Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 00:47:47
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الدفاع عن السُّنة .. الخديعة الكبرى .. بقلم : يونس أحمد الناصر
دام برس : دام برس | الدفاع عن السُّنة .. الخديعة الكبرى .. بقلم : يونس أحمد الناصر

دام برس:

افترق الاسلام بعد الخلافة الراشدة فرقاً عديدة في فهمهم للرسالة المحمدية  و نشأت لذلك طرق عرفانية كثيرة ,  و ليس هذا موضوع  بحثنا فما حدث قد حدث. 
اليوم و بعد أكثر من ألف و أربعمئة عام  , جاء من يستغل الخلافات الفكرية بين الطرق العرفانية في الاسلام و يجعلها سلاحاً لقتل الاسلام و المسلمين .
آخر تجليات اللعب على هذا الوتر هو المشروع الأمريكي الكبير لتفتيت العالم العربي على أسس طائفية لتوكيد مشروعية الدولة اليهودية في فلسطين المحتلة  و جعلها أكبر مكون في هذه المنطقة  من العالم .
و كي نفهم ما يحدث اليوم علينا العودة إلى مشروع الادارة الامريكية الذي وضعه برنارد لويس في نهاية السبعينيات من القرن الماضي و بعد حرب تشرين /اكتوبر التي هدد بها العرب وجود إسرائيل تهديدا حقيقياً. 
إذا مخطط برنارد لويس هو مشروع تتناقله إيادي الساسة الأمريكيين و كل إدارة تسلمه للإدارة التي تليها باعتباره مشروعاً جوهرياً في السياسة الأمريكية الخارجية
وبعد حادثة انهيار برجي التجارة العالمية  في أيلول ( و الذي قد يكون مفتعلا )  أعلنت الا دارة الأمريكية الحرب على الاسلام باعتباره العدو للحضارة الأمريكية كما يدعون ,  و أطلق صقور هذه الادارة مشروع الشرق الأوسط الجديد عبر ما سمته وزيرة الخارجية الأمريكية بالفوضى الخلاقة المدارة أمريكياً و التي تعمل على تناقضات الفوضى لتحقيق المصالح الأمريكية و ربيبتها إسرائيل . 
مراكز الدراسات الأمريكية التي درست الاسلام و عرفته أكثر من الكثيرين من معتنقي هذا الدين ,  وجدت في فكر ابن تيمية التكفيري و تلميذه محمد بن عبدالوهاب حصان طروادة لاقتحام حصون الاسلام و تفتيته من الداخل ,  فجندت جنود هذا الفكر تحت شعار " جنود الخلافة " و تمويل البترودولار الوهابي و الاسلحة الأمريكية و الغربية ,  لينقض جنود الخلافة على بلدان المسلمين تخريباً و تدميراً .
و ما بنته هذه الشعوب عبر تاريخها أصبح أكواماً من التراب و الخراب ,  فخاض هؤلاء الأغبياء حرب الوكالة عن العدو الأصيل  و أعني أمريكا و إسرائيل تحت عنوان مخادع هو  " الدفاع عن أهل السنة و الجماعة " بما يماثل الحروب الصليبية على الشرق .
المهم بأن هؤلاء " رجال الخلافة " المخدرون بالدين و الجنس ,  رفعوا راية الخلافة على قوافل سيارات الدفع الرباعي المزودة بالرشاشات ,  و زنًَروا أجسامهم بأحزمة السيفور القاتلة ,  و مضوا يرددون شعارات التكفير و القتل و يهددون روما من وراء البحار ,  بينما سواطيرهم القاتلة لا تطال سوى أبناء جلدتهم .
قالوا بأنهم جاؤوا للدفاع عن أهل السنة و الجماعة و انتصاراً لمظلوميتهم ضد أبناء وطنهم الذين عاشوا معهم آلاف السنين ,  و تحت صيحات التكبير " الله أكبر " ارتكبوا أبشع جرائم القتل و التمثيل بالجثث و أكل لحوم البشر و كأنهم كائنات شريرة صنعت مخبرياً ثم فقد صانعها السيطرة عليها. 
تحت شعارهم السابق " الدفاع عن أهل السنة"  اخترقوا البيئة السُّنية التي اطمأنت لهم في الكثير من المدن العربية , بسبب الجهل و التخلف و سيطرة الدين على عقول هؤلاء الناس ,  فكانوا أول ضحاياهم - قبل غيرهم -  من أبناء الوطن حيث نهبت الأرزاق و انتهكت الأعراض تحت عناوين دينية أفتى بها زناة العصر و استندت إلى إسرائيليات تم دسّها في كتبنا الصفراء و اليوم أتى موعد استثمارها و قد وقف المثقفون و المتنورون من هذه البيئة ضد هؤلاء الظلاميين  و عانوا ما عانوا من عسف هذه المجموعات .
البيئة الحاضنة ... مجرمة أم ضحية ؟؟
إني لا ألتمس عذراً للبيئة الحاضنة التي أعتقد بأنه قد تم توريطها في مواجهة مجتمعها ,  تحت الترغيب و الترهيب و أقصد في سورية تحديداً و يمكن التعميم في مجتمعات أخرى مع فوارق بسيطة و أعني في المجتمعات ذات اللون الواحد حيث  تم بث الصراع على أنه خلاف بين العلمانيين و المتدينين على اعتبار أن العلمانيين كفاراً يجب قتالهم , و هذا ما حدث في البلدان المغاربية كالجزائر مثلاً.  
البيئة الحاضنة ,  ضحية هذا الفكر التكفيري و ربما أكثر من غيرها كونها أصبحت بين فكي كماشة , فمن طرف ,  الحكومات التي تكافح هذا الفكر المتطرف و من إجرام تلك العصابات من طرف آخر التي كوتهم بالحديد و النار باعتبارهم مسلمين و لكن يجب إعادتهم إلى الدين القويم كما يزعمون عبر فرض سلوكيات تجاوزها الزمن كالنقاب و إقامة ما يسمونه الحدود و التنكيل بالعباد تحت عنوان هدايتهم إلى الدين الحق .
و الذي حدث في هذه البيئة ,  هي إنها بيئة سنية لا تختلف من حيث الجوهر مع هذه التنظيمات ,  سوى بالحدة في تطبيق الشعائر,  و كون هذه التنظيمات هي الأقوى فهي تفرض فهمها للدين على الآخرين ,  كجلد تارك الصلاة و قص أصابع المدخنين و عقوبة " عض " المرأة التي يظهر من بدنها شيء حتى لو كان أطراف أصابعها أو جواربها الرقيقة .
الاتفاق في جوهر العقيدة مكَّن هذه التنظيمات من اختراق هذه البيئة كنباتات طفيلية ,  و ذلك من خلال رجال دين تم شراء تأييدهم بمغريات عديدة أو تحت التهديد و من يرفض فجزاؤه القتل و هذا ما حدث في الكثير من الأحياء و المدن التي دخلها هؤلاء المتطرفون. 
يضاف إلى ما سبق حول كيفية تمكن هذه التنظيمات من السيطرة على البيئة الحاضنة و اعتبارها مجتمعا لها و اعتبارها  أساساً لدولة خلافتهم التي ينشدون,  رغم قناعة أغلبية هذه البيئة بأن هؤلاء ليسوا على صواب و ما يفعلونه مخالف للعقيدة , و لكن ما باليد حيلة كما يقال ,  فغالبيتهم ليس لديهم السلاح الذي يدافعون به عن أنفسهم و إن كان موجوداً عند البعض فهو ليس بفاعلية سلاح هذه التنظيمات المتطور,  يضاف له عامل الجُبُن و الخوف على الأرواح و الممتلكات و الركون للظالم على حساب المظلوم .
و تشير الكثير من الاستطلاعات التي أجريت في البيئات الحاضنة لهؤلاء المتطرفون بأنهم يرفضونها ,  و حدثت الكثير من حالات التمرد كان الرد عليها بالنار .
هذه ما يحدث اليوم ,  و حدث منذ  بداية ربيعهم المزعوم , ففي مدينة حماة و التي تعتبر من أشد البيئات الحاضنة تاريخياً لهم ,  فقد أجبرهم المسلحون على التظاهر في بداية العدوان على سورية و بثوا الفيديوهات المبالغ فيها عن حجم التظاهر ضد الدولة أضعافا مضاعفة ,  و رغم ذلك فليس كل من نزل إلى التظاهر هو ضد دولته ,  إنما بسبب ترهيب تلك المجموعات و إجرامها ,  باستهداف هؤلاء أو أسرهم و أرزاقهم بحجة إنهم مؤيدون للدولة ,  و لكن اختلف المشهد تماماً عند سيطرة الجيش العربي السوري على مدينة حماة و طرد المسلحين منها , حيث أصبحت من المدن الهادئة في سورية و حتى يومنا هذا ,  و ما قلته عن حماة ينطبق أيضاً على دير الزور التي خرج مواطنوها بالأهازيج و الزغاريد لاستقبال عناصر الجيش العربي السوري المنتصرين في معركة مطار دير الزور ,  و ربما كانوا قبلها يهتفون لهؤلاء الأوباش .
ما أريد قوله بأن السوريون المحبون لبلدهم ,  هم أنفسهم لم يتغيروا و لكن الظروف غيرتهم ,  و عندما تزول هذه الظروف سيعود كل شيء كما كان ,  و ربما أفضل بحكم التجربة المريرة التي عشناها جميعاً و التي اكتشفنا خلالها بأن أثمن ما كنَّا نملكه هو الأمان الذي افتقدناه بسبب هؤلاء المجرمون ......... و إننا إلى النصر سائرون

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz