دام برس :

على الرغم من المباشرة في تنفيذ حزمة الإصلاحات من إلغاء قانون الطوارئ والمحكمة الدستورية,وتعديل الدستور وقانون الإدارة المحلية وغيرها الكثير من الإصلاحات التي أعلنها سيد الوطن,واستقباله لوفود شعبية من المحافظات السورية فاق عددها الألف,اطلع من خلالهم على الواقع المعاشي والخدمي,فتشكلت حكومة جديدة تعنى بتنفيذ المطالب الشعبية.

لكن الغريب أن الأحداث تزداد لهيباً.هذا مما تأكد للشعب السوري خصوصاً ولشعوب العالم قاطبة أنها مؤامرة وحرباً بالوكالة على سورية.أدواتها شعوباً عربية تتآمر على قضيتها وتخون أمتها ولاءً منها لوليّ أمنها.

وكان التركيز للإعلام الشريك في سفك الدم السوري على انشقاقات في صفوف الجيش العربي السوري والسلك الدبلوماسي,وفي حقيقتها هي حالات فرار فردية من صفوف الجيش لأشخاص تعرضوا لتهديدات أو إغراءات مادية ومعنوية,ولتحقيق المزيد من الضغط تم تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية مع حصار اقتصادي خانق وعقوبات على مؤسسات وأفراد,مترافقاً بالحديث عن سقوط النظام خلال أيام ثم أشهر ثم.. تلاشى,ليكون الحديث عن مناطق عازلة وممرات آمنة,وفشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار تحت الفصل السابع بالفيتو المزدوج الروسي الصيني.

فكانت ولادة مجلس اسطنبول لما يسمى بالمعارضة السورية,من مهاجرين لأسباب قضائية أو جنائية وتخلوا عن سوريتهم منذ عقد أو عقود وصدقوا الكذبة وساروا بها.فلا مانع لديهم من إغداقات مالية,ومناصب حكومية مقابل تنفيذ مطالب مشغليهم,ولاتزال أعمال العنف في تصاعد,والجيش العربي السوري يحكم سيطرته على الأرض ويسحق هؤلاء التكفيرين,وحضور السيد الرئيس لمعاقل المقاتلين من جيشنا الباسل الأثر الكبير في القضاء على هؤلاء الإرهابيين,وخطبه وكلماته ولقاءاته الأثر الأكبر في قلوب المواطنين لتحقيق النصر المبين,هذا مما دفع بالمتآمرين لزج أكبر عدد ممكن من التكفيريين المأجورين في الحرب على سورية بمسمى الجهاد تم دعوتهم من أكثر من ثمانين بلداً وإدخالهم إلى سورية تهريباً عبر تركيا والأردن ولبنان ,مع نصب المخيمات على الحدود التركية لاستقبال المهاجرين السوريين مما دفع هؤلاء الإرهابيين إلى تهجير السكان قسراً أو ترغيباً ,وهذا ماتكرر على الحدود الأردنية واللبنانية,مع الإشارة إلى هجرت أسر المسلحين التكفيريين,ومع كل ذلك كان فشلهم سيد الموقف,فدعوا إلى تجنيد النساء والأطفال للأعمال القتالية وغير القتالية,واستخدام السيارات المفخخة والانتحاريين,وممارسة هؤلاء التكفيريين لأعمال لم تشهد مثيلاً لها البشرية مع التدمير المتعمد للبنية التحتية والفوقية ودور العبادة وتدمير الآثار وسرقتها إضافةً إلى تدمير المشافي والمدارس,وسرقة النفط وحرق الآبار وتفجير الأنابيب,واستهداف الكهرباء,والسكك الحديدية,وارتكاب المجازر الوحشية مع كل جلسة لمجلس الأمن,وذبح الأقليات,والخطف للتفاوض أوطلب الفدية,وتلفيق التهم للجيش العربي السوري في استباحة مفضوحة للإعلام الشريك في المؤامرة بالتركيز على الحرب الأهلية وزيارات مكوكية للمنظمات الإنسانية وتقاريرها التي تلبي طموحات المتآمرين ولازالت,وفشل مجلس الأمن للمرة الثانية في اتخاذ قرار تحت الفصل السابع بالفيتو المزدوج,وبناءً على كل المعطيات تم التسويق للمعارضة المتآمرة بمؤتمرات أصدقاء سورية مع تضاؤل للدول المشاركة في كل مؤتمر ليصل عددها إلى إحدى عشرة دولة بعد أن فاق المائة في أولها,وتطير المعارضة إلى الدوحة لتشكيل مايسمى بالإئتلاف,مع دعوة رئيسه لحضور القمة العربية في الدوحة فكان عبداً مأموراً مطيعاً لمشغليه,والتصعيد مستمراً ليصل حد رغيف الخبز وقوت المواطنين,وضخ مليارات الدولارات للضغط على الليرة السورية,لقد استخدموا كل عوامل الضغط,لكن للأسف لم تجدِي نفعاً ,وأكبر الكبائر أن تنفجر سيارة مفخخة أو إرهابي,ويذهب شهداء من المواطنين الأبرياء,وفي أقل من ساعة تعود الحياة وكأن شيئاً لم يكن .

تسقط القذائف على منازل المواطنين ويسقط شهداء وفي أقل من نصف ساعة تعود الحياة أجمل مماكانت,هذا هو التحدي وهذا هو النصر,تحدي الموت وحب الحياة هذا شعار السوريين الشرفاء.

وافقنا على مراقبين أممين,وافقنا على المبعوث الدولي كوفي أنان ثم الأخضر الإبراهيمي,تم استخدام السلاح الكيماوي في خان العسل والغوطة الشرقية من قبل المجموعات الإرهابية وبعلم الإدارة الأمريكية لاتهام القيادة السورية,كما قامت اسرائيل بقصف مراكز الأبحاث في جمرايا والساحل السوري,وتم تدمير الطائرة الحربية التركية التي اخترقت الأجواء السورية.

حشدت أمريكا أساطيلها لتوجيه ضربة عسكرية إلى سورية,وافقنا على نزع السلاح الكيماوي  ذهبنا إلى جنيف في المرتين لنؤكد أننا مع وقف نزيف الدم السوري من خلال وقف التمويل والتسليح وإرسال المرتزقة من التكفيريين.لكن الطرف الآخر "الأمريكي" لاهم له إلا السلطة,هو يبحث عن سلطة تأتمر منه وتنفذ مطالبه وتعقد شراكة حقيقية مع الصهيونية لمواجهة قوى المقاومة والتنازل عن الجولان وفك الارتباط مع إيران والعراق وروسيا الاتحادية والصين,وبذلك تستبيح اسرائيل أمتنا العربية ويتحقق حلمها من الفرات إلى النيل,وفي خضم الأحداث كانت الدعوات لجلسات الحوار الوطني الشامل,وهذا ماكان.

لكن هناك أطراف لاتزال تراهن على الراعي الأمريكي في تحقيق الحلم الصهيوني.

لكن الأحلام تبقى أحلام,ونحن ندرك جيداً بأن جنيف هو نفاق سياسي ,ومشاركتنا ليست إلا تأكيداً أننا مع الحل السلمي الذي يحفظ لسورية وحدتها وسيادتها وأمنها واستقرارها.حمى الله سورية,وتحية إجلال وإكبار لأرواح شهدائنا الأبرار من مدنيين وعسكريين.ونجدد عهدنا وولاءنا المطلق لرمز عزتنا وصمودنا السيد الرئيس بشار الأسد.