Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 01 أيار 2024   الساعة 13:31:21
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ثورة طوباوية .. بقلم: هيثم أحمد

دام برس:

وفقاً للتقليد إنّ جميع الدول التي اجتاحتها ثورات كان العنف المقترن بالقتل والتخريب شعاراً للتغيير بإدارة أو قيادة وأحياناً قائد وثوّار,ولكل ثورة ضحاياها هم عشرات الآلاف,وأحياناً مئات الآلاف من كل أطياف المجتمع دون استثناء مع دمار وخراب يعم أرجاء البلاد لتأتي الإدارة أو القيادة لتستمتع بالسلطة المشبعة بالدماء.
تتوالى الأسئلة عن الضحايا من "الثوار" كيف لهم أن يقدموا أنفسهم قرباناً لغيرهم من البشر ليتمتع الآخرين بمزايا الدنيا,ولهم "الثوار"الآخرة!!,ماتلك العقول التي ترضى بالمجهول؟؟,من يدير تلك العقول ويعرّضها لغسيل المجهول؟؟هو شيطان يرتد زي إنسان.
يتحدثون عن الثورة التي سيجني ثمارها الشعب,وهم من يقتلون الشعب ويدمرون مساكنهم ويسلبون أموالهم وينتهكون أعراضهم حتى لقمة عيشهم.بشعارات مزيفة " الحرية والديمقراطية والعيش الكريم وحقوق الإنسان" .
مع اتهامات متبادلة لمرتكب الفعل بين النظام ومن يدعون أنهم ثوار.في النتيجة هناك ضحايا,وجميع الاتهامات تسقط كون الفعل قد تم,والقيمة الفعلية في اتهام النظام لتحقيق تدخل دولي.إذاً من ارتكب الفعل هم من يدعون أنهم ثوار,والنظام يسعى بكل الوسائل والسبل لمنع الفعل ليقطع الطريق على من يسعون لتدخل دولي أو إدانة يتخللها مقاطعة اقتصادية..سياسية..إعلامية...الخ
أنا أتحدث برؤية عامة عن ثورات جرت ومازالت.الفرنسيون مثلاً يفتخرون بثورتهم وهم فقط يحزنون على ماري انطوانيت,وينسون عشرات الآلاف من الفرنسيين ممن احترقوا بنار الثورة,الليبيون يموتون يومياً رغم اغتيال رئيسهم المستبد وفق رأي ثوارهم والتونسيون و المصريون والسوريون,والقادم أعظم.لن أحصي كل الثورات يكفينا من فرنسا التي تفتخر بحضارتها وتنسى ماضيها,وترى أنّها قوة عظمى وتنسى أنها دولة استعمارية كما بريطانيا البلاد التي لاتغيب عنها الشمس بحكم مستعمراتها بين الشرق والغرب,وأمريكا لم تدع دولة في العالم إلا وتدخلت في شؤونها.
كلها قوى استعمارية استبدادية ترتدي شعار الحرية وحقوق الإنسان.
إنها حقاً دول مقززة كونها أبعد ماتكون عن الحقيقة,فحرية الرأي لديهم مسيسة بحديثهم عن الثوار الأخيار في سورية والربيع العربي,وهدفهم تغيير الأنظمة بالقوة تلك التي تتعارض مع توجهاتها وتنفيذ سياساتها.وينصّبون أنفسهم أولياء على دول العالم وهم في أزمات أخلاقية كبرى,وحكامهم سخرية العالم لما يقدمون من ألاعيب وأكاذيب.
فمن يريد الخير لايسلح,ومن يتحدث عن حقوق الإنسان يحارب الإرهاب ,ومن يسعى للبناء لايدمر ومن يريد الحياة لايرسل المرتزقة المأجورين للقتال,ومن يريد الخير للأوطان يمد يد المساعدة وكل ماعدا ذلك هو كذب وافتراء.
في العالم وعلى مدار عقود كل شيء يتحول,فالاستعمار القديم المباشر أصبح استعماراً جديداً غير مباشر,وسائل الاتصال تحولت من القطرية إلى العالمية في إطار ثورة الاتصالات.
كل شيء يتحول حتى في الإنسان إلا الثورات.ويبقى السؤال هل المشكلة في الثورات ذاتها أم في من يسعون إلى القتل والتدمير؟؟,لماذا لم تتحول من العنف إلى الخير كثورة محبة ووفاء وولاء,ثورة تقدم المساعدات,وتحرص على مواطنيها تبني لهم مشاف ومدارس ومستوصفات وتقدم لهم خدمات,تبني بيوتاً للمساكين, تطعم الجائع وتسقي الظمآن,تعلّم الأطفال,تؤمن فرص عمل,تخدّم الأحياء الفقيرة,تزوج من لاطاقة لديه للزواج,تقدم العلاج,تسهر على راحة المواطنين وأمنهم واستقرارهم.هي كثيرة الأعمال التي من الممكن أن تقوم بها تحت شعار "ثورة" كما سبارتكوس محرر العبيد.
ألا تجدون معي في مثل تلك الثورة فرصة للوصول إلى السلطة.عندها سيكون من في السلطة منافساً حقيقياً لتلك الثورة,وسيكون الوطن والمواطنين أكثر ألقاً وازدهاراً.
هي ثورة طوباوية كما الاشتراكية الخيالية لسان سيمون وشارل فورية
أتمنى من الله أن ينعم علينا بثورة طوباوية كما خيالي الطوباوي
والسؤال للقراء الأعزاء:هل يتحول الحلم إلى حقيقة ليعم الخير والسلام أرجاء المعمورة؟
أتضرع إلى الله أن يمد بعمركم ويتحقق حلمي وتقرأ الأجيال ثورتي الطوباوية.
 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz