Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 28 نيسان 2024   الساعة 23:47:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
كمين .. دفعة أولى من الرّد .. بقلم: حاتم الشلغمي

دام برس:

كما لا أحد يستطيع نفي علاقات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالمجموعات الإرهابية المسلّحة في كل من سوريا و لبنان, من الطبيعي أن لا أحد يستطيع نفي مستوى الترابط الزمني و المكاني بين رسائل الغارات الفقاعية الإسرائيلية على جبال جرود اللبنانية و بيان حزب الله بعد 36 ساعة من حدوث الغارة, البيان الذي يتضمن قرارا بالرّد و الكمين الذي أحدثه الجيش العربي السوري للعناصر الإرهابية المتسللة من الأردن في منطقة العتيبة بالغوطة في ريف دمشق و الذي استهدف 175 عنصرا إرهابيا..

تعمّد سلاح الجو الإسرائيلي مجدّدا على اختراق الأجواء اللبنانية بشكل فاضح استهدف موقعا حدوديا جبليا بين لبنان و سوريا تحت صمت لبناني و دولي متجدّد بل وسط تأييد و نشوة إعلامية عربية تمثّلت من خلال نشرات أخبار قناتي الجزيرة و العربية التين تعوّدتا نشر وعي عربي انهزامي يجد في التطبيع مع الكيان المحتلّ منهجا جديدا. فرغم أن التعاطي الإعلامي الإسرائيلي مع الغارة كان محدودا جدا, حيث اكتفى بنشر الخبر بصورة عادية, ألا أن الإعلام العربي الخليجي سارع إلى تسويق جملة من الأخبار و الأكاذيب حول استهداف "مقرّات" تابعة لحزب الله تحتوي على صواريخ أو راجمات صواريخ و مدفعية بطريقة تميل إلى تأييد الغارة بالضبط كما هلّلوا للغارة الإسرائيلية التي استهدفت مركز البحوث و الدراسات العسكرية بجمرايا ربيع العام الماضي و مخزن تابع لسلاح البحرية السورية في أوت الماضي و الذين تم إخلاؤهما من العتاد و الإفراد مسبقا..

جاء بيان حزب الله بعد قرابة اليومين من الغارة الإسرائيلية واضحا صادقا مع النفس و مع المهابة و الاحترام الواسعين الذين يحظى بهما من الجمهور المؤيد لخيار المقاومة كما الحلفاء السياسيين الإقليميين و الدوليين. فمن الطبيعي أن لا يخفي حزب الله الذي انتهج "الوعد الصادق" منهجا فكريا, سياسيا و استراتيجيا غارات واقعة في بيئته. جاء بيان الحزب و في مضمونه ثلاث نقاط جامعة و مانعة, أولها الإخبار عن الغارة و تحديد مكانها و زمانها مكذّبا أن تكون الغارة قد استهدفت راجمات أو مدفعية أو قد أودت إلى استشهاد أي فرد من أفراد المقاومة مؤكدا على أن الأضرار انحصرت على الماديات. ثانيا, حمّل البيان مسؤولية الساسة اللبنانيين إزاء الصمت دون الحؤول عن ردع الاختراقات الإسرائيلية المتكررة على أجواء لبنان. ثالثا و هي النقطة التي بسببها تأخر صدور البيان, وهي القرار بأن هذا العدوان لن يبقى بلا ردّ و أن قيادة الحزب وحدها ستختار طبيعة, زمان و مكان الردّ و أن هذا العدوان يضاف إلى الحساب التاريخي المفتوح بين الحزب و الكيان. بذلك يعطي الحزب نفسه المهلة الكافية للبت في نوع الرد بالكيفية و الزمان و المكان الذي يحدّده هو و ليس الزمان الذي تحدّده إسرائيل أو الذي تسعى الى تحديده. الرد الموجع و لكن في نفس الوقت لا يؤدّي إلى إشعال حرب بين لبنان و إسرائيل و هو هدف إسرائيلي بامتياز تحدّثت عنه مراكز دراسات الكيان ه يهدف إلى استنزاف قدرات حزب الله و يضعه بين دفتي التكفيريين دبرا و الجيش الإسرائيلي قبلا و هو هدف ليس جديدا , ممولا سعوديا وكان آخر فرصة لتحقيقه هو اغتيال القيادي في حزب الله الشهيد حسّان اللقيس,..

من الطبيعي أن تتولد حالة من الغضب  الناجم عن حب المقاومة من جهة و الغيظ من تكرار الاعتداءات الإسرائيلية من جهة أخرى لدى الجماهير المؤيد لخيار و مشروع المقاومة. لكن ما يجب أن يعلمه الشعب العربي المقاوم هو أن رسائل إسرائيل العسكرية السياسية هي رسائل استفزازية لا أكثر. و أنه بعد هزيمتها المدوية في حرب 2006 التي ولّدت في الكيان الشعور بحالة الضعف الاستراتيجي الجديد أمام تعاظم قدرة حزب الله الذي لم يعد مجرّد مقاومة شعبية و إنما قوّة رادعة فعلية  أطردت المحتلّ الإسرائيلي و أخرجته من أرضها إلى الحدود في مرحلة أولى (حرب التحرير 2000) ثم تمكنت من ردع دخوله مرة أخرى و إعادته الى خارج الحدود اللبنانية في حرب لم تتجاوز مدّتها ثلاث و ثلاثون يوما, و هي في العرف العسكري مدّة قصيرة جدّدا في مرحلة ثانية (حرب المفاجآت 2006) إلى أن وصلت قيمة تعاظم قدرة حزب الله إلى الردّ على التهديد بالتهديد و أنه لن تقف قدرة الحزب على استهداف كامل خريطة فلسطين المحتلّة "من كريات شمونة الى ايلات", بل وصل حجم التهديد الى أنه حين تضع الحرب شباكها فسيصدر قرار باحتلال الجليل..
بعد ساعات من صدور البيان, أعلنت القيادة العسكرية للجيش العربي السوري أنّه تم القضاء على مجموعة إرهابية مجهّزة بالأسلحة و العتاد, قد تسللت من قاعدة الأردن الإرهابية -أين تلقَّت التدريب و التسليح الهائلين بتنسيق أردني أمريكي و إسرائيلي كبير- نحو الغوطة بريف دمشق, تحت مراقبة استخباراتية مكثّفة لوحدات الجيش العربي السوري الخاصّة التي تمكّنت من اختراقها فسيقت إلى العتيبة أين تم الانقضاض عليهم في عملية عسكرية تكتيكية مخابراتية خارقة و رائعة تؤكّد مدى جهوزية و قوة الجيش العربي السوري, فتم تصوير العملية و بثّها عبر كاميرا قناة المنار لسان المقاومة و التابعة لحزب الله  في رسالة واضحة للكيان الإسرائيلي  و الأردني أولا على مدى دقة مراقبة الجيش العربي السوري لكلّ التحركات على الجبهة الجنوبية لدمشق عاصمة الصمود, و ثانيا تعبيرا عن  قوة الاتحاد الذي يجمع حزب الله بالجيش العربي السوري, و أن حزب الله على علم بما يخطط له الجيش و أن طبيعة الرد على الكيان يمكن أن تكون على هذه الشاكلة و أن هذا الكمين يمثّل دفعة أولى من الرد التكتيكي المحتمل و الرد الاستراتيجي المتمثل في إفشال إي مخطط إسرائيلي أمريكي من جهة الأردن  علاوة على افشال مشروعهما في المنطقة عموما.
إن مدى التنسيق بين الجيش العربي السوري و المقاومة اللبنانية حزب الله في مواجهة المشروع الإسرائيلي الأمريكي الرجعي المتمثّل في إخضاع سوريا و لبنان المقاومة يسير نحو التمسّك بخيار الانتصار الذي تحدّث عنه السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير احتفاءً بذكرى الشهداء القادة, رغم ارتفاع نسبة التنسيق بين الأدوات التكفيرية التدميرية الإرهابية و الكيان الإسرائيلي. و أن الغارات الفقاعية الإسرائيلية ذات الرسائل السياسية الإقليمية الاستفزازية التي تريد استدراج المنطقة لحماقة الحرب و الدولية المكابرة التي تريد إرباك روسيا بوتين سوريا, جورجيا, فنزويلا و أوكرانيا, لا تعدو إلا أضغاث أوهام لا تنسينا ضعف إسرائيل التي لم تعد ترعب أحدا أو ترهبه فالرسائل الطاووسية في الجو تم الرّد عليها و نسفها في الميدان و دفنت الجرّافات السورية  أدوات غارات الجو من الإرهابيين تحت الأرض إلى الأبد.

حاتم الشلغمي – كاتب من تونس
 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz