دام برس :
ابتدأ مسلسل الفضائح والتسريباتالعابر لحلف المهزومين في سوريا من تركيا الفضائح التي نشرتها صحيفة جمهوريات التركية التي تثبت وبالدليل القاطع تورط أردوغان بدعم وتسليح وتمويل الإرهاب في المنطقة وخصوصاً سوريا قبيل الانتحابات البرلمانية التركية ، فتم إسقاطه في هذه الجولة بالنقاط العالية تمهيداً للنزال النهائي في الانتخابات المبكرة بعد فشله في تشكيل الحكومة الائتلافية القادمة وخسارة أكبر بالضربة القاضية عندما تنخفض نسبة حصول حزبه في الانتخابات إلى ما يتوقع بحد أقصى 25% من نسبة المقاعد البرلمانية وبالتالي انتهاء حقبة الإخوان المسلمين ليس فقط في تركيا وإنما في المنطقة بعد ليلة سقوطها المدوي في مصر والحكم على رموزها بالإعدام أو السجن المؤبد ، وكذلك هزيمتها المنكرة في تونس ، وأيضاً التسريبات التي توعدت حركة فتح بنشرها عن اتفاقيات سرية بين بعض قيادات حركة حماس الإخوانية مع كيان العدو.
وبعدها مباشرة عصفت الفضائح بحكام آل سعود وتم الكشف عما يقارب النصف مليون وثيقة تكشف وبالدليل الفاضح والواضح تورط آل سعود بملفات فساد وتآمر على تخريب الكثير من الدول العربية والإسلامية ومحاربة كل دول المقاومة وكل وسيلة إعلامية مقاومة أينما وجدت ، كما كشفت بوضوح عن فساد مالي هائل داخل المملكة في العائلة الحاكمة و إهدارلأموال ومقدرات المملكة خدمة للمصالح الصهيوأمريكية في المنطقة ونشر الوهابية ومحاربة الإسلام المعتدل الوسطي في العالم ونشر الفكر الوهابي الإرهابي وشراء الذمم و الضمائر في إعلام الصفحات الصفراء ، وإنشاء محطات تحريض مذهبي وطائفي لتفتيت الأمة وتدميرها و ربما كان من أهم تلك الوثائق التي كُشف عنها مسبقاً تلك التي تخص العفو الملكي الصادر على مساجين الإرهاب في السجون السعودية على أن تكون براءتهم وطهرهم عبر الذهاب للحرب في سوريا والعراق مقابل إطلاقهم من السجون والتكفل بضمان عوائلهم في المملكة.
ومن خلال الكشف عن هذه الوثائق السعودية كان للبنان النصيب الأكبر من تلك الفضائح التي طالت كل رؤوس السيادة والاستقلال من جماعة 14 آذار وعلى رأسهم تيار المستقبل والقوات اللبنانية حيث كان حزب القوات هو رأس الحربة التي سيعتمد عليها في مواجهة حزب الله وإسقاط مشروع المقاومة في لبنان كونه الأكثر تنظيماً ومقدرة على تحقيق هذا الهدف نتيجة لخبرته السابقة في القتل والتعامل مع العدو الصهيوني إبان الحرب الأهلية اللبنانية ، وكذلك تورط الكثير من شخصيات 14 آذار بفساد البترودولار ومحطاتهم التلفزيونية ، وفجأة وبنفس السياق يظهر " ليبانون ليكس " عن سجن رومية في قلب معمعة الفساد عن تسريب فيديو يظهر فيه تعذيب بعض عناصر الأمن في سجن رومية للإرهابيين الإسلاميين المعتقلين في سجن رومية للتغطية على الفضائح التي عصفت بجماعة السيادة والاستقلال بمسرحية هزلية لعب دور بطولتها رأس " العدلية " في لبنان أشرف ريفي المتهم أصلاً بتشكيل ودعم قادة المحاور في طرابلس إبان وجوده على رأس جهاز قوى الأمن الداخلي قبل توليه وزارة العدل ، وفي سياق تلك المسرحية يدخل في مهاترات مع الوزير نهاد المشنوق ، ويرد عليه الوزير المشنوق ، و من ثم يقوم " أشرف ريفي " بتوجيه الاتهام لحزب الله بأنه هو من قام بتسريب هذه التسجيلات ليعصف بالحكومة و ليصب نار الطائفية على الموضوع ، وهذا فعلاً ما حدث وسيحدث جراء تحركات قادة المحاور في المناطق التي تتبع تماماً لجماعة 14 آذار انتخابياً وفكرياً وتمويلياً ولوجستياً ، وهنا نقوم بطرح بعض الأسئلة:
ربما تكون الإجابات تكمن في الأسئلة نفسها ، حيث أن أمريكا تريد أن تأتي برأس أردوغان ضعيفاً في ذلك الوقت وتملي عليه الاتفاق النووي والشروط وترغمه صاغراً على التوقيع والتسليم ، كما فعلت بآل سعود بتوريطهم بحرب اليمن لتأتي برؤوسهم صاغرة في موعد التوقيع على الاتفاق ، وفي السياق يأتي الإعلان عن انتهاء حقبة 14 آذار في لبنان ويتم التوافق على إغلاق الملف الرئاسي ، وعندها ستتم لملمة أوراق المنطقة وترسم خرائطها من جديد.
ومن المؤكد والمحتوم والطبيعي أن لا ننسى دور الكيان الصهيوني الذي تلقى الهزائم مع حلفائه من أنقرة إلى الرياض ، ولكن مع اختلاف أهميته للغرب وأمريكا ، ولا يستطيع أحد تحمل كلفة هزيمته أو إعلانها بشكل علني ، فكانت الزيارات السرية والعلنية لقيادات الجيش والاستخبارات الأمريكية المتواترة لطمأنة حكومة الكيان الصهيوني بالالتزام بأمنه والحفاظ على تفوقه العسكري في المنطقة ، على الرغم من توقيع الاتفاق النووي مع إيران.
أسئلة كلها مطروحة للتفكير والإجابة وربما تكون الأيام المقبلة تحمل الكثير من الإجابات والتحولات المفاجئة لصالح محور المقاومة من طهران إلى الضاحية الجنوبية مروراً في العراق والذي قلبه وشوكته ورأس حربته دمشق!!!
طاهر محي الدين