Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 29 نيسان 2024   الساعة 18:42:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
نبل والزهراء: حكاية حصار وصمود .. ازدواجية دولية حتى في رغيف الخبز .. بقلم الاعلامي حسين مرتضى

دام برس :

الدخان يتصاعد في أحياء نبل والزهراء، معلناً بدء مسلسل القصف اليومي من قبل المجموعات المسلحة، بينما يمر الوقت ثقيلاً على المدنيين، بقدر ما أصبح تأمين الاحتياجات المعيشية والإنسانية صعباً في المدينتين.

إنه الحصار الذي بدأ منذ أكثر من 700 يوم، ترك وجعاً لما يقارب 70 ألف نسمة في المدينتين، حيث الاهالي هناك، لا يملكون قوت أطفالهم أو كفاف يومهم، أما المرضى فأصبحوا بلا حيلة أمام أوجاعهم، فما يصل المدينتين من دواء تهريباً عبر بلدة عفرين، يكون بأسعار خيالية، لا يقدر على شرائه الجميع.

رصاص قناص المجموعات المسلحة والمتمركزين على أطراف بلدة ماير، استهدف لعدة مرات عدد من شباب المدينتين، وهم يحاولون تهريب كيس قمح إلى داخلها، ليسدّوا رمق أطفالهم الجياع، فحتى الخبز لم يعد متوفراً في تلك المدينتين، والأفران متوقفة عن العمل، بعد منع وصول إمدادات الطحين والوقود اليها، ما دفع نساء القرية إلى العودة لحجر الرحى، لطحن ما تيسّر لهم من حبوب وصناعة الخبز منها، فبضع غرامات من القمح والشعير تخلط مع مسحوق الذرة أو الشوفان لتطعم الاطفال.

يعلم الأهالي في المدينتين أن المأساة اليومية التي يعيشونها، هي أكبر من حصار.. هي ضريبة موقف يدفعونه، فالطريق البرية الواصلة لتلك المدينتين، قابعة تحت مرمى نيران المجموعات المسلحة، والممر الجوي في مرمى نيران المضادات الارضية للمجموعات المسلحة، ولم يبقَ أمام أهالي البلدة إلا جيرانهم في عفرين ومحيطها.

" كانت منوّرة حياتي" بهذه الجملة بدأت تروي لنا "أم محمد" كيف فقدت طفلتها الوحيدة لعدم توفر العلاج اللازم لها، حيث كانت تعاني من مرض التصلب اللويحي، ما أدى الى رد الفعل المناعي الذاتي لدى الطفة وتوفت، أم مفجوعة بفقدان طفلتها، لن يخفف عنها مصابها إلا الزمن، أما السيدة "أم عدنان" فتحدثنا بحرقة عن ولدها الشاب الذي خطفه المسلحون، وهو يحاول جني محصول الزيتون في بساتين مدينة نبل، ولا تعرف عنه شيء رغم جهود العديد من وجهاء البلدات المجاورة للوصول للمجموعة التي قامت بخطفه.

الصوت المرتفع، الذي يزيد من صدى الحصار، كان لصوت صليات صواريخ الغراد، وقذائف الهاون، والتي تحصد اعداداً من الشهداء والجرحى، دون ان تفرق بين الطفل والشيخ والمرأة، حيث يستفيض أحد المسنين بالحديث ويستعين بذاكرته، ويخرج عن صمته، حيث لم يجد أمامه إلّا "الله يكسر قلوبهم متل ما كسروا قلوب الامهات والاباء"، يقولها والحرقة تعتلي وجهه وملامحه، ويتساءل "لمصلحة من كل ما يحصل في المدينتين"، ويستطرد "طالما كان أهالي المدينتين على علاقة أخوية مع جيرانهم في بلدات ريف حلب الشمالي الاخرى، ولم يكن هناك فرق بين عربي وكردي او حتى بين الطوائف".

أطبق الحصار على المدينتين من كل الاتجاهات، لم يترك لهم متنفساً، وتحديداً بعد إسقاط المروحية التي كانت تقل مدير التربية وأسئلة الامتحانات، ظهر المتنفس الوحيد من جهة عفرين والقرى التابعة لها، شمال غرب نبل والزهراء، حيث يحاول الاهالي بشكل مستمر ادخال المواد الغذائية والادوية من ذلك المحور، إلا ان اسعار تلك الادوية والمواد الغذائية مرتفع جداً، ولا يستطيع جميع اهالي القرية شراءه بالذات بعد ارتفاع مستويات البطالة فيهما.

كل ذلك مترافق مع صمت دولي، فالمنظمات الانسانية ما زالت تصم آذانها، عن وجع الاهالي في نبل والزهراء، إلّا  أن اللافت أن أهالي نبل والزهراء يتمتعون بمعنويات عالية، رغم هذا الحصار الخانق ويؤكدون انهم لن يتراجعوا عن حب وطنهم.

 

المصدر : العهد

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   ابي لهب
الله ياخد حق الظلومين من الكفرة الاوغاد تبت يد ابي لهب و تب ما اغنى عنها وما لهب اولاد الخنازير لعنهم الله قاتلين البشر
قتيبة  
  0000-00-00 00:00:00   الرسول (ص)
هؤلاء الذين يقتلون الابرياء اين عقولهم الم يسمعو بحديث الرسول (ص) حرمة دم المسلم اعظم عند الله من هدم الكعبة المشرفة
صخر  
  0000-00-00 00:00:00   الجراثيم
هؤلاء الجراثيم يجب القضاء عليهم
مامون  
  0000-00-00 00:00:00   الجماعات الارهابية
ان تسللل هذه الجماعات الارهابية هو اكبر خطر يهدد الامن الاقليمي في الوقت الحاضر والاستقلال الداخلي لسوريا
انس  
  0000-00-00 00:00:00   الله يهلكهم
الله يهلكهم ويدمرهم من يريد تدميرنا وقتلنا
خالد  
  0000-00-00 00:00:00   المصائب
ان هذه المصائب التي يرسلونها الينا هي من صنع العرب انفسهم
محمد  
  0000-00-00 00:00:00   الجهادييين
هؤلاء لجهادييين يعبرون و يحصارون المناطق في سوريا كما يحلو لهم يجب القبض عليهم
ازدهار  
  0000-00-00 00:00:00   الله يفرج
الله يفرج عنن ويفك حصارن يا رب
رامي  
  0000-00-00 00:00:00   نحن نعلم
نحن نعلم بان اهلنا في نبل و الزهراء يعيشون قصصا مرعبة عن معاناتهم ندعو الله تعالى ان يفرج على كل ابناء سوريا و دحر هذا الارهاب المدمي
غسان  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz