دام برس:

البلدة المسيحية الأقدم في أقدم عاصمة في التاريخ .. وأيقونة للشرق المسيحي تحت سيطرة النصرة ... فمنذ 163 يوما بدأت الحكاية حين سيطر المسلحون على فندق سفير معلولا والذي لا يبعد سوى كيلو مترا واحدا فقط عن البلدة وجعلوا منه منطلقا لعملياتهم في المنطقة المحيطة بالبلدة القديمة من عمليات قنص وهجوم متكرر على الحاجزين الشمالي والجنوبي للبلدة

اكتملت تلك الحكاية في فجر الرابع من الشهر الحالي حين قام انتحاري أردني الجنسية يتبع لإحدى كتائب جبهة النصرة والتي يشكل أفرادها غالبية من هاجموا البلدة , قام بالهجوم من خلال سيارة مفخخة واستمر بإطلاق النار على عناصر حاجز الجيش السوري حتى اقترب من الحاجز وقام بتفجير سيارته مما أدى لاستشهاد ما يقارب خمس عشر شهيدا بحسب مصادر إعلامية .. من هؤلاء الشهداء من قضى بالتفجير ومنهم من نجا فقضى ذبحا بأيدي العناصر المتشددة المهاجمة ..

تلا هذا الهجوم إمطار البلدة بقذائف الهاون ومن ثم مهاجمتها بما يقارب 3000 عنصر من عدة نقاط حتى وصلوا إلى ساحة البلدة
وبالطبع الكنائس والمعابد الأثرية والتي يتجاوز عددها الأربعين كان لها النصيب الكبير من التدمير .. منها من خلال قذائف الهاون ومنها من خلال عمليات تخريب مقصودة

كل تلك الأحداث استدعت تدخلا سريعا للجيش السوري عبر تعزيزات استقدمها لدخول وتحرير البلدة وذلك في مساء ذات اليوم
جورج ( اسم مستعار ) ابن الخمسة وعشرين عاما  يقول انه ومجموعة من شباب معلولا المدني تسلحوا لمساندة الجيش في تحرير بلدتهم
بدأت الاشتباكات وتصاعدت حتى استعاد الجيش حاجز المدينة والذي كان قد احتل بعد مهاجمته .. فأمّن الجيش خروج من أراد من المدنيين .. وبدأت عملية أكثر شراسة في صبيحة الخامس من أيلول .. وصلت تلك العملية بالجيش بالوصول والسيطرة على ساحة البلدة

يذكر طبعا بأن الجيش لم يستخدم آلياته وأسلحته الثقيلة في استهداف المسلحين من النصرة وذلك خوفا من الأذى الذي قد يلحق بالبلدة الأثرية
انسحب معظم المقاتلين المتشددين  إلى عمقهم الاستراتيجي .. يبرود شمالا , وعسال الورد شرقا  , وبالطبع أيضا فندق سفير معلولا الذي يطل على البلدة ويمسك القناص منه محاورها كافة وهنا كان للقناصة الكلام الفاصل .
حتى اللحظة لا معلومات مؤكدة حول مجرى ما وصلت إليه العمليات هناك .. حيث لا تزال الاشتباكات مستمرة في محيط البلدة واستهداف الفندق المذكور عبر مدفعية الجيش السوري مازال مستمرا , وهناك أنباء تتوارد عن وجود مفقودين بين سكان البلدة السريانية اللغة .

من المهم ذكره أخيرا بأن لا مبرر عسكري أبدا لاجتياح بلدة عمرها من عمر التاريخ .. فلا قاعدة عسكرية فيها ولا فيها ما هو منطلقا لدعم لوجستي لأي من قوى الجيش .. لا جواب يطرح على سبب الاعتداء   إلا خصومة مع التاريخ و عداوة لا مثيل لها
هنا من المهم بمكان أن نطرح تساؤلا بريئا  .. لما نترك الواقعة لتقع حتى نتصرف .. ؟؟ ألا يعلم من يجب أن يعلم أن فندق سفير معلولا كان ومنذ أشهر مكانا آمنا لمن لا آمان لهم ؟!؟

ناجي سليمان