دام برس:

لا يكل ولا يمل عادل الجبير ـ منذ صدور المرسوم الملكى بوضعه وزير لخارجية ولى ولى العهد بمملكة آل سعود فى الأيام الأخيرة من شهر ابريل الماضى ـ من ترديد اسطوانته المشروخة على حد قول أولاد البلد "رحيل بشار الأسد ..رحيل بشار الأسد ..رحيل بشار الأسد " ثلاثة مرات يوميا كأنها وصفة طبيب لمريض يعانى من مرض عضال ..الجبير يذكرنى بالممثل الكوميدى الراحل إبراهيم سعفان عندما ذهب للطبيب يشكو قصر قامته للدرجة التى يعانى من استخفاف الناس بقصر قامته ..ذهب إبراهيم سعفان للطبيب وروى له معاناته بأسى فما كان من الطبيب إلا أن هيأه للعلاج الذى به ستطول قامته وبهذا تنتهى معاناته وذله بين الناس ..فاكرين ماذا وصف له الطبيب العلاج ..؟ يضع يده عاليا فوق رأسه طوال النهار والليل وهو يردد باستمرار بلا توقف: أنا مش قصير وازعة أنا طويل وأهبل.
لا فرق مابين عادل الجبير وإبراهيم سعفان ، الا أن الأخير عاد بعد مدة وبعد أن تعب من رفع زراعه فوق رأسه ومن الكل والملل من ترديد وصفة الطبيب : أنا مش قصير وازعة أنا طويل وأهبل .. عاود الطبيب وراح يبكى أمامه من أن الناس زادوا فى السخرية عليه أكثر من الأول بكثير ، فما كان من الطبي إلا أن قرر له روشتة أخرى بعد أن أقنعه أن الحالة فى تحسن كبير وتستجيب للعلاج ، فلما تلهف إبراهيم سعفان للروشتة الثانية سأله أسرع بها يا دكتور ، فقال الدكتور : ضع يدك فى جيوب بنطال البذلة وامشي بتعالى وردد دوما ولا تكف : أنا مبسوط كده ..أنا مرتاح كده ..نزل سعفان وراح يردد وصفة الطبيب.
الحالة على ما يبدو مستعصية للغاية مع عادل الجبير فلهذا مازال يردد الوصفة التى قيلت له منذ صدور المرسوم ملكه وحتى اليوم سبعة أشهر وهو لا يكل ولا يمل والمؤكد لن يصل لنتيجة حتى لو عاود مشغله ونصحه بروشته أخرى كما كان يرددها سعفان :أنا مبسوط كده ..أنا مرتاح كده .
احد الساخرين له من كثرة ما يردده سأله :ولماذا الإصرار فكان رده : لأن بشار الأسد مثل المغناطيس يجذب كل إرهابيين الأرض إلى سورية.
الجبير هو أول وزير خارجية لمملكة آل سعود من خارج الأسرة لكنه أكثر من خدم فى بلاط السفارة الأمريكية للمملكة يعى تماما ما لم يكن إبراهيم سعفان أن يتفهمه ،ولهذا ورغم أن ما خرج على لسان مشغليه بالمؤتمر الصحفى الذى عقد أخيرا بعد فيينا 2 الذى حدد للشعب السورى الحق فى اختيار من يريده وهو حق لا يحتاج فيينا ولا يحتاج حتى بوركينافاسو فهذه سيادة دولة وهذا حق شعب وهذه هى الديمقراطية التى لا يعرف الجبير مكانا لهم لا فى اللغة ولا فى الإعراب حتى الا أنه خرج يقول : إما أن يرحل الأسد وإما بالقوة سنستمر ندعم المسلحين ،اعتراف لا يحتاج إلى برهان من أن آل سعود هم من يدعمون الإرهاب العالمى ، يقول هذا بينما دماء باريس تسيل على الطرقات ومن قبلها دماء اللبنانيين ببرج البراجنة ودماء العراقيين بالكاظمية وبعد وقبل إبادة لشعب اليمن غير عابئ بدماء الآلاف من حجاج بيت الله الذى حولوه إلى اللاحرام ..غير عابئ حتى بإقتراب افلاس الرصيد المالى للمملكة كما اكدت كل الابحاث والبيوت الاقتصادية العالمية ليس لسحب 150 مليار دولار شهريا وفقط ولا انخفاض سعر البترول الى النصف ولا حتى للمخطط الهادف لتقسيم جغرافيا المملكة إلى خمس أو اكثر دويلات .
رحيل بشار الأسد كما يردد الجبير أهم عند مشغليه من كل هذا ـ حياك الله أبو حافظ كم أنت غالى ـ
حقيقة كلما أستمع للجبير وهو لايكل ولا يمل من ترديد وصفة مشغليه ، أجدنى اردد الحكمة التى يتربى عليها من يعرف معنى الكرامة ومعنى العزة والإباء "  لا تنحني مهما حدث. فلم يخلق الرأس في الأعلي عبثآ..!".
الا أننى فى هذه المرة وجدتنى أقارن مابين مايفعله الجبير وبين وثيقة برقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودى بتاريخ 27 ديسمبر 1966 الموافق 15 رمضان 1386 نص رسالة الملك السعودى / فيصل بن عبد العزيز إلى الرئيس الأمريكى ليندون جونسون قبل حرب 1967..كل ما جاء بالوثيقة يعنينا تماما ليس  لأنها تكمل نفس المخطط الذى بدأ بوثيقة كتبها بخط يده كبيرهم المؤسس الأعظم نصها ( أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل الفيصل آل سعود، أقرّ وأعترف ألف مرة، لسير برسي كوكس؛ مندوب بريطانيا العظمى، لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم، كما تراه بريطانيا، التي لا أخرج عن رأيها، حتى تصيح الساعة )
تقول الوثيقة التى تحمل رقم 342 المملاة على الملك فيصل بن الملك المؤسس عبد العزيز إلى الكفيل الأمريكى بعد أن غابت الشمس عن لندن إلى الرئيس الأمريكى ليندون جونسون قبل حرب 1967:ـ من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس ، ومما عرضناه بإيجاز يتبين لكم أن مصر هى العدو الأكبر لنا جميعا ، وأن هذا العدو إن ترك يحرض ويدعم الأعداء عسكريا وإعلاميا ، فلن يأتى عام 1970 – كما قال الخبير فى إدارتكم السيد كيرميت روزفلت – وعرشنا ومصالحنا فى الوجود لذلك فأننى أبارك ، ما سبق للخبراء الأمريكان فى مملكتنا ، أن اقترحوه ، لأتقدم بالاقتراحات التالية :
- أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولى به على أهم الأماكن حيوية فى مصر، لتضطرها بذلك ، لا إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن فقط ، بل لإشغال مصر بإسرائيل عنا مدة طويلة لن يرفع بعدها أى مصرى رأسه خلف القناة ، ليحاول إعادة مطامع محمد على وعبد الناصر فى وحدة عربية بذلك نعطى لأنفسنا مهلة طويلة لتصفية أجساد المبادئ الهدامة، لا فى مملكتنا فحسب ، بل وفى البلاد العربية ومن ثم بعدها ، لا مانع لدينا من إعطاء المعونات لمصر وشبيهاتها من الدول العربية إقتداء بالقول ( أرحموا شرير قوم ذل ) وكذلك لإتقاء أصواتهم الكريهة فى الإعلام
- سوريا هى الثانية التى لا يجب ألا تسلم من هذا الهجوم ، مع إقتطاع جزء من أراضيها ، كيلا تتفرغ هى الأخرى فتندفع لسد الفراغ بعد سقوط مصر ......
يا فخامة الرئيس
إنكم ونحن متضامين جميعا سنضمن لمصالحنا المشتركة و لمصيرنا المعلق ، بتنفيذ هذه المقترحات أو عدم تنفيذها ، دوام البقاء أو عدمه
أخيرا أنتهز هذه الفرصة لأجدد الإعراب لفخامتكم عما أرجوه لكم من عزة ، و للولايات المتحدة من نصر وسؤدد ولمستقبل علاقتنا ببعض من نمو و ارتباط أوثق و ازدهار.
المخلص : فيصل بن عبد العزيز
ملك المملكة العربية السعودية
لا فرق عندى مابين ما يردده الجبير وما أرسله سرا الملك فيصل لان ما فعلاه كل من الجبير والملك فيصل  وما بينهما من ملوك ووزراء خارجية كان بمثابة إعمال الالتزام الذى وقعه المؤسس الذى ورث هو الآخر التزاما عن الأب وعن الجد الالتزام الصارم بالوهابية" الذبح الذبح ..الدم الدم " فى عقد بينهما لا ينفصم ..ذرية بعضها من بعض وجدت للقيام بدور مرسوم ..الدور حاليا هو ما يقزمهم أكثر وأكثر ليأتى آخر يقوم بدور آخر فهلا نعى (......لم يخلق الرأس في الأعلي عبثآ..؟!)
ماجدى البسيونى
رئيس تحرير جريدة العربى
Magdybasyony52@hotmail.com