دام برس:
سطوة الذئب الأكبر أردوغان لفحت المدلل أوغلو بتهمة أسماها «نقاط خيانة الأمانة» فأقصاه بعيداً عن رئاسة حزب العدالة والتنمية، فما وصل لمسامع المتسلطن العثماني عن تآمر رئيس حكومته الذي يعرفه جيداً مع جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن، لفضح فساده وفساد عائلته جعل أردوغان في حالة من التخبط يفتك بأقرب الناس منه وأكثرهم غدراً ويطرده خارج اللعبة السياسية، وليس مستغرباً في المستقبل القريب أن يقدم رئيس النظام التركي على محاكمة أوغلو بجرائم اقترفاها سوية بحق شعبهم وشعوب الدول المجاورة.
بات «العدالة والتنمية» متشرذماً، وهو أمر طبيعي لحزب انقلب على نفسه، وعمل خارج منظومة الأخلاق السياسية، التي يحملها أي حزب في العالم وفي كثير من الأمور الداخلية والخارجية، وانقلب حتى على أعضائه، فأصبح منقسما إلى ثلاثة تيارات، الأول يتبع أردوغان، والثاني الرئيس السابق عبد الله غل، والثالث أحمد داود أوغلو، وهو الحلقة الأضعف لتكون المقصلة من نصيبه.
من ينقلب على الإنسانية، ويبتلع كلامه، ويتاجر بدماء الأبرياء وبالنساء والأطفال، ويبتز العالم أجمع بقضية اللاجئين التي افتعلها بسبب إرهابه، يستطيع أن يفعل أي شيء حتى في أذرعه وامتداداته، وما يزال الحبل على الجرار.
الغدر الأردوغاني مستمر حتى على نفسه ولن يقف عند هذا الحد وسيطال محيطه كاملاً حتى لا يبقى سواه، فكما عزل نفسه سياسياً عبر افتعال الأزمات وحياكة المؤامرات في دول الجوار سيعزل نفسه داخلياً ليبقى وحده يواجه سوءة أفعاله، وما كان يتمناه من انضمام بلاده إلى أوروبا بات حلماً مستحيل التحقيق، وجرائمه بحق السوريين وغيرهم من الشعوب بسبب دعمه وقيادته لشبكات الإرهاب المنظم سيحاسب عليها عاجلاً أم آجلاً.