية أجندة سياسية خارجية أمريكية شرق أوسطية، تدخليه عدوانية تصعيديه، لجهة توظيف فرصة الأحداث الأرهابية ومحاربتها، عبر تحالف الخراب الدولي، بجانب الاحتجاجات الأخرى الجارية في معظم ساحات المنطقة، من أجل بناء مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي أفشلته المقاومة الإسلامية في لبنان في حرب تموز 2006 م والمقاومة العراقية، وصمود الدولة الوطنية السورية ونسقها السياسي والجيش العربي السوري، ومجتمع المقاومة في غزّة المحتلة وباقي الوطن الفلسطيني المحتل، شرق أوسط جديد سوف يحقق استقرار وسلام وأمن في المنطقة من زاويتها ووجهة نظرها، لأنّه سوف يترتب على هذا الشرق الأوسطي الجديد، إعادة ترتيب جغرافياته وما عليها من ديموغرافيات سكّانية، وفقاً لمواصفات جيوسياسية تقسيميه مستحدثة جديدة، وإدماج " إسرائيل" في بيئة المنطقة وضمان أمن المصالح الأمريكية، لأنّ قوى الشر من زاوية محور واشنطن – تل أبيب ومن ارتبط به، والمتمثلة(أي قوى الشر)في سورية، وحزب الله، وحماس الداخل الجناح العسكري، والجهاد الإسلامي، والمقاومات الشعبوية الأخرى، وفي الدولة الإيرانية، وكوريا الشمالية، سوف تذهب وتبقى قوى الخير.في الرؤية العسكرية الأستخباراتية الأمريكية عبر البنتاغون ومجلس الأمن القومي الأمريكي، وبالتساوق مع مجتمع المخابرات الأسرائيلي الصهيوني بجانب المخابرات التركية، تشكل كل من الرقّة السورية والموصل العراقي نقاط ارتكاز وتموضع للمشروع الأنجلوسكسوني الصهيوني البعض العربي التركي للتقسيم، ومن هنا نرى أنّ دوائر القرار العسكري في دمشق وايران وموسكو والصين تريد وتستعد للوصول الى الرقّة حيث مركز عصابة داعش، قبل وصول الأمريكي والغربي وقيادات عرب روتانا للبدء في تنفيذ مشروعهم هناك، عبر عواميس الدواخل العربية والسورية، والتي تتمثل في ما يسمّى بقوّات سورية الديمقراطية، وما يسمّى قوّات النخبة السورية الجناح العسكري لتيار الغد السوري بزعامة الجربا، وما يسمى بجيش الفدرالية السورية، ومجاميع ارهابية أخرى. فالرقّة بالمعنى الأستراتيجي أهم من حلب بالنسبة للأمريكي والغربي والأسرائيلي وعرب روتانا المنسلخون من عروبتهم وقوميتهم، والذين صاروا بأموالهم وموردهم البشري بمثابة قوّات درك للبنتاغون، كونها(أي الرقّة)نقطة ارتكاز لمشروعهم التقسيمي، بالرغم من علم الأمريكي والبريطاني والفرنسي ومن لفّ لفّهم، أنّ حلب هي رئة ديمغرافية لدمشق بملايينها، وأنّ البرجوازية الصناعية الوطنية هناك بجانب برجوازيات هنا وهناك طفيلية تجارية غير وطنية، ومسألة استعادتها الى حضن الدولة الوطنية السورية عبر تحريرها(أي حلب)، مسألة في غاية الحيوية، في حين أنّ حلب أهم لتركيا من الرقّة. لقد وصلت الصفاقة السياسية الأمريكية(أي الوقاحة)وعلى لسان الأرهابي وزير الخارجية جون كيري، والذي تم محاكمته عام 1971 م، على جرائم حرب ارتكبها في فيتنام عبر محكمة عسكرية أمريكية شكلت خصّيصاً له، بحيث وصلت هذه الوقاحة الأمريكية، الى مستويات غير مسبوقة تتبرأ هنا الوقاحة من نفسها، بوضعها خطوط حمراء في حلب أمام نواة الدولة الوطنية السورية، وتحديداً رمزها وقائدها الرئيس الأسد، في أن لا يبادر باحتلال حلب، وكأنّ حلب ولاية أمريكية أخرى؟! يا لصفاقتكم أي وقاحتكم .

وكما أسلفت في تحليلي الأخير(العبث في دم الجغرافيا السورية...)ثمة جديد آخر يتحوصل في التالي: هؤلاء بصفاقة قلّ نظيرها، يريدون تثبيت الأستقرار لعصابة داعش في الرقّة ودير الزور، لخلق الحاجز الجغرافي الفاصل بين سورية والعراق واقامة اسرائيل ثالثة(اقليم كردستان اسرائيل ثانية، وخمسة عقود من العشق الممنوع)بغطاء دولة سنيّة بين مثلث الموصل ودير الزور والرقّة، وهذا هو جوهر التقسيم المنشود والذي يعمل عليه الغرب واسرائيل والبعض العربي المتأسرل حيث سقطت الأقنعة منذ احتلال العراق. قوّة سنيّة ترعاها تركيا السنيّة باسناد سعودي صارخ، مقابل القوّة الشيعيّة التي ترعاها ايران بوضوح، حيث تتجه المنطقة برمتها الى ثنائية تاريخية سابقة(مناذرة وغساسنة)عرب يقتلون عرباً، ومسلمين يقتلون مسلمين، ألم أقل وفي أكثر من تحليل أننا غدونا كعرب خردة بشرية في مستودعات الأمم الأخرى؟!. سؤال حامض وعميق أسوقه سوقاً، أساسه معلومات لا نعرف مدى دقتها وصحتها: هل عرضت واشنطن والرياض صفقة على دمشق وموسكو من خلف الأتراك تتمنهج بالتالي: تسليم حلب بصفقة عسكرية دون قتال لدمشق، تتزامن مع بدء جولات جديدة لجنيف عبر وفد الرياض السوري الأرهابي، بحيث يصدر الأمر الملكي السعودي، مشكّلاً غطاءً سياسياً لقرار أمريكي، بسحب الأرهابيين(المسلّحين)، مقابل موافقة دمشق وحلفائها بتفويض تحرير الرقّة للأمريكيين والتحالف الخاص بهم بقرار من مجلس الأمن الدولي؟ واذا صحّ التساؤل السابق وقاد الى شيء ما في الأفق السوري، هل سيصار الى القبول بالحريري سعد رئيساً للوزراء في لبنان، مع تعديلات دستورية تقلّل من قوّة حزب الله السياسية المقاومة، على أن يكون السيّد فرنجية وليس الجنرال عون رئيساً للبنان كضمانة سياسية؟ بعبارة أخرى، ثمة صفاقات سياسية أخرى للأمريكي وجوقته عبر اجتراح معادلات جديدة: اعطونا لبنان ومشروع تحرير الرقّة المغطاة بقرار من مجلس الأمن الدولي، وخذو حلب وريفها!

وفي حالة الرفض ستدعم العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تركيا في ردود فعلها العسكرية في حلب، وعبر جماعاتها الأرهابية من جبهة نصرة باسم جيش الفتح(صعاليك جيش الفتح المدار تركيّاً)وعصابة داعش وأشرار الشام(أحرار الشام)، حيث الردود العسكرية رغم ضراوة ما يجري في حلب الآن ما زالت منضبطة بأمر الناتو. والذي يتمسك بحلب الشهباء ويعض عليها بأسنانه ليس الأمريكي، وانما أردوغان ومنظومة حزبه وحكمه والرياض بدرجة ومستوى ما، لكن الأمريكي يدعم التصعيد في حلب لغايات منع أي عملية عسكرية أخرى للجيش العربي السوري العقائدي وحلفائه في مكان آخر(أعني دير الزور والرقّة)، وليوقف الفعل العسكري السوري والروسي باسنادات عسكرية صينية محددة(ثمة دور عسكري صيني يتفاقم في الداخل السوري، راجع تحليلنا: العبث بدم الجغرافيا السورية)في استعادة حلب وتطهيرها من رجس صعاليك الأرهاب، يأجوج ومأجوج القرن الحادي والعشرين. صعاليك الأرهاب في الشمال السوري بزعامة النصرة وفي المناطق الحلبية الخاضعة لسيطرتهم، تمارس الضغط على الجيش السوري في قتلها المدنيين واستهدافهم، لتوصيل الرسائل كما جرى بحق مخيم النازحين مؤخراً في ادلب، وتحذّر الجيش من أي عملية عسكرية، وتظهر عجز الجيش السوري في عمليات عسكرية في  الخواصر الرخوة، حيث المدنيين أكثر الخواصر والمناطق ارتخاءً ورخوةً، وأي عجز عسكري يظهر هنا. ولأنّ الجيش السوري والحلفاء لا يقومون بأي عملية عسكرية ميدانية في حلب الشرقية، فقط هم يردون على مصادر النيران، نجد أنّ سلّة الصعاليك الأرهابية وبتوجيه أمريكي تركي سعودي قطري اماراتي تعمل على استدراج الجيش العربي السوري وحلفائه، الى عملية عسكرية في المناطق الشرقية لحلب الخاضعة لسيطرتهم، كفخ عسكري محكم لكسر ظهر انجازه المادي والمعنوي الذي حقّقه مع الروسي والأيراني والصيني وحزب الله وباقي المقاومات الشعبوية، عبر ما وصلها من سلاح نوعي وكمي وصواريخ أرض جو وعتاد أخر عبر الحدود التركية السورية، بما فيها التاو والماو والمانباد. فمن يستعجل معركة حلب هم هؤلاء الصعاليك الأرهابيون أكثر من دمشق(رغم أنّ دمشق تأخرت عن استعادة حلب، لكن الأخيرة ستغفر لها تأخرها)، والأخيرة تعي جيداً الأفخاخ العسكرية الجاري نصبها، فهي تعتمد استراتيجيات التطويق والقضم التدريجي شيئاً فشيئاً، بجانب استراتيجيات التجزير وقنديل البحر، حيث الأخير يموت بمنع الماء عنه .

وهنا السعي لأغلاق الحدود بقوّة النار، والجيش السوري غير معني بكسر الهدنة في حلب الآن، كون عينه على الشرق السوري، ومن يكسر الهدنة هي الجماعات الأرهابية بقرار أمريكي وتفعيل سعودي تركي قطري اماراتي، ليصرف نظره(أي الجيش السوري)عن البدء بمعركة الرقّة ودير الزور، فالطخ في حلب والعرس الحقيقي في الرقّة وجلّ المنطقة الشرقية. والأمريكي وقح ومراوغ ويريد شيئاً آخر، عبر استراتيجية تمكين واستقرار عصابة داعش في المنطقة الشرقية وتحديداً في الرقّة، وبدائلها الموالية للغرب، وأدواته من البعض العربي المتأسرل السنّي الساعي لعلاقات مع ثكنة المرتزقة"اسرائيل"وعلناً لتثبيت اغتصاب فلسطين، مع اعادة الوصاية السعودية على لبنان للتضييق على حزب الله داخل لبنان، وتحاربه نيابة عن ثكنة المرتزقة، وشق تحالف المقاومة والتيّار الوطني الحر في لبنان، وخلق فجوة في العلاقات بين مكونات تحالف المقاومة، وهذا من شأنه أن يقود الى تفكيك حزب الله سياسيّاً وعسكريّاً أو اضعافه، وفي النهاية سيصار الى تسليم مضائق تيران المصرية للكيان الصهيوني عبر عقود واتفاقيات تأجير دولية من قبل المالك السعودي الجديد لهذه الجزر، وهذا أمر لم ولن تجرؤ عليه مصر التي تركت للرياض أن تتولاه لغايات تأمين حدود ثكنة المرتزقة أو مستدمرة اسرائيل. الصعاليك الأرهابيون السفلة في الشمال السوري وفي حلب الشرقية ومناطق سيطرتهم، يستعرضون ما لديهم من سلاح نوعي قد يدفع دمشق وبضغط شعبي لعدم فتح معركة الرقّة ودير الزور وحلب تحتدم فيها وحولها المعارك، ومن هنا نرى مؤشرات تؤكد أنّ الجيش العربي السوري وحلفائه قد شرعوا في ادارة الحرب بمنطق ولغة الحروب الدولية، بفتح ثلاث أو أربع جبهات لتشتيت العدو، وأي جبهة تسقط تلقائيّاً تسقط الثانية لصالح دمشق وحلفائها. في النهاية من يركب البحر لا يخشى من الغرق، ومن يكتب بالنار لا يخشى من الحمم، وفي حلب نار(أي معركة حامية الوطيس)تلفح الجميع، وربّ النار في حلب الجيش العربي السوري، فيا ربّ النار لا تسقّ خيلك وجندك الماء، وأنت تتهيأ لعبور نهر الحمم. وليعلم العربان وبعض العرب، أنّ دار أبي سفيان السوريّة ستبقى على حالها وأساسها القومي العربي، وكل من دخلها من صوفيي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وباقي جوقة الصعاليك والمتصعليكين لن يكون آمناً. 

 المحامي محمد احمد الروسان
عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
mohd_ahamd2003@yahoo.com

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_2rdttfcjmro96enthrrct8f591, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0