دام برس - يزن كلش:

يمكن لكل الأشخاص أن يفسر حاجة الناس للمواد الغذائية التموينية والملابس والحاجات الأساسية وخاصة ضمن ظروف الأزمة التي قلبت المشاهد الإنسانية من رأس إلى عاقب ليتحول العديد من أصحاب الأموال إلى فقراء يعملون بكسب قليل التي لا تكفي بإعالة عائلة كانت معتادة على الرفاه والرغد المعيشي بالإضافة للفقراء الذين مازالوا على وضعهم الحالي ليتجه البعض إلى جمعيات خيرية مخصصة لخدمة المواطن المحتاج بحسب توجهها والخدمة التي تخصصها.

كيف يفسر الانتظار الطويل للعديد من المواطنين على أبواب جمعية خيرية عسى أن تأخذ مخصصات علئلاتها بحسب الدور ويمكن أن لا يأتي ويؤجل إلى اليوم التالي, كيف يفسر أيضا جلوس الكثيرين من السوريين ومنهم نساء ممن فقدن أزواجهن وأبنائهن على قارعة الطريق, وكيف يفسر تسكع الأطفال من ذوي الأعمار الصغيرة في الشوارع غير مبالين في انتظار ذويهم في جلب المخصصات العائلية بحسب دفاتر العائلة؟

الأمر الذي لم يكن في حسبان المواطن السوري ذو العباءة السوداء الجالس على الرصيف يفاجأ بأنه لم يستطع الحصول على دوره لأنه لم يكن متواجدا عندما ذكر أسمه في الداخل ليأكد بأن الجمعية لا تسمح لأحد بالدخول أو تجاوز الباب فكيف لنا أن نسمع ما قيل دون تكليف شخص بمناداة الأسماء وإن وجد أحيانا فإنه يذكر لمرة واحدة غير مهتم بالأسى التي تعانيه الأسر الموجودة هنا.

يضيف العم أبا خالد "اليوم نحنا بعازة ولولا العازة ما وقفنا وخليناهم يتحكموا فينا".

كل ما ذكر يحمل الكثير من المعاناة للشعب السوري ليضيف معاناة مضافة على معناته التي شهدها ضمن الأزمة الحالية فلماذا لا يتم معالجة الأمر وإعطاء قيمة أكبر للمواطنين المنتظرين لقمة من السماء تعيل عائلاتهم لتزيل عنهم عبء القليل من أعباء الحياة.