دام برس:
مئات التفجيرات والهجمات وعمليات الاغتيال والقتل لا زالت تقع بشكل شبه يومي، تدور رحاها على ارض العراق وسوريا وتونس ومصر ولبنان، لم يسلم منها لا طفل ولا امرأة ولا شاب ولا كبار السن، لا مثقف ولا سياسي ولا عالم ولا حتى رجل دين سواء اكان مسلما او مسيحيا، وعمليات تخوين وفتاوى تكفير طالت كافة الاحزاب السياسية وحتى الدينية، بسبب اتخاذ هؤلاء شعارا لهم وهو عبارة عن كلمة واحدة لا اكثر ولا اقل تمثل وجهة نظرهم في دفاعهم المشروع عن بلدانهم ورفضهم للمؤامرات التي تحاك ضدها وهي كلمة ((لا)).
ولكن هذه الكلمة ورغم صغرها الا انها تعتبر من اقوى الكلمات ذلك لأن هذه الكلمة تتحول في بعض المواقف والامور الصعبة كالتي نعيشها في ايامنا هذه سلاحا قادرا على اصابة العدو بمقتل، واذا ما ترددنا في نطقها وقولها فإن عدونا سيغتنم هذه الفرصة للإنقضاض علينا والقائنا في غياهب الجحيم، لنتحول بعدها الى لقمة سائغة للذئاب تنهش في اجسادنا.
و((لا)) هي ايضا الوحش المفترس الذي أقض مضاجع اصحاب الفكر الارهابي الظلامي الأداة القاتلة في يد الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني الغاصب واعوانهم، فهؤلاء الذين يستقوون بالدعم الامريكي والتركي والقطري واليهودي ما أن يتبادر الى مسامعهم ان الشرفاء قالوا (لا) لامريكا، و(لا) لديمقراطيتها الزائفة و(لا) لتقسيم اوطاننا، و(لا) والف (لا) لإثارة الفتنة الطائفية، حتى تثور ثائرتهم وكأنهم ثيران هائجة فيزيدون من وتيرة عملياتهم الارهابية والاجرامية بحق الابرياء والشرفاء من هذا الوطن العربي الكبير والذي سيبقى كبيرا رغم ارهابهم.
هؤلاء الذين اعتقدنا في يوم من الايام انهم اناس أتقياء اولياء صالحين يخافون الله، رغم عملياتهم وهجماتهم الارهابية واستهدافهم للتجمعات المدنية في الاسواق والميادين ودور العبادة والمدارس والجامعات والاحياء السكنية، ورغم جرائمهم المتشابهة الى حد كبير مع جرائم الاحتلال الصهيوني الغاصب لارض فلسطين، والذين لم يراعوا لا حرمة شهر رمضان ولا عيد، الا أنهم لم ولن يستطيعوا او ينجحوا في ارهابنا، وسنمضي في المسيرة التي يجب على الجميع ان يمضوا بها وهي بناء مجتمع عربي موحد يتشارك فيه كافة اطياف وفئات الشعب العربي، مجتمع رافض للظلم والذل والخنوع، مجتمع متماسك متحاب متآخي، مجتمع مقاوم يعيد الحق والحرية والكرامة التي تحاول امريكا والكيان الصهيوني سلبها.
ومن هنا نبعث اليكم رسالة واضحة وصريحة كلمة (لا) لم ولن نزيلها من قاموسنا، وسياستكم الزائفة القائمة على تشويه القيم واظهارها للشعوب على انها نابعة من الدين الاسلامي في محاولة منكم لذر الرماد في عيون اتباعكم من البسطاء الذين يجهلون بعض الاحكام الشرعية والدينية اخفاء لأطماعكم ومصالحكم الشخصية والسياسية التي وضعتها لكم امريكا راعيتكم وحاضنتكم لن تنجح، فكما ديمقراطية امريكا زائفة فانتم ايضا زائفون.
ونذكركم ببعض اقوال للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الاول: الايمان بالله والاديان السماوية لا ينبغي ان يكون مجرد قشرة خارجية او مظهرية لأن الدين فوق انه عقيدة فهو سلوك في الحياة ومبادىء للأخلاق والعلاقات مع الناس.
والقول الثاني: إذا وجدتم أمريكا راضية عني فاعلموا أني أسير في الطريق الخطأ.
وبدورنا كشعوب سنردد بأعلى صوتنا لا والف لا لكم ولامريكا.