دام برس:
بعض الأحداث، وبعض المواقف وضعت (المسار السياسي) للحل في سورية، على سكة أكثر وضوحاً:
1- حسب ما نقل المتحدث باسم هيئة التفاوض فإن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ابلغ منسق هيئة التفاوض رياض حجاب، أن عليهم – على هيئة التفاوض – المشاركة في جنيف 3 بدون أي شروط وهذا يعني أن عليهم المشاركة باحترام التفسير الدولي للقرار 2254 الذي يقول بضرورة تمثيل واسع للمعارضة يشمل جماعة موسكو وجماعة القاهرة ... كما ابلغ كيري حجاب، بأن على المعارضة أن تفهم أنه لم يعد من وجود لفكرة (هيئة الحكم الانتقال) أنسوها الحوار الآن حول (حكومة وحدة وطنية) تشارك فيها المعارضة.
وتشكل وفق الدستور الحالي ريثما يتم الاتفاق على دستور جديد وهذا يعني أن على هيئة التفاوض –حسب كيري – أن تفهم أن القرار 2254 ينظم عملية توحيد القوى السياسية السورية لمواجهة داعش ولإنهاء معاناة السوريين وعليهم أن يفهموا أن هذا القرار ليس عملية ( تسليم الحكم للمعارضة ) كما تفكر أو تتوهم هيئة التفاوض ومن وراءها وذكر كيري حجاب بما ورد في القرار 2254 بضرورة الحفاظ على استمرار المؤسسات ومنها مؤسسة الجيش والأمن وأشار كيري لضرورة الانتباه إلى كلمة (استمرار المؤسسات) بما تعنيه من أن الدولة السورية ستستمر برئاسة الأسد وان الحكومة ستضم بعض المعارضة وسيجري الاتفاق على الدستور وإجراء الانتخابات ... موضوع التنحي لم يعد ممكناً الحديث عنه، موضوع التقسيم مرفوض، موضوع استيلاء المعارضة على السلطة بات من الاوهام التي عالجها القرار 2254 – حسب كيري.
ويعقب المتحدث باسم هيئة التفاوض أن لقاء كيري حجاب كان مخيباً لأمال هيئة التفاوض وشكل خيبة كبيرة لها، ورأى المتحدث أن كيري بات يتحدث كما يتحدث لافروف لا بل كما يتحدث بشار الجعفري، وهذا يعني أن المعارضة تصطدم اليوم بجدار الحقيقة حقيقة أن كل ما خططت له وتوهمته، من أن ستتسلم كلمة سورية ليس إلا أوهام لم تكن وقوداً للحرب التي أصابت سورية ... ويعرب المتحدث عبر وسائل الإعلام عن خيبة المعارضة واحباطها بشكل يعكس انكسار أوهامها والمصيبة أنها على ابواب جنيف 3 كما يقول المتحدث.
2- الخيبة الأخرى التي أصبت المعارضة جاءت هذه المرة من الأمم المتحدة من المبعوث الأممي ديمستورا الذي عين الألماني (فولكر بيريتس) كوسيلة للحوار بين قاعتي وفدي الحكومة والمعارضة الذي سينتقل بين القاعدتين ليتم الحوار بين السوريين وتعيين (بريتس) لهذه المهمة يسبب الخيبة للمعارضة لأن الرجل متخصص بشؤون الشرق الأوسط، وله كتاب حول إنهاء الأزمة في سورية، وهذا كله ليس سبب خيبة المعارضة بل سببها أن (بريتس) يعتقد أن الحل في سورية يقتضي من المعارضة إلغاء فكرة عملية انتقالية، وإلغاء فكرة تنحي الرئيس حتى الانتهاء من داعش، ويرى بريتس أن على الطرفين الوصول إلى وقف إطلاق نار، وإلى إدخال المساعدات، وإلى إجراء محادثات تؤدي إلى حكومة وحدة وطنية – لأن كل ذلك يهدد لما يسميه (بريتس) مؤتمراً سورياً واسعاً، يرسم شكل وطبيعة سورية ما بعد الحرب ... إن تعيين (بريتس) ليكون ناقل للحوار بين القاعتين سبب خيبة للمعارضة لن افكاره وقناعاته حول الحل لا تتضمن تسليم السلطة للمعارضة بل تتضمن عمليه توحيد السوريين لدحر الإرهاب، تمهيداً للحوار حول شكل الحكم وطبيعته في سورية ما بعد الحرب.
إن السوريين يتساءلون إلى متى سيبقى السياسيون غارقون في أطماعهم حول السلطة والحكم ؟؟؟ وإلى متى سيستمر الطامعون بالسلطة في تجاهل معاناة السوريين من جراء الارهاب التكفيري وحالة الحرب التي فرضها هذا الارهاب وما تسبب به من صعوبات الحياة والعيش والأمن والاستقرار وما تسبب به من عوز وفاقه وفقر وبطالة ولجوء و.. و .. الخ.
إلى متى ستبقى اطراف المعارضة موزعة بين الدول الإقليمية أو الدولية تبحث عن حصة في السلطة؟؟
سورية تستحق أن نفكر باستعادتها.
والسوريين لم يعدوا قادرين على احتمال ما يصدر عن الطامعين بالسلطة من مواقف وما ينتج عنها من بلادي.
السوريون يأملون من المعارضة أن تبلغ خيباتها وان ترجع عن أطماعها وأن تعود إلى سوريتها ليعملوا مع الجميع من اجل رفع المعاناة عن السوريين وتحقيق مصلحة سورية العليا – لكسر الارهاب، والارتقاء السياسي الشامل.
هل سيتعلمون من خيباتهم تجاه الواقع الحقيقي ؟؟؟
وهل سيغادرون أوهامهم وأطماعهم حول السلطة ؟؟؟
إن جنيف لناظره لقريب.