Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_fbob71o380fd3kj1sioits0of7, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
البركان السوري المتقد وإرتداده على الإقليم .. بقلم: الدكتور خيام الزعبي

Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 05 أيار 2024   الساعة 14:42:37
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
البركان السوري المتقد وإرتداده على الإقليم .. بقلم: الدكتور خيام الزعبي
دام برس : دام برس | البركان السوري المتقد وإرتداده على الإقليم .. بقلم: الدكتور خيام الزعبي

دام برس:
ما حدث ويحدث في سورية اليوم  "هزة عنيفة" وسيكون لها إرتدادات وتوابع قوية تتجاوز حدود سورية لتشمل منطقة الشرق الاوسط برمتها، بل إنها قد تصل الى أبعد مما يتصور الكثيرون، لا تتوقف عند الدول المجاورة وجغرافيتها السياسية وإنما ستطول منظومة الأمن الإقليمية وخارطة التحالفات والخيارات في مرحلة جديدة عنوانها العريض محاربة الإرهاب، ما نشهده على الأرض السورية والعراقية بعد إلغاء الحدود هو قيام "أفغانستان عربية" تمتد من الأنبار الى دير الزور وعاصمتها الموصل، وما نشهده على مستوى المنطقة هو قيام مسرح حرب وعمليات واحدة يمتد من العراق الى سورية ولبنان بعدما سقطت الحدود العراقية السورية وسقطت الحدود اللبنانية ـ السورية، وضمن هذا الإقليم الواحد  يدور صراع متلازماً مع حرب على الإرهاب.
النزاع الدائر الذي كلف وما يزال يكلف سورية المزيد من الضحايا ساهمت في إشعاله دول كبرى متضادة وأخرى صغرى، سيقود المنطقة إلى إنتشار الصراعات الطائفية، والعمليات الجهادية المسلحة في الدول المجاورة لسورية، فالفوضي في سورية سوف تمثل البيئة المثلى للجماعات الإسلامية المسلحة للعمل ليس في سورية فحسب، وإنما في المنطقة ككل وهو ما ظهر جلياً في عدد من الأعمال الإرهابية التي وقعت أخيراً في مصر ولبنان والأردن، وبالتالي يمكن أن تؤدي هذه الفوضى إلى إنتشار الصراعات الطائفية في كل من الأردن ولبنان لوجود إمتدادات عرقية وطائفية في هذه الدول ذات الصلة بالوضع السوري، ومن المؤكد أنه نزاع يطمح مؤججوه إلى تغيير جذري لمعالم خريطة المنطقة، فعلى إفتراض سقوط نظام الأسد وقيام حكم بديل عنه فإن أمن إسرائيل سيتعزز وأن المقاومة الفلسطينية واللبنانية ستكون في وضع لا تحسد عليه، وأن نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين سيتسع، وستتعرض عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الخطر الجدي، وستضمحل نهائياً القضية الفلسطينية، وسيتحجم نفوذ إيران وستتهدد المصالح الروسية في المنطقة، وستسري روح الطائفية المذهبية في جميع البلدان العربية خاصة في العراق وسورية وستبرز بقوة لتكون بمثابة حطب لحرب طائفية أهلية مستعرة ستؤدي إلى تمزيق البلدان العربية ذات الطابع الإجتماعي المذهبي بما فيها العراق وسورية ولبنان.
في نفس السياق هناك إرتباط وثيق  بين ما يجري في سورية وبين مجريات الواقع اللبناني أمنياً وسياسياً، وما يحصل من أحداث في طرابلس لها علاقة مباشرة بالمعركة التي يخوضها الجيش اللبناني ضد الإرهاب، الذي يستهدف الدولة اللبنانية بنيوياً، ويستهدف من ورائها المقاومة اللبنانية بما تجسده من عناصر قوة للمنطقة بأسرها، وما تطورات الوضع السياسي اللبناني إلا جانب من جوانب الوضع السوري، فضلاً عن حالة التعطيل والفراغ القائم في مستويات السلطة اللبنانية   تمثل أهم مظاهر النزاع المستمر في سورية، ولا ننسى أحداث العراق من الأنبار الى الموصل الى الرقة فهناك دلالات وسياقات واحدة للصراع، وعلى أرضية هذا الصراع تقوم نزاعات اقليمية بين دول تطمح إلى بسط سيطرتها وهيمنتها على كامل المنطقة وإستعادة أحلام تاريخية في التوسع والإستلاب الإقليمي، وهذا يتوضح من خلال إنخراط تركيا المباشر في مجريات الأزمة السورية من أجل  تحقيق أهدافها في التوسع باتجاه مناطق سورية جديدة وفق سياسة القضم والإحتلال كإمتداد لسياسة ضم كيليكيا والإسكندرون في الصفقة التي تمت عام 1947، اضافة الى تركيا، يبرز الدور الخليجي السعودي–القطري في الأزمة السورية كجزء من الدور الغربي مع أهداف ذاتية أيضاً لها علاقة بالرغبة في تصاعد النفوذ والسيطرة على منطقة المشرق العربي، وعلى المستوى الدولي تترافق مجريات الأزمة السورية مع صراع خفي "حرب باردة جديدة" على مستوى العالم بأسره بين قوى عالمية صاعدة تشكل روسيا والصين نواتها من جهة مع أميركا والغرب الإستعماري من جهة ثانية، ولعل ما يحصل في أوكرانيا اليوم، يمثل أحد أهم مظاهره وتداعياته، إضافة الى الصراع الإقتصادي الذي يتخذ أشكالآً مختلفة حول العالم.
إنطلاقاً من مبدأ الحفاظ على المصالح الغربية  في المنطقة خططت أمريكا وتخطط لمشروع تقسيم الشرق الأوسط إلى دول طائفية تديرها إسرائيل، و القضاء على المقاومة في لبنان وسورية وفلسطين التي أصبحت عائقا أمام مستقبل واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، فالسؤال الذي يفرض نفسه هنا بقوة، هل يمكن للولايات المتحدة تحقيق هذا الحلم الصعب المنال وسط أجواء صراعات إقليمية ودولية تقف أمامها العديد من التحديات؟ فمن الصعب إفتراض تنازل الروس وحلفائهم في المنطقة عن مصالحهم ونفوذهم في المنطقة لأن ذلك يعني تهديداً جدياً لأمن روسيا السياسي والإقتصادي في منطقة الشرق الأوسط  "منطقة الصراع على النفوذ"  وكذلك تهديداً لأمن حلفائها الحقيقيين  "سورية وإيران" ، وبالتالي فإن الرهان الأميركي على تخلي الحليفين الروسي والإيراني عن النظام السوري هو رهان خاطىء كون سورية أصبحت مفتاح التحولات في منطقة الشرق الأوسط، إيران تدرك أنها مستهدفة من خلال سورية، أما  روسيا التي تمنحها سورية إمكانية العبور الى الشرق الأوسط، أزماته وثرواته وفرصة إيجاد تعددية قطبية في ظل تراجع مشروع الهيمنة أو الأحادية الأميركية، لذلك موسكو لا تريد خسارة ورقتها السورية التي تسمح لها  بالإطلالة على البحر المتوسط والذي يشكل رافعة استراتيجية لمعابر النفط والغاز، بمعنى اذا سقط الحليف السوري وبالأخص في هذه المنطقة الجغرافية فهو سينعكس سلباً على الوضع الروسي الداخلي.
فكل المؤشرات والمعطيات تقول إننا في أزمتي سورية والعراق, والتي قد تمتد بتداعياتها إلى دول الجوار الأخرى, أمام إرهاصات لحظة بداية إعادة تشكيل تاريخية لخارطة المنطقة الجغرافية والجيوسياسية التي تحدثت عنها الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول قبل نحو عقدين من الزمن, ستتجاوز فيها حجم المتغيرات والمتحولات التي ستنتجها كل التصورات الراهنة عن أزمات المنطقة وسبل إنهائها، وبالتالي من غير الممكن تصور حل للازمة السورية دون أخذ سيناريوهات حل الأزمة العراقية بعين الإعتبار, وذلك لتداخل وتشابك وتشابه عوامل الأزمة على جانبي الحدود.
وأخيراً يمكنني القول إن الإستراتيجية الامريكية الحالية في سورية تواجه ازمة خطرة ولكن توسيعها وفتح جبهة مع النظام السوري ربما تفاقم من هذة الازمة، وتشعل حرباً إقليمية قد تتطور الى حرب عالمية ثالثة، فهناك إتفاق إيراني روسي مع أمريكا وحلفائها على إجتثاث تنظيم داعش، ولكن ليس على إسقاط النظام السوري، وهنا تكمن المشكلة الأساسية التي يفهم الرئيس أوباما تعقيداتها جيداً، وبإختصار شديد هناك بصيصاً من الأمل لنزع فتيل الانفجار وتجنب هذه الحرب المدمرة، وتداعياتها الخطيرة على سورية وشعبها وعلى العالم بأكمله والرجوع الى الحل السياسي الذي بدأ يرتسم في الأفق في ضوء الإقتراح الروسي لحل الازمة كسبيل لإنقاذ سورية وشعبها من كارثة المعاناة والمجازر بحق المدنيين الأبرياء كما حصل في العراق وأفغانستان، وبالتالي فإن إستمرار الصراع في سورية قد يؤدي إلى إنفجار إقليمي يحمل في طياته إنعكاسات على النظام الإقليمي  والدولي، وينتهي بتفتيت وتجزئة المنطقة، وإعادة رسم خارطتها الجغرافيّة حسب أهداف ومصالح الدول الغربية.
Khaym1979@yahoo.com
 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_fbob71o380fd3kj1sioits0of7, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0