دام برس:

هنا دمشقّ

هنا أرضّ التاريخ وبوابة الشرقّ

هنا الغيمة التي تمطّر بدون رعدّ أو برقّ

هنا السيف الذي لا يلمعّ نصلّه إلا بالحرق

هنا الدرسّ الأخير كي تتعلمّوا معنى الفرقّ …؟؟

هنا دمشقّ

هنا مقبرة أحلامكمّ أيها المجرمون

هنا صلاة الأمويّ وشموخ القاسيون

هنا عرق السوس والتمر الهندي وشراب الليمون

هنا الياسمينة التي أنبتتّ من جدائلها معركة ميسلون

هنا دمشقّ

يا رعاع البقرّ وحثالة البشر وحاشية الملوك

يا خدامّ الدرهم والدينار والذهب المسبوك

يا بغالاً تبلعّ البرسّيم ولا تعرف أن تلوكّ

يا أصوات معفنةّ تصيحُ كل يوم مثل الديوك

هنا دمشقّ

ايها الهمجيّ القادم من وراء الخيام

يا جباناً يُخفي وجهه في التراب مثلَ النعام

يا من يقتلّ من وراء ستار العبوات والألغام

ويظنّ نفسه شهيداً عند ربهِ وهو ابن حرام

هنا دمشقّ

أيها البربريّ القادم من وراء الجمل و الناقة

جئت تعلمنّا ديننا وتحللّ وتحرم ّوترهبنا بيوم الحاقة

وتفجّر نفسك وتقتلّ نفساً بريئة لأن نفسكَ لله مشتاقة

وتكبرّ باسم ربك كأنّ ربك يعلو ويكبرّ بأفعالك المُعاقة

هنا دمشق

تربة الياسمين والزهّر والورود

أرضّ الصلابة والإرادة والصمود

وطنّ العزّة والكرامة والشهادة والخلود

مصنعّ الأبطال والرجال والأسوود

هنا دمشق

فاحنِّ رأسك واخلعّ نعلكّ ايها الكافر

فأرضنا أطهرّ من أن يدنّسها ساحر

وترابنا أغلى من طينك القذرّ الغادر

وروحنا ترخصّ لها بكل طيب خاطر

على حافة الوطن

لا تحزّني يا دمشق من ضربّ فؤوسّهم

فلطالما كان صمودكِ مُرّاً وحنظلاً في كؤوسّهم

وستظلّي تاجاً على رؤوسنا وسيفاً على رؤوسّهم ..؟؟

بلال فوراني