دام برس :
حدد سماحة الإمام القائد علي الخامنئي الخطوط الحمراء للاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجموعة 5+1 بالنقاط التالية:
وأكد الإمام الخامنئي على مطالب إیران المنطقیة منذ بدایة المفاوضات إلى الآن وقال: "إننا قلنا منذ البدایة أننا نرید إلغاء جمیع الحظر الظالم، وفي المقابل نحن مستعدون أن نقدم بعض الأشیاء شريطةأن لا تتوقف الصناعة النوویة وأن لا یتم المساس بها ".
كما أشاد سماحته بحنكة ووطنية الوفد الإيراني المفاوض وشجاعته وثباته ودقته فقال:
"إن هذا الفریق ومن خلال اعتماد الحمیة الوطنیة والدقة الكاملة وبهدف حل العقد وتقدم البلاد ، یقوم بجهود حثیثة أمام عدد كبیر من المفاوضین في الطرف المقابل إنه بشجاعة یعلن ویتابعمواقفه ".
وبحنكته ودبلوماسيته وحزمه توجه سماحته إلى المنتقدین للمفاوضات النوویة، قائلا " أنا لا أعارض الانتقاد وأعتبره ضروریاً ومساعداً ، إلا أنه یجب أن لا نتجاهل هذه الحقیقة بأن النقد أسهل من العمل، لأن رؤیة عیوب الطرف المقابل أمرٌ سهلٌ، إلا أن إدراك وفهم مصاعبه وهواجسه هو أمرٌ صعبٌ ".
كما أشاد سماحته بدور العلماء النوويين الإيرانيين الشباب في الوصول لهذه المرحلة من المفاوضات عبر هذه المدة من خلال تطويرهم الأبحاث النووية و قدرتهم على الوصول لنسبة 20% من التخصيب ، الأمر الذي جعل من إيران تدخل بقوة في تلك المفاوضات الشائكة والطويلة ، والذي مكنها من فرض شروطها ونقاطها بكل ثبات وقوة ، وكان السبب الرئيس في هزم المفاوضيين من الطرف المقابل ، فقال:
" إن جمیع القوى النوویة امتنعت عن بیع الوقود النووي المخصب بنسبة 20 % لإنتاج الأدویة النوویة في مفاعل طهران النووي، وأنهم حتى منعوا الدول الأخرى من بیعه إلى إیران ، إلا أن العلماء الإیرانیین الشباب قد أنتجوا هذا الوقود وحولوه إلى صفائح وقود وحیئذٍ هزم الطرف المقابل ، بالإضافة إلى أنه بتخصیبنا الیورانیوم بنسبة 20 % فإننا قد حققنا إنجازات حقیقیة أخرى ، وفي الواقع فقد أثمر صمود إیران أمام الضغوط ، وقد وصل الأمريكیون إلى هذه النتیجة بأن الحظر لیس له التأثیر المطلوب الذي كانوا ینشدونه ، وعلیهم أن یبحثوا عن سبیل آخر".
وكانت من أبرز النقاط التي أكد بها سماحة الإمام الخامنئي : الشعار الرئيسي الذي أطلقه سماحة الإمام الراحل المؤسس والقائد للثورة الإسلامية الإمام الخميني قدس سره بأن : "أمريكاهي الشيطان الأكبر " وإن نظرة إيران بعدم الثقة والشك لن تتغير تجاه الأمريكيين حيث قال:
"رغم هذا كنا مستعدین أن نقدم تكلفة في حال التزم الأمريكیون بتصریحاتهم ووعودهم التي قطعوها ، لأنه خلال المفاوضات، ووفقا للعقل والمنطق والمحاسبات یمكن القیام ببعض التراجع ، إلا أنهم وبعد فترة وجیزة من المفاوضات قد بدأوا بإثارة مطالب مبالغٌ فیها ومفرطة وتنقض العهود ".
كل ما سبق من خطاب الإمام القائد دفع كيري للذهاب لجينيف لحضور الاجتماعات ومن ثم إعلانه عن تفاؤله بإنجاز الاتفاق النووي ، ولكن ربما ما هو أكثر أهميةً هو الاتصال الذي حصل بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وهو الأول منذ تاريخ شباط ( فبراير) المنصرم ، وحسب تصريحات البيت الأبيض فإن الاتصال تناول تدهور الوضع في سوريا وضرورة إيجاد حل سياسي وسريع له ، هذا الاتصال الذي تزامن أيضاً مع تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان عن المواقف الثابتة والمشتركة للسياستين الروسية والإيرانية بدعم الدولة السورية والنظام الشرعي والسياسي والقانوني فيها ومنع تحولها إلى ليبيا جديدة.
في النهاية سنطرح سؤالين عابريين من سياق ما تم سرده أعلاه :
الأيام القليلة القادمةكفيلة بالإجابة ، وأقول لكل من دخلت نفسه بعض الشكوك حول انتهاء الاتفاق والتوقيع النهائي ، أنه في كل الاتفاقيات العالمية جزئين منفصلين عندما تصل الاتفاقيات إلى نهايتها ، لجنة صياغة الاتفاق النهائي وهي التي تقوم الآن بكتابة الصياغة الأخيرة للاتفاق وبترجمته إلى ثلاث لغات عالمية للتوقيع عليها " الإنجليزية – الفرنسية – الفارسية " و هذه إشارة أكثر من كافية على إنجازه بشكل نهائي ، أما الجزء الثاني فهو ما يظهر على الإعلام من ناطقيين رسميين باسم الدول والوزارات الخارجية وبعض المفوضيات لتعبر كل منها عن مصلحة الطرف الذي تمثله وتطلق تصريحات هنا وهناك ، بين الفشل والنجاح والتهديد بالفشل ووو ... ، ولكن يا سادة ما حدث خلال هذه المفاوضات التي ربحتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان حرب من نوع آخر ، حرب بالدبلوماسية وحرب الأدمغة ، وحرب السباق للتطور العلمي والتقني ، ولكن الحرب الأهم هي العزة والكرامة والثوابت والمبادئ التي لن تتخلى عنها الجمهورية الإسلامية لتضيف نصراً تاريخياً جديداً.
طاهر محي الدين