دام برس:
تعلمنا أن عجائب الدنيا سبعة,حاولت بعض الدول أن تضيف ثامناً بمعلم أثري عندها,لكن جميع المحاولات لم تحظ بشرف الإضافة.
العجائب تركزت على معالم أثرية أُنشئت في حقبة تاريخية كان من الصعب بمكان أن تكون ,كما سور الصين العظيم والأهرامات وتاج محل والحدائق المعلقة وغيرها.إلا أنّ الأسطورة هو صمود سورية شعباً وجيشاً وتصديهما لحربٍ لم يشهد التاريخ القديم والحديث مثيلاً لها .ليسجل التاريخ ثامن العجائب بصمود أذهل العالم وملاحم بطولية عجائبية. فالعجائب لن تقتصر بعد اليوم على المعالم الأثرية بل ستتعداها إلى شعبٍ وجيشٍ وقائد حكيم شجاع في وطنٍ سيتصدر قائمة العجائب وسيدوّن التاريخ اسمه بأحرف من نور.
هي حرب لامثيل لها تخطيطاً وتمويلاً وتسليحاً وتدريباً ومرتزقة مأجورين,وأجهزة اتصالات لم تمتلكها الكثير من الدول,وأجهزة استخبارات أمريكية-اسرائيلية-تركية-أوروبية-عربية,وأجهزة إعلام بالمئات كانت على أهبة الاستعداد للعب دوراً فاعلاً في خلق انشقاقات وفتن بين أبناء الوطن ،وعاملاً على رفع المعنويات للإرهابيين.
كل ذلك مترافقاً مع ضغط اقتصادي وسياسي وإعلامي,والرهانات على السقوط المحتوم بأيام ثم امتدت أسابيع وأشهر وهاهي السنون تعبر والعام الثالث يأفل والفشل يلاحق هؤلاء.
والسر الأكيد في صمود شعب وصلابة جيش وحكمة قائد.فما خُطط لسورية لو خُطط لأي دولة في العالم حتى لأمريكا لأسقطها بأيام قياساً بالمليارات من الدولارات التي خصصت لهذه الحرب دون تحقيق نتيجة.
هي أعمال تدميرية وأرواح بشرية زهقت.هو إرهاب دولي بإدارة صهيوأمريكية,وتجاوز لقرارات مجلس الأمن الدولي في مكافحة الإرهاب وإذا أجرينا قياساً بين الدمار والتمويل نجد أن التمويل يفوق الأعمال التخريبية بأضعاف مضاعفة,والصمود يبقى عنواناً للنصر. .
البعض يراها حرباً طويلة والبعض يتحدث عن الربع ساعة الأخيرة منها,ونحن شعب سورية العظيم لانفكر بالمدد الزمنية لأننا نرى نصراً يزهر أقحواناً لشهداء أمضوا من أجل وطن لايمكن بل من المستحيل أن يسقط,ونراها بهمّة شبابنا تزداد ألقاً وازدهاراً رغم ضرواة المواجهة,ونحن ندرك تماماً بأنّ رعاة الحرب لن يتوقفوا بل نراهم يزدادون شراسة في حرب ستكون وبالاً عليهم,ومايصرحون عنه من مراسيم وقرارات أو إجراءات مجرد نفاق سياسي على قاعدة أنهم دعاة سلام,وهي محاولة يائسة لخط العودة خوفاً من ارتداداتها عليهم.
الحرب على سورية أعادت تشكيل العالم من جديد ,وأنهت هيمنة القطب الواحد,وعزلت أوروبا الإستعمارية التي تعمل على استعادة أمجادها بأحداث أوكرانيا,ويخططون لمشاريع جديدة يتوهمون أنها أوراق رابحة في جعبتهم,والدول العربية الشريكة في الحرب على سورية تكتوي بنارها بعد أن كانت محط أنظار العالم في المهرجانات وليالي السمر والسهر والسفر,هم يبحثون عن مخارج تحفظ ماء الوجه لكنهم في زواريب ضيقة تقلق مضاجعهم وأمريكا من بوش إلى أوباما.من كلينتون إلى كيري. ليس مهماً فاللعنة تلاحقهم والسقوط في الهاوية محقق فلا قطبية أحادية بعد اليوم .
فكل ماتحقق اليوم هو نتيجة لصمود سورية وانتصاراتها المتلاحقة على المخططات الرامية لتدميرها.هو صمود أذهل العدو قبل الصديق,البعض يقول لولا روسيا وإيران وحزب الله لما كان.
وأنا أقول لولا الجيوش الجرارة من المأجورين التكفيريين المرتزقة,ومئات المحطات الإعلامية التي لعبت على العامل النفسي,ولولا التسليح من دول عدة,ولولا التمويل من دول النفط والغاز,ولولا أجهزة الاستخبارات الأوروبية والأمريكية الإسرائيلية,ولولا مراكز التدريب في دول الجوار واستخدامها كقواعد لانطلاقة الإرهابيين,ولولا جامعة العربان ومواقفها,ولولا ولولا ....ماكانت الحرب أساساً.
هي سورية عنوان الصمود,هي سورية تاريخ وحضارة,هي سورية أصلب وأعمق من آثار العالم وعجائبها.الكثيرون في العالم لا يذكرون عجائب الدنيا السبعة لكنهم لن ينسوا أعجوبة العجائب سورية.