دام برس:
يحكى أن شجرة مثمرة وارفة الظلال قررت أن تعاقب البشر على نكرانهم وجحودهم ووحشيتهم في التعامل معها وهم يقطفون ثمارها لأنهم يقومون بكسر أغصانها ويرمون ثمارها ويتركون مخلفاتهم ورائهم عندما ينتهون من التمتع بظلالها . . . وارتأت أن تكون عقوبتهم بحجب الظل عن طريق تحويل أوراقها إلى أوراق ابرية تسمح لضوء الشمس وسياطها أن تمر خلالها وأن تحول ثمارها إلى ثمار برية مرة غير صالحة للأكل
وما إن بدأت أوراقها بالضمور حتى تذكرت الشجرة حلمها الذي كان يروادها ويكبر معها بأن تنشر ظلالها على أكبر مساحة ممكنة وتذكرت كم كانت فرحتها عظيمة حينما كانت تستقبل الأطفال وتحميهم من كل جبروت الشمس وكيف كانت أوراقها تتمايل مع ضحكاتهم وهم يملؤون
الدينا فرحاً حين يلعبون ويمرحون ويبدعون طهراً وبراءة . . . ورغم دمعة ذرفتها . . .
همّت أن تصرّ على قرارها بمحاسبتهم عن طريق معاقبة نفسها وهي تقول إنهم رغم كلّ ذلك لم يحترموا كل عطاءاتي وتضحياتي
لكنّ عصفوراً فهم ما يدور في خلدها فغرّد في أذنها : تستطيع الشجرة أن تمنع ظلالها وثمارها بقتل عطاءها . . .
لكنها تقتل حلمها الذي تعيش له . . . فتحيا فقط . . . لتنتظر موتها
وما يُحكى عن الشجر . . . يحكى عن المطر . . . ويحكى عن القمر . . . ويحكى . . . ويحكى
ويُحكى أن بشراً قال حين خذلته الدنيا
لا أستطيع أن أكون شجرة . . . بظلالها وثمارها . . . ولكنني أستطيع أن أحيا حلمي . . .
كي لا أحيَا لأنتظر موتي
م فواز بدّور