دام برس:

انتقلت حركة "حماس" فجأة من نشر وثائق نسبتها لحركة فتحعن دورها بتحريض الاعلام المصري وقيام مخابرات السلطة بدور مركزي بتلك الحملة، الى الكشف عما أسمته "تفاصيل لقاء كيري – عباس"، والكشف الحمساوي عن تلك "الوثيقة" قد يكون أكثر قيمة سياسية من أوراق حماس المتعلقة بالحملة الاعلامية ضدها، كون المحضر التفصيلي يحمل كثيرا من القضايا التي تستحق الوقوف أمامها، ولذا وقبل أن تصبح تلك الوثيقة "حقيقة" قائمة، مطلوب من حركة فتح باعتبار الرئيس عباس رئيسها، وأنها هي دون غيرها من أيدالمفاوضات وبالتالي تعتبرمفاوضاتها، أن تعقد مؤتمرا صحفيا لتكشف فيه كل ما لهصلة بتلك "الوثيقة"، وأن لا تكتفي ببيان سريع ينفي قبولها "الدولة المؤقتة"..

"محضر عباس – كيري" يحمل كثيرا من القضايا وليس بندا واحدا، فهو يتطرق الىدور أردني مباشر في المشاركة التفاوضية حول، القدس واللاجئين والحدود، وعن النظرة المستقبلية للنظام الفلسطيني من خلال دورة انتخابات جديدة، دون التفاهم الوطني عليها، مع ما تشير له الوثيقة – المحضر بخصوص المدى الزمني لتنفيذ الاتفاق الذي يستند يؤدي عمليا الى اقامة "دولة الجدار" على أن تكون القدس تحت رعاية ثلاثية ودولية وما يتبع ذلك من بحث اقامة "كونفدرالية" مع الأردن..

تفاصيل المحضر تحوي نقاطا أقرب الى الواقع، فاي حل سياسي نتيجة هذه المفاوضات التي يذهب اليها الرئيس عباس دون توافق وطني بلذهب وحيدا بفصيله،

لن تنتج أبدا "حلا سياسيا" يلتقي باي مظهر من مظاهره مع قرار الأمم المتحدة الأخير الخاص بدولة فلسطين، لا حدودا ولا عاصمة، فالاجراءات الاسرائيلية العملية والنشاط الاستيطاني اليهودي الذي يتم بصمت من فتح وقيادتها التفاوضية هوطريق لن يقود الا لدولة الجدار،

ومن يوافق على المضي تفاوضيا مع حكومة نتنياهو لا تقيم وزنا لأي "امنية" بتجميد وليس وقف الاستيطان لن تكون بقدرتها أن توافق على غير ما تقرره، وإن اعتقدت حركة فتح أن تفاوضها مع اسرائيل الموافق عليه امريكيا وغربيا دون موافقة وسندشعبي فلسطيني سيقودها الى "حل سياسي مرضي" لن يكون سوى وهم كبير..

ولعل الحديث عن دور اردني في المفاوضات الخاصة بقضايا هامة تتعلق بالقدس واللاجئين والحدود، وربما الأمن أيضا ليس بعيدا عن الواقع حتى لو لم يكن هناك ممثلا رسميا على طاولة التفاوض،

فالأردن موضوعيا لها صلة ومصلحة في القضايا السابقة الذكر،وبالتأكيد لن تكتفي، بعد أن حازت على تفويض رسمي فلسطيني للاشراف على الأماكن المقدسة، بدور متفرج فيها نحو القدس ومصيرها،

وتعتبر قضية اللاجئين مسألة جوهرية ومصيرية للدولة الأردنية، لذا الحديث عن دورفاعل لها في المفاوضات هو توافق مع واقع سياسي، الى جانب أن الأمن والحدودجزء من الاهتمام الأردني ايضا..

ويبقى الجدول الزمني الخاص بتنفيذ "الاتفاق النهائي" نقطة تثير اشكالية كبيرة،وبعيدا عن تفاصيل المحضر وما يشير له من مسائل أخرى هامة وحساسة، فإن ردفعل حركة "فتح" السريع لا يشكل دحضا كاملا لحقيقة المحضر، خاصة وأنها لم تتطرق لجوهر المحضر بكل أركانه التي تطرق لها، الى جانب أن الرئاسة الفلسطينية التي لا تصمت على أي مسألة تتعلق بالرئيس فإنها التزمت الصمت المطبق على محضر "حماس"، ولم نسمع أو نقرأ بيانا يكذب أوينفي أو يوضح حقيقة ذلك،

حتى د.عريقات الذي خاض حروبا كثيرة للرد على محاضر الجزيرة الخاصة بالأوراق التفاوضية، فإنه تجاهل كليا محضر كيري – عباس..

الرئاسة وكبير مفاوضيها اختارا طريق التجاهل الكلي، كما أن الخارجية الأمريكية التي لا تترك شاردة أو واردة تمسها لا ترد عليها، وسكوتها عن الرد على ما نسب لكيري هو موقف يثير جملة من التساؤلات السياسية حول صدق ما جاء به أو صواب غالبيته.. 

ستبقى الوثيقة المحضر تحتوي الحقيقة السياسية الخطيرة جدا علىمستقبل القضية الفلسطينية، ما لم تعلن الرئاسة الفلسطينية وحركة فتحموقفا واضحا وقاطعا من كل مفاصل المحضر وليس بندا واحدا لا يشكلالرد عليه دليل نفي لصحة الوثيقة..

فتح والرئاسة الفلسطينية تحت "المقصلة السياسية" الى حين التوضيح والردالشامل، ودونها ستصبح عمليا في موقع الاتهام والمساءلة.. وصمتها سيجبر القوى الوطنية كافة التصدي والمواجهة لما ورد في المحضر المشؤوم..!

ملاحظة: استنفار مؤسسات حماس لنصرة الجماعة الاخوانية في مصر وانحيازها السياسي والاعلامي سيضعها نهائيا في طرف متصادم مع الدولة المصرية وشعبها..حماس تورطت فهل بها من ينقذها!

تنويه خاص: قيادة أمريكا لمحور "نصرة الجماعة الاخوانية" التركي القطري مؤشرلا يحتاج لاثبات أن الضربة المصرية فاقت كل توقعات المحور الاستعماري..عظيمة يامصر..حماك الله بشعبك وجيشك