دام برس :
ليس ضرورياً أن أؤمن بفكرةٍ ما حتى أشرع بالكتابة عنها , والدفاع عن مبادئها ومهاجمه منتقديها .. هذا ما يسمى بالنفاق الاجتماعي والذي يعتبر آفة ً حقيقية ً بدأت تبلغ مداها بقوةٍ في مجتمعنا , وربما ساعدها على ذلك وجود عالمٍ افتراضي ٍ يتمثل بمواقع التواصل الاجتماعي , واحتلالها لجزءٍ كبير من حياتنا اليومية .. فـ على صفحات الفيسبوك , لن تستغرب كثيراً عندما تجد نسخة ً مصغرة ً عن " إيلي كوهين " تتحدث عن البراءة والبساطة ..!!
ولن تجد من يكفكف دموعك التي ستنهمر عندما تقرأ منشوراً عاطفياً لأحد أحفاد الزير سالم يمتدح فيه الإخلاص للمحبوب !!
كـ ذلك لن تصاب بدهشةٍ عند قراءة منشورٍ عن التواضع لإحدى جاريات " ماري أنطوانيت " التي استبدلت خبز شعبها بالـ ( كيك ) .. !!
البعض يعزو هذا النفاق الذي اجتاح مجتمعنا إلى الفراغ الذي احتل جزءً كبيراً من حياة الكثيرين , والبعض الآخر يبرره بسبب نقص ٍ موجودٍ في التكوين النفسي لبعض الناس , ما يجبرهم على التعويض بالكتابة عن صفاتٍ افتقدوها , فيما يحاولون إقناع أنفسهم ومن حولهم بامتلاكهم لتلك الصفات والميزات التي تكسبهم كمالاً وهمياً هم بأمسّ الحاجةِ إليه ..
في إحصائية ٍ مصغرة أجريتها على صفحتي في الفيسبوك , والتي تضم قرابة الأربعمئة صديق وجدتُ أنّ :
( 7 من 10 أشخاص ) من أصحاب الشخصيات الخبيثة لكنهم غالباً ما يتحدثون عن البراءة والبساطة ..
( 4 من 10 أشخاص ) لايعرفون موعد صلاة الفجر وجل حديثهم عن أفضالها ..
( 6 من 10 أشخاص ) يهاجمون عيد الحب وطقوسه من خلال منشورات تحمل أسلوب استعطافٍ واستجداءٍ لمشاعر الطرف الآخر ..
( 8 من 10 أشخاص ) يدعون عدم الاهتمام بشكل الشخص بل بمضمونه ويثبتون العكس ..
نار النفاق تلتهم جزءً من هشيم مجتمعنا , والانقطاع عن الواقع دفع سكان القرية الصغيرة ( الفيسبوك) إلى استساغة التلون وراء شاشاتٍ يختبئ خلفها مجتمع ينذر بانحلالٍ أخلاقيٍ وفكريٍ يستعد لغزو حياتنا من بابها الواسع ..
0000-00-00 00:00:00 | النفاق ... ضعف ووسيلة لتحقيق الغايات |
مما لا شك فيه أن شبكات التواصل الاجتماعي والشاشات الالكترونية ساعدت على خبئ الوجوه ولكن الشخص يبقى نفسه مهمى يكن الوسيلة التي يعبر فيها عن نفسه وليست الوسيلة هي ما يسبب تلك العلة الاجتماعية دامت منتشرة بكثرة في مجتمعاتنا فالضعف والخوف والخذلان والاتجاه للطرق الاقصر والايسر للوصول لغايات الفرد في المجتمع هي ما تدفعه للنفاق وقلب وجه الحق بما يتماشى مع غايته واهدافه فاما تراه ينافق بمبادئه لتعجب به فلانة او ليعجب بها فلان فتقوم بحركات ((الدلع)) أو من تراه ينافق فيدافع عن مبادئ شخص آخر وهو أكثر المحاربين لهذه المبادئ ولكن المصلحة فوق كل شيء أو هكذا يقولون ربما كانت لشبكات التواصل الاجتماعي دور في سرعة انتشار هذا النوع من العلل الاجتماعية وتفشيها ولكن ارى ان المشكلة الاساس ليست بالوسيلة ولكن بجوهر هذا المجتمع الذي اتخم بالأمراض الاجتماعية والعلل .. تقبل مروري أخي سعيد | |
زاهر صرصر |