Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 12:43:53
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل هناك إلى سبيل من لقاء ما بين القوى الفاعلة على الأرض في الشرق العربي ؟ بقلم: الدكتور عاصم قبطان

دام برس:

القوى الفاعلة على أرض الوطن العربي والتي من المفروض أن تكون مخلصة في ولائها لقضايا الأمة وثابتة في عدائها للصهيونية وعدائها لأمريكا والقوى الدولية التي تتآمر عليها. هذه القوى يجب أن تعيد قراءة المعطيات التي بينتها المرحلة وأن تغير بوصلتها وتكونَ مستعدة للتضحية من أجل أهداف الأمة بكافة مكوناتها والتي تجمعها جغرافيا واحدة تمتد من المحيط الأطلسي غرباً إلى الخليج العربي أو"الخليج الإسلامي" شرقاً ومن جبال طوروس شمالاً إلى المحيط الهندي جنوباً، والتي يجمعها تاريخ مشرق واحد ومقومات أخرى عديدة كل هذه المقومات تصب في خانة ضرورة قيامة دولة قوية في هذه المنطقة من العالم.

لاشك أن تقسيم العالم العربي والإسلامي بالصورة التي رسمتها اتفاقية "سايكس - بيكو" في المشرق العربي وباقي الاتفاقيات والأحلاف الأخرى على امتداد المنطقة العربية والإسلامية، كان الهدف من ورائها منع قيام أية بنى دولية مترابطة تحمل في طياتها خطورة حقيقية على القوى العظمى التي تحكم العالم منذ المئات من السنين وحتى يومنا هذا، لقد كانت سوريا الطبيعية أو ما سمي ببلاد الشام مسرحاً دائماً لتبادل السيطرة عليها ما بين الفرس والروم وهذا التاريخ يكرر نفسه باستمرار. لقد كانت تلك القوى التاريخية تجدُ دائماً في بعض مكونات المجتمع البشرية المحلية في هذه المنطقة متكأً تنفذ من خلالها مشاريعها الاستعمارية.

الآن نحن نعيش في دوامة كبيرة من حيث تعدد النوايا واختلاف الأهداف ومن الغريب أن نرى أن الدول العظمى سواءُ في أمريكا أوفي روسيا التي لا تملك أية روابط تجمع ما بين مكوناتها البشرية تفرض هيمنتها على العالم، وهذا ما يؤكد أن بناء الدولة القوية يعتمد أولاً على الامتداد الجغرافي الواسع والطاقات البشرية ومخزونات الطاقة بأنواعها. ومنطقتنا تملك كل المقومات التي تؤهلها لتكون تلك الدولة القوية الفاعلة التي لو تحققت لتحول البحر الأبيض المتوسط إلى بحرٍ عربي في سواحله الجنوبيةِ والشرقية.

إن المرحلة الحاضرة هي مرحلة تشكل قوى جديدة إضافة للقوى الحاضرة، وبنظرة سريعة نستطيع أن ندرك أن الامتداد الجغرافيه و المنطق الجديد الذي يحدد قوة الدول. ومن هنا تلوح في الأفق إمكانيات ظهور دول فاعلة جديدة على سطح هذا الكوكب كالهند والبرازيل وجنوب إفريقيا والاتحاد الأوربي، إضافةً للقوى السابقة المتمثلة في الصين وروسيا وأمريكا ومن حقوق إيران وتركيا سعيهم الدخول نادي القوى الدولية الكبيرة، وبالتالي فإن وجهة النظر الإيرانية أو التركية تبرر لهما التدخل في شؤون المنطقة العربية من خلال إيجاد الجسور والمتكآت بمسمياتٍ مختلفة تنتهي جميعها عند إعادة قيام الدولة الفارسية والدولة العثمانية.

بقي أن تفهم القوى القومية والقوى الإسلامية من جهة أخرى أنعليها التلاقي وصولاً لبناء الدولة الفاعلة والقوية في هذه المنطقة من العالم. إن ما يجري اليوم في مصر وفي سوريا وفي العراق هو مأساةٌ بكل المعايير، حيث تتواجه القوى العلمانية والقومية من جهة مع القوى الإسلامية من جهة أخرى، متجاهلة أن معركتها الحقيقية هيمع القوى التي تتآمر على شعوب المنطقة لتمنعها من التقدم والبناء.

ومما لاشك فيه أن هناك وعلى هوامش هذه القوى الرئيسية تجمعات طفيلية تذكي نار الفرقة وتمنع لم الشمل، هذا من جهة ومن جهة أخرى وللأسف فإننا نرى أن على الأنظمة العربية إعادة قراءة خارطة الطريق وتصحيح مساراتها والمصالحة مع شعوبها، لقد أصبح من الضروري أن تدرك تلك الأنظمة أن التفرقة والتشرذم لن تؤدي إلا إلى الانضواء تحت سيطرة القوى التي العظمى والعمالة لها. وأن الاتكاءعلى القوى الخارجية لتثبيت أوضاعها الداخلية لن يزيد التوازن القلق الذي تعيشه إلا قلقاً وضياعاً. وما لم تصل القوى الفاعلة والأنظمة الحاكمة إلى الإدراك بأن مصلحتها هي في وحدة الهدف والمصير فستبقى الدماء تجري والأرواح تزهق، وسنصل فعلاً إلى صوملة العالم العربي بأسره كما حذر من ذلك الأخضر الإبراهيمي

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz