دام برس:
بعد مرور أكثر من عامين على المؤامرة الكونية التي تعصف بالجمهورية العربية السورية كتبت وكتب الكثيرون ولازلنا.حللنا سياسياً وحلل الكثيرون بوسائط الإعلام كافة,والتحليل السياسي يعني تحليل المادة غير الملموسة فلابد من معرفة ماهية اللغة بشكل عام ولغة السياسة بشكل خاص والمحيط الذي تستخدم فيه ومعرفة المجتمع وثقافته لان اللغة هي الأداة التي يتم من خلالها تبادل الأفكار والآراء والخواطر والمقترحات وصولاً إلى الايديولوجيا,والحقيقة الثابتة في عالم الإعلام هي أننا نعيش في عصر الدعاية الموجهة للرجال والنساء والشباب وحتى الأطفال هادفةً إلى غسلٍ كامل لدماغ البشرية وغزو شرس لثقافات الشعوب وعاداتها وتقاليدها وحتى معتقداتها,وتعمل على انتقاء ما يخدم مصلحة وسائل الإعلام وتوجهها.
مما تقدم نرى أخبار الأزمة السورية تتصدر معظم الفضائيات الناطقة بالعربية وغير العربية في نشرات أخبارها وبرامجها السياسية وحتى غير السياسية ومنها من تسوق الأزمة في بث مباشر مع حبكة إعلامية وفبركة فاضحة دون خجل رغم الفضائح التي تعصف بها لكن استمراريتها أمراً حتمياً وفقاً للأجندة التي تعمل على تنفيذها هادفة من خطابها التأثير المباشر على المواطنين السوريين بشكل خاص وشعوب العالم بشكل عام.فالتأثير على السوريين يكمن في تدمير البنية الاجتماعية وضرورة احتضان المجموعات المسلحة مما يخدم استمراريتها في القتال ضد الدولة مع إشادة بسيطرة تلك المجموعات على العديد من المدن والمناطق وبسط نفوذها,والنظام آيل للسقوط حكماً بعد أن تلطخت يداها بالدماء البريئة.
والتأثير العالمي يكمن في فبركة حجم المعارضة وهجرة السوريين إلى دول الجوار هرباً من بطش النظام الذي يستخدم أعتى الأسلحة في تدمير المدن والبلدات ومنها الأسلحة المحرمة دولياً مع عرضٍ مباشر للمجازر الجماعية ونزوح الأهالي هذا مما يستدعي تدخلاً إنسانياً وعاجلاً وتنتهي الحكاية بضرورة تزويد المعارضة بأسلحة متطورة مع دعم مادي ولوجستي واحتضان لتلك المجموعات وتخصيص معسكرات في دول الجوار لتأهيل الأرهابيين و دعمهم بمرتزقة من التكفيريين المحترفين الذين شاركوا في حروب سابقة.
من ذلك نستنتج بأن كل ما يعرض على تلك الفضائيات وماتقدمه بوسائل إعلامها المختلفة هو مناقض للواقع جملةً وتفصيلاً وهو عبارة عن فبركة مستنسخة من تجارب سابقة، ولا يزال الفشل حليفها وسيبقى، وأخبار الأزمة السورية التي تتصدر معظم فضائيات دول العالم علماً بأن الكثير من المدن والمناطق والقرى السورية تعيش حالة من الأمن والاستقرار أكثر من دول كثيرة لاتعصفها أي أزمة لكنها قابعة على فوهة بركان قابل للانفجار في أية لحظة.
من ذلك نؤكد أهمية سورية ومكانتها فهي اليوم تعتلي الصدارة عالمياً,وهذا الاستنتاج ليس بخيال كما يتراءى للبعض لكنه الحقيقة التي أثبتتها الدول المتصهينة بتجيشها للمشاركة في الحرب على سورية على الصُعد كافة عسكرياً ,اقتصادياً, إعلامياً ،اجتماعياً........فكم من الأموال هُدرت وكم من الجيوش جُندت والخبراء والعلماء ورجال دين وفضائيات وإعلام مسموع ومقروء والكتروني مع ضغوط اقتصادية وإعلامية حكومية وغير حكومية وإغراءات مالية لشخصيات عسكرية ودبلوماسية ودينية وحتى الفنية لخلق انشقاقات هنا وهناك ,لكن الفشل بالمرصاد دائماً ،وهذا لدليل قاطع على قصور تفكيرهم وغبائهم فهم لم يفهموا المجتمع السوري وثقافته ولغته وصولاً إلى الايديولوجيا، و إن كانوا قد نجحوا في اختراق شريحة اجتماعية تحمل فكراً تكفيرياً وهم قلة ولا يشكلون قيمة اجتماعية فعلية لكنهم لم يفهموا معظم المجتمع السوري المتمسك بعقيدة وطنية صادقة صامدة مقاومة تدافع عن وحدتها ولحمتها الوطنية ،وكان الأجدى بهؤلاء المتصهينين فك شيفرة سر التفافهم حول قائدهم وحبهم لتراب وطنهم مثل هذا المجتمع لن ترهبه جرائمكم وحقدكم بل على العكس يزدادون إصراراً وتمسكاً بالوطن والقائد و إصراراً منقطع النظيرعلى إفشال مؤامرتكم القذرة رغم المعاناة من الحصار الاقتصادي وتدفقا للمرتزقة التكفيريين والمجازر الوحشية والأسلحة المحرمة دولياً والتلاعب بسعر صرف الليرة السورية من عملائكم لكن الفشل سيبقى حليفكم ألا يكفي ذلك للدلالة على أهميتها ومكانتها هذه الدولة الصغيرة بمساحتها العظيمة بمواقفها إنها سورية الدولة التي حيرت العالم.