دام برس:

في سورية إذا كنا نؤمن بالحضارة فنحن أحوج ما نكون لاعتماد الرأي و الرأي الآخروصولاً إلى نقطة تلاقي ما بين كل الفرقاء ، في النهاية لا بد أن يصل الجميع إلى قناعة أن قرقعة السلاح لم و لن تجدي ، ليس لعدم فعاليتها و لكن لأن حاملي السلاح قد أضاعوا البوصلة ، وهم الآن فعلاً يحاربون معارك الآخرين ، لقد حان الوقت لكل حاملٍ للسلاح أن يطرح هذا السؤال على نفسه قبل أن يُطرحَ عليه ، لماذا أحارب ؟ و من أجلِ من حاربت ؟ و من أجل من أحارب الآن ؟ ، نقول هذا الكلام بعد أن اختلط الحابل بالنابل وتدخلت القوى الإقليمية و القوى الدولية لتصفية الحسابات فيما بينها على الأرض السورية، هل نختلف في هذه القراءة للواقع السوري .  يقولون إن خسائر المعارضة في سوريا قد جاوزت المائة ألف ، و يقولون أن خسائر الموالاة قد بلغت الستون ألفاً ، في عملية حسابية بسيطة يُطرحُ  السؤال  ؟ هل خسرت سوريا في كل معاركها بدون استثناء ؟ ابتداءً من نضال ثوارها ضد المستعمر الفرنسي و انتهاء بكل الحروب العربية الاسرائيلية مائة وستون ألف مواطن سوري ، نحن ننطلق من العقلانية في قراءة الأمور و بدون ضجيج وهياج و صراخ و صياح و سباب و شتائم ، نحن نتحدث بشكلٍ حضاري ، كل هؤلاء الذين سقطوا نحتسبهم عند الله شهداء ، و لنعد و نذكر أن المعارضة السورية منذ انطلاقحراكها الأول في آذار 2011 كانت سلمية ، و كان المتظاهرون ينادون بالسلمية و يطالبونبالتغيير و بمحاربة الفساد و التعددية و تدواول السلطة ، و الإحتكام إلى صندوق الإنتخاب ، و محاربة الفساد ، و أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب ،و اسمحوا لي أن أطرح السؤال ليس غباءً و لكن استدراجاً هل هناك من يرفض من الموالاة المطالب التي رفعتها المعارضة السلمية في بداية الحراك السوري التي تبلورت في المطالبة بالحرية هل نختلف على ذلك ؟ ، الديمقراطية هل نختلف على ذلك ؟ ، التعددية هل نختلف على ذلك ؟ ، تداول السلطة هل نختلف على ذلك ؟ الإحتكام إلى صندوق الإنتخاب هل نختلف على ذلك ، محاربة الفساد هل نختلف على ذلك ؟ ، و الرجل المناسب في المكان المناسب هل نختلف على ذلك ؟ ، إذا كنا فيما أحسب نلتقي على كل هذه الثوابت ففيما الخلاف إذاً ؟ ، هل نحن على استعداد للقبول و الاعتراف بوجود الرأي و الرأي الآخر ؟ ،إذا كان أبناء الأسرة الواحدة لا يلتقون في آرائهم و توجهاتهم السياسية و هذا و يحدث الآن واقعياً في كل البيوت السورية ، فهل لهذا الخلاف أن يؤدي برب الأسرة أو الأم إلى نعت باقي أفراد الأسرة بالخيانة و الخروج على رأي الأسرة ، يا إخوتي يجب أن نحكم العقل في كلِ خطوة و حركة ، ألا يجب أن نلتقي على ضرورة تنظيف سوريا من كل الغرباء الذين لا يخدمون المشروع الوطني لكل السوريين و الذين ما كانوا ليدخلوا سوريا إلا لتنفيذ أجنداتهم الخاصة و مخططات موجهيهم و مستعمليهم ، هل نستطيع أن نلتقي معاً لنوجه النداء إلى كلِ الغرباء بأن دعوا سوريا لشعبها ، و لا بد من دعوة كل المخلصينمن السوريين من كلِ الإتجاهات من الموالاة قبل المعارضة إلى التفكير بشفافية وصولاً إلى القناعة بأن أهداف الوطن واحدة ، و أن أهداف الشعب السوري واحدة ، و نحن ندعوا الجميع للإلتفاف حول دعوة كفى كفى لإعادة اللحمة و الوئام و المحبة التي كانت تلم كل فئات الشعب السوري ، يجب على العقلاء و المثقفين أن يصلوا إلى الحلول و أنيمدوا الجسور فيما بينهم لرأب الصدع ، للعمل على إعادة سوريا لتأخذ دورها المحوري في العالم العربي و الشرق الأوسط و العالم ، و لن نقبل أن تكون سوريا مطيةً لأيةِ قوةٍ دوليةٍ أو إقليمية مهما كانت و السوريون يجب أن يعتمدوا على السوريين في تحقيق إنجازاتهم و بناء دولتهم ، و لن يكون أيُ نظام قوياً إلا بدعم شعبه .