دام برس:

اليوم عيد الفطر عند المسلمين ، فكل عام وشعوبنا العربية بألف خير . عبارة بلهاء صمّاء نرددها دونما تفكير بمدى إمكانية أن تتحوّل هذه ( الأمنية ) الى ( واقع معاش ) ...
ومع يقيني الراسخ بأن شعوبنا العربية تتعرض لأقذر مؤامرة عليها منذ فجر التاريخ ، إلا أنني ( كما غيري ) نلوذ بالأمنيات الجميلة والمتفائلة في محاولة بائسة للقفز فوق الواقع المرير لشعوبنا العربية وأوطاننا ...
وأتساءل ... كيف ومن أين يأتي الخير لشعوبنا ونحن نرى بعض من هو محسوب على هذه الشعوب يقامر بمستقبلها ومستقبل أجيالها القادمة ومقدراتها لمصلحة أعداءها في التحالف الصهيوإمبريالي ...
كيف ستكون شعوبنا بخير في الوقت الذي نرى فيه سلطة أوسلو تسابق الريح وراء وهم المفاوضات العقيمة مع الصهاينة بعد أن تنازلت عن كل شيء ولم يبق ما يمكن أن تتفاوض عليه ...
ومن أين يأتي الخير وحركة حماس تجثم على صدر شعبنا العربي الفلسطيني في قطاع غزة لتحكمه بالحديد والنار وبالأسلوب الظلاميّ نفسه الذي حكمت به حركة طالبان الشعب الأفغاني ...
ولو انتقلنا الى ما يجري على أرض الجمهورية العربية السورية ... ما هو نوع الخير الذي نتمناه لسورية العربية وشعبها ( ونحن نرى كل هذا التآمر الكوني عليها وعلى دورها في خندق الممانعة والمقاومة ) ، سوى أن تلحق الهزيمة المرّة بكل أطراف المؤامرة وأن يسحق الجيش العربي السوري الباسل كل الحماعات والعصابات المسلحة ...
أيّ خير نتمناه والعراق الشقيق يتعرض يوميا لهذا الكم الهائل من التفجيرات والسيارات المفخخة لتزهق آلاف الأرواح في أبشع عمليات التدمير التي تقترفها الجماعات المسلحة تحت شتى العناوين والحجج ...
أيّ خير تنتظره شعوبنا العربية ونحن نرى حكام الخليج بيادق وأدوات رخيصة بيد أعداءنا ... يموّلون عصابات الإجرام والتقتيل في مختلف أقطارنا العربية خدمة لأسيادهم وراء البحار ...
ومع ذلك ... ومع اعترافنا بصعوبة تحقيق هذه الأمنية الغالية ... دعونا نتفاءل ونقول لكل إخوتنا العرب ... كل عام وأنتم بخير ...