دام برس:
تستمر حالة التوتر والإحتقان بين موسكو وكييف على الرغم من زيادة وتيرة الجهود الدبلوماسية لحل الخلاف بين البلدين قبيل الإستفتاء على مصير شبه جزيرة القرم المقرر إجراؤه اليوم، إذ تصاعدت التحذيرات الغربية تجاه روسيا، وعلقت منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية عملية إنضمامها إلى المنظمة في الوقت الحاضر، وبدأ الغربيون يستخدمون عدة أنواع من العقوبات الصارمة في محاولة لدفع روسيا لتعديل موقفها من الأزمة الأوكرانية.
إستخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بمجلس الأمن ينزع الشرعية عن الإستفتاء المرتقب في شبه جزيرة القرم الأوكرانية بشأن الإنضمام إلى روسيا، وحظي القرار بتأييد 13 دولة في مجلس الأمن، بينما إمتنعت الصين، حليف موسكو الوثيق عن التصويت، وموازاة ذلك أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "أمله في حل دبلوماسي" في هذا الإقليم، وحذر روسيا من "عواقب" في حال لم يتم التوصل إلى هكذا حل، فحديث أوباما جاء بالتزامن مع لقاء جمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لندن، حيث وصف كيري الإستفتاء المرتقب بإنه غير قانوني وغير مبرر وفي المقابل إعتبر سيرغي لافروف، الإستفتاء ضرورة لملأ فراغ قانوني منذ الإنقلاب في أوكرانيا الشهر الماضي.
وفي سياق متصل لم تتوصل الولايات المتحدة وروسيا إلى حل وسط بشأن الأزمة الأوكرانية بعدما قال الروس إنهم سيحترمون إستفتاء على إستقلال شبه جزيرة القرم وتعهد الأمريكيون بفرض عقوبات إذا أقدموا على ذلك، حيث حذر الغرب الكرملين من "دفع الثمن" بسبب سياساته في اوكرانيا، بالتوازي مع تحذير المستشارة الالمانية انجيلا ميركل من العواقب الخطيرة على الامد البعيد، بينما بدأت روسيا مناورات عسكرية في عدة مناطق على الحدود، وصادق البرلمان الاوكراني على إنشاء قوة من الحرس الوطني قد تضم 60 ألف عنصر
وفي الوقت نفسه يلتقي وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي في بروكسيل لبحث وثيقة فرض عقوبات على روسيا تشمل قيوداً على السفر وتجميد أصول بعض المسؤولين في روسيا، وتتناول هذه الوثيقة الإجراءات التي سيتم إتخاذها ضد موسكو إذا لم تغير نهجها في القرم، وإذا أقر الإتحاد الأوروبي العقوبات فستكون الأولى التي يفرضها على روسيا منذ نهاية الحرب الباردة.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا بقوة، هل شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود ستبقى جمهورية تتمتع بحكم ذاتي داخل أوكرانيا أو ستتوحد مع روسيا؟
في إطار ما سبق أرى إنه من المتوقع أن تصوت منطقة القرم اليوم لصالح الإنفصال عن أوكرانيا من أجل الإنضمام إلى روسيا، بمعنى أن مصير القرم مقرر، وبطريقة ما أو بأخرى، ستنضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، فالإجراءات المعدة جيدًا من جانب الكرملين لا رجعة فيها، حيث أشار إستطلاع للرأي نشره موقع الكتروني محلي على الإنترنت في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى أن ما يتراوح ما بين 80-90% من المشاركين في الإستفتاء قالوا إنهم سيصوتون لصالح التوحد مع روسيا، وكان رئيس البرلمان فلاديمير قسطنطينوف قد قال في وقت سابق إنه يتوقع أن نحو 85% سيصوتون لصالح إعادة توحيد شبه الجزيرة مع روسيا.
وأخيراً ربما يمكنني القول لقد بدأ الوقت ينفذ أمام الجهود الدبلوماسية لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم ضم القرم الأمر الذي سيطلق العنان لطوفان من العقوبات الصارمة الغربية تجاه روسيا، وبالتالي زيادة حدة التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب بسبب أزمة أوكرانيا.
Khaym1979@yahoo.com