دام برس:
لا وســطيـة بيـن البـاطــل والحــــق , والـذي يـدعـيـهـا إنـمـا يحـاول الـتـذاكــي عـلـى نـفـســه ليـس إلا , ونـفـاقــيــة مـســــك العـصـا مـِنْ مــنـتصـفهــا , تـتـجلـى فــي محــاولات الـبـعض تـصـويــر واقــع حـــال خـروج الأمــام الحـســـيـن ( ع ) الـى كــربــلاء وثــورتــــه بـالضـد مـِنْ دولـــة البـاطــل الـيـزيـديـــه , بـتـوصيفــه نــزاع ســـلطــوي , وللـدنـاءه هــنـاك مـَـنْ تــســتهـويــه هـــذه التـخـريجــه فـيـرددهــا بـغـايـــه خــبـثـيــه لـلأنـتقــاص مـِـنْ الفــعـل الثــوري والمـبـدئــي والأخـلاقــي لـلــنهـج الحـُــســيـنــي , حـيث غـايــة اســتهـواء المـســاواة بـيــن خـط الـطـغيــان والـفــســاد والأنحــراف الـيـزيــدي , وبيـن خـط الاصــلاح والمســاواة والعــدل الاســلامـي المحـمــدي العـلـوي .
وضـوحـيــة النهـج الحـُـســينـي لا تـمـثـلـه الحـالــة الانســانيـة فــي معـركــة الطــف وحــسب , وإنْ كــان فـيهــا مـِـنْ الحـس والمعـانـي والـدلالات الـتي يـصمـت امـامعـظمـة واقـعتــهـا كـل ذو عـقــل وبصــيـره , وإنـمـا تـعـبـر عنهـا تـجـديــديــة الفكــر المـقـاوم الـمنـاهـض لـقــوى الاســتكبـار والتجـبــر والطـغـيـان الــتي عـبــدت طـريقــهادمــاء الحـســين ( ع ) واصـحـابــه , و تعكـس الـقــيمــة الـوجـدانيــة عنـد اهـل الحـق الـرافضــه للـذل والمهـانــة وتـقـدمهـا بـفعلهـا التضحـوي عـلـى الــدم و الحيـاة الـدنـيـويــة الرخيصــة تحـت ظــل قيـم الاســتعـبـاد والاســتهتـار بـالـذات البشــريـة والقيــم الأخـلاقـيـة , التي بـلـورتهـا ايــدولـوجيــة الاذعــان والتـرهـيب الـيــزيــدي .
اســـتــذكــار مـســيـرة الـفـتـح الحـُـســينـي والاصـــرار عـلـى احــيــاءهــا بـالـرغــم مــِـنْ حــمـلات التـشــويــه والـتـلـفيــق والافــتـراء الـتي يــدأب اعـــداء الـبيـت المحمـدي اســتحـضـارهـا فـي عـقــول الســذج مـِنْ تــابعـيهــم , فـيهـا مِـنْ المعـانــي والـدلالات المـُجـســده لروح الثـورة التي زرعـتهـا بـالنفــوس تجـربــة الأمـام الحـســين وتــوارثــتهـا الاجـيــال , والـتـي لــولاهــا مـا كـنـا اليــوم نــعـيش زهــو الانـتصـارات التي يـخـطهـا رجـال المقــاومـة وابطـالهـا , ايـنمـا كـانت يــندقيتهـم المـوجــه لصـدور الاعـداء ومنـاحـرهـم , وحيثمـا هــي رايتهـم الشـامخــة بهـامـات حـملتـهـا , والراسخــــه فـي النفـوس بجـذورهـا المحمـديـة وغـصنهـا الحـُســينـي .
al_asadi@aol.com