Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 23:37:03
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
السعودية ... أحلالٌ على مصر حرامٌ على سوريا ؟! بقلم : غالب راشد
دام برس : دام برس | السعودية ... أحلالٌ على مصر حرامٌ على سوريا ؟! بقلم : غالب راشد

دام برس:

إن المتتبع للسياسة السعودية تجاه الأحداث التي تشهدها المنطقة لا يصاب بالحيرة ولا يخالجه الشك ولا يجد صعوبة في وصف الدور السعودي بالازدواجية والكيل بمكيالين - كما يقولون - .ففي الوقت الذي أخذت فيه السعودية على عاتقها مهمة إسقاط النظام السوري وتدمير البلاد من خلال الاعتراف بالمعارضة السورية ودعمها سياسيا وماديا وقيامها بالعديد من الاجراءات لتحقيق هذا الهدف من إغلاق للسفارة السورية وجمع التبرعات المادية للمعارضة وتزويدها بشتى الاسلحة حتى وصل الأمر بها إلى شراء السلاح من الكيان الصهيوني ونقله الى المسلحين في الأراضي السورية
  ومن تجنيد المقاتلين وتدريبهم ومباركة مجازرهم بحق المدنيين والعسكريين تحت مسمى الجهاد ومن تجنيد شيوخ النفاق والفتنة ودعم المحطات والقنوات التي تغذّي الفتنة المذهبية والطائفية والتي بسببها جرى الدم السوري على اتساع الجغرافية السورية انهاراً ولا زال يجري غزيراً . ولم يقف الأمر إلى هذا الحد بل تعدى دعم آل سعود للعصابات التكفيرية في كل من العراق الذي يشهد موجة دموية من التفجيرات الإرهابية التي حصدت أرواح المئات من المدنيين العراقيين الأبرياء وقد اتهم رئيس الوزراء العراقي السعودية وسمّاها بالاسم وحمّلها المسؤولية عن ذلك بل وصل
  التآمر السعودي على المقاومة في لبنان وهذا أيضا ما لمّح إليه الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله بعد التفجير الإرهابي الدامي الذي شهدته الضاحية الجنوبية قبل عدة أيام . بل أن المتحدث باسم الرئاسة الروسية صرّح بعد زيارة بندر بن سلطان إلى موسكو ولقائه الرئيس الروسي ( بوتين ) وتسريب أنباء عن عرض سعودي بقيمة 15 مليار دولار لروسيا مقابل تخليها عن سوريا ، صرّح أن السعودية دولة داعمة للإرهاب في المنطقة .
لقد قامت السعودية بهذه الأفعال بحجة نصرة الشعب السوري ضد الظلم والطغيان والقمع الذي يتعرّض له على أيدي النظام البعثي العلوي الكافر !
غير أن المواطن البسيط قد يعجبه هذه الأفعال لا سيما موقف السعودية من الأحداث في مصر ففي اللحظة التي قام بها الجيش المصري بعزل الرئيس محمد مرسي سارعت السعودية إلى مباركة هذه الخطوة وأيّدتها مقدمة كل سبل الدعم المعنوي والمادي للحكومة الجديدة بل وصل بها الأمر أن وصفت الإجراءات التي قام بها الجيش المصري من فضٍّ لاعتصامات أنصار الرئيس المعزول في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالعمل البطولي ضد إرهاب الإخوان المسلمين حيث أكد العاهل السعودي الملك عبد الله في خطاب على وقوف السعودية إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب الذي مارسه ويمارسه
  انصار مرسي . قلنا أن الإنسان البسيط قد يعجبه هذا الموقف السعودي ويرى فيه إنحيازاً لإرادة الشعب المصري في سعيه لتحقيق أهداف ثورته التي قام بها وتصديه للإعمال الإرهابية التي وقعت من تدمير للممتلكات وقتل للأبرياء واعتداء على دور العبادة من مساجد وكنائس ،ولكنّه حين يقارن هذا الموقف السعودي المتفاني تجاه مصر بموقفها العدائي المتطرّف من الحكومة السورية يكتشف مدى النفاق السياسي الذي تتقنه ومدى الإرهاب الذي تمارسه باسم الدين تارة وباسم نصرة الشعوب العربية تارة أخرى .
إن الحقيقة التي لا يعتريها الشك والواضحة وضوح النهار أننا إذا عدنا للوراء واستعرضنا بعض تاريخ المملكة لا نصاب بالحيرة والدهشة ، فمنذ اللحظة التي تأسست فيها المملكة أخذ حكامها على عاتقهم مهمة تدمير الأمة العربية واإسلامية وتفتيتها خدمة للكيان الصهيوني وتنفيذا لإرادة الغربية الاستعمارية والأمثلة على ذلك ليس لها حصر فموقفهم من الثورة العربية الكبرى التي قادها شريف مكة الحسين بن علي ضد الأتراك في عام 1916 دليل على ذلك فقد تآمر آل سعود مع البريطانيين ضد الثورة وقادتها لوأد حلم قيام دولة عربية مستقلة في المشرق العربي فارتكبت قوات
  ابن سعود مجازر بحق المدنيين في المناطق التي قاموا باحتلالها حتى وصل الأمر بالشريف الحسين بن علي أن خاطب البريطانيين بقوله " خذوا البلاد وأعطوها لابن سعود " . ولمّا قامت الثورة الفلسطسنية الكبرى ما بين عام 1936- 1939 كان الفضل في اخماد هذه الثورة للملك عبد العزيز بن سعود وقد أكّد هذه الحقيقة المستشار الشخصي له " جون فيلبي " في محاضرة ألقاها بتاريخ 24-5-1954 ، وفي منتصف السبعينات من القرن الماضي أدلى السيناتور الأمريكي " هنري جاكسون " بتصريح أوضح فيه أن زوال دولة إسرائيل يعني زوال المملكة السعودية والسعوديون يعلمون ذلك .
والسعودية هي نفسها التي اخذت على عاتقها مهمة إصدار فتاوى الجهاد وارسال المقاتلين ودعمهم في افغانستان لمحاربة الاتحاد السوفييتي خدمة للولايات المتحدة وهي التي تآمرت على العراق فسمحت للطائرات الاسرائيلية عام 1981 بالتحليق في أجوائها لقصف المفاعل النووي العراقي وكانت أراضيها منطلقا لاحتلاله وتدميره عام 2003 . وهي التي أرسلت قواتها لقمع المتظاهرين في البحرين وثبت تآمرها على المقاومة في لبنان اثناء عدوان 2006 وضد المقاومة في غزة ،ولا زالت تقوم بدورها الرائد في تدمير سوريا والايقاع بمصر في مستنقع الحرب الأهلية وبراثن الفتنة المذهبية
  والطائفية .
وبعد إن كل ما تقوم به السعودية ما هو إلا خدمة لتحقيق أهداف المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة والذي يسعى إلى تفتيت المنطقة وتقسيمها إلى دويلات طائفية ومذهبية ضعيفة متناحرة فيما بينها للإقامة ما يسمّى بالشرق الأوسط الكبير وتصفية للقضية الفلسطينية وكي تكون إسرائيل محور هذا الشرق الأوسط الجديد

بقلم غالب راشد
الاردن- عمان   

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   آل سعود سراق الحرمين
نعم هذا ميزان متعدد (أكثر من كفتين) وما يعنيه عن مصر مجرد تقارب لاغير وليرضي أسياده الامريكان ولكي يكون لهم عين على مصر إذا كانت امريكا بعدة عن المصريين
stsfoonst  
  0000-00-00 00:00:00   البوصله تتوجه باتجاه الأعداء أينما كانوا
المقال جيد ويعري هؤلاء العملاء الخونه ولكن لا موجب للمقارنه بما بفعلونه في مصر والعنوان كمن يستجدي علينا ابراز هؤلاء كأعداء رسميين للأمه السوريه يمارسون علينا حرباً أشد من حروب الاسرائيليين ودعونا نوجه البوصله ولو مؤقتاً باتجاه هؤلاء وعندما يكثر الأعداء ويأتوا من كل صوب وحدب لا نستطيع إيقلف البوصله وانكار حروبهم علينا بدعوى البوصله هي فلسطين
سوري للعضم  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz