دام برس :
منذ أيام قليلة قام البندر بن سلطان صبي أمريكا المدلل ويدُها اليمنى في الشرق الأوسط بالذهاب إلى الإمبراطورية الروسية والتقى القيصر الروسي هناك. زيارة أثارت الكثير والكثير من التساؤلات حول ماهية الزيارة وماذا حملت ومالذي أتى به بندر إلى المنطقة بعدها. طبعا كل التكهنات والتوقعات تبقى كلاماً على ورق ولا أحد يعرف مدى صحة هذه التكهنات. ولكن الأمر الواضح والغير قابل للنقاش هو بأن تبدلاً كبيراً حدث خاصة بأن هذه الزيارة ولشخصية كبيرة في السعودية كبندر رئيس المخابرات السعودية ورئيس مجلس الأمن القومي. زيارة بعد سنتين ونصف السنة من حرب كونية كبيرة تُشن على سورية بدعم أمريكي غربي صهيوني وخزينة خليجية مفتوحة. لا أحد ينكر بأن بداية الحرب كان الجيش العربي السوري في حالة دفاع. طبعاً هذا ليس بالأمر الخاطئ فجيش كالجيش السوري الذي بنيت سياسته القتالية منذ التأسيس على طريقة قتالية معينة ضد عدو واضح المعالم. وإن صح التعبير جيش مهيأ للحرب التقليدية النظامية. ولكن أن يتعرض هذا الجيش لحرب مفتوحة بهذا الشكل وتتحول جبهة المعركة من طول 60 كلم تقريباً إلى جبهة تمتد على مساحة 181000 كلم2 فهنا كان التحدي الكبير. الجيش استوعب الهجوم الأول بشكل ناجح على الرغم من وجود خسائر وسط الجنود البواسل الذين أثبتوا شجاعة منقطعة النظير. أعاد الجيش التنظيم وانتقل للهجوم. توالت الانتصارات وتتالت وبشكل متسارع وليس على جبهات سهلة وخفيفة وإنما على جبهات صعبة وخطيرة تم التركيز عليها من البداية من قبل مخابرات العالم على أن تكون الركيزة ونقاط التجمع الأساسية للمسلحين. خسر المسلحون المعقل تلو الآخر. وتكبدوا القتلى بالمئات بل أحياناً بالآلاف. كل هذه الهزائم دفعت بزعماء قاموا بدعم المسلحين وبث الفتنة تلو الأخرى عبر أبواقهم الإعلامية وفي النهاية لا مسلحوهم نجحوا ولا أبواقهم نفعتهم في حمايتهم ومنع كراسيهم من لفظهم. فقامت الدنيا فوق رأس أردوغان ورحل الحَمَدان والمرسي الذي أبى كُرسيه أن يتحمله أكثر من عام. طبعاً كل هذا الذي حصل استغلته السعودية أفضل استغلال. فالسعودية التي قبلت على مضض بأن تكون خلف اللاعب القطري وتكون في المركز الثاني خليجياً لن تسكت على هذا الأمر طويلاً. فالخلاف السعودي القطري ليس وليد اللحظة بل لهم من الخلافات ذاك التاريخ الطويل والحافل. طبعاً وبعد كل هذا الذي حصل من المؤكد بأن كل شخص سيُحاول أن يجد لنفسه مخرجاً مما وضع نفسه به ليخرج بما تبقى له من ماء الوجه ويجد لنفسه مركزاً في المرحلة المقبلة القادمة على المنطقة. وبناءً على هذا الكلام ذكرت صحيفة  "وورلد تريبيون" الأمريكية ، بأنه بعد ما يقرب من سنتين ونصف سنة من الأزمة السورية، لجأت السعودية إلى روسيا لإنهاء الحرب في سوريا.
وقال التقرير: إن المملكة العربية السعودية أرسلت رئيس مخابراتها لمقابلة القيادة الروسية في ما يمكن أن يكون أول محادثات مباشرة بشأن إنهاء الحرب في سوريا.

وكشف مسؤولون، كما أورد التقرير، أن بندر بن سلطان التقى الرئيس الروسي بوتين لمناقشة شروط وقف إطلاق النار ومصير المسلحين والمعارضة السياسية.

وصرح المتحدث باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف" أنه تم مناقشة عدد كبير من القضايا فيما يتعلق بالعلاقات السعودية وروسيا، فضلا عن الوضع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط".

وأضاف "يسكوف" أن مؤتمر القمة السعودية الروسية عُقد في موسكو يوم 31 تموز ، ولم يكشف المتحدث عن التفاصيل. بينما  أفاد مسؤولون روس، كما نقل عنهم التقرير، أن الرياض تسعى لوضع حد للحرب في سوريا تزامنا مع هجوم القوات السورية  على معاقل المسلحين  وقالوا إن السعودية، التي يُنظر إليها على أنها الراعي الرئيس للمعارضة السورية المسلحة ، خلُصت إلى أن المقاتلين لا يمكنهم التغلب على جيش النظام ، المدعوم من إيران وروسيا. وأضاف أحد المسؤولين الروس: "يبدو أن المبادرة كانت من (الأمير) بندر، المسؤول عن المساعدات السعودية للمتمردين السوريين.. وكان هذا بتنسيق مع الولايات المتحدة".

وبناءً على هذا هل من الممكن أن يكون هناك صفقة مقايضة ما بين روسيا والرياض يكون بمقتضاها أن تدعم روسيا ما حصل في مصر بشكل كبير وتُبت أقدام السعودية هناك. طبعا السعودية التي أثنت على ما قام به الجيش المصري في مصر نظراً للخلاف الكبير ما بين السعودية من طرف ومرسي المدعوم قطرياً من طرف آخر. فما حصل في مصر يُعيد السعودية إلى الواجهة ويسحب الورقة المصرية من يد دولة قطر التي طغت خلال هذه الفترة على الدور السعودي وهذا ما تحدث عنه  بعض المراقبين عن ظهور ملامح صفقة جديدة: تصفية ما تبقى من ثورة يناير في مصر مقابل فرض شروط الهزيمة على المسلحين في سوريا، أو بتعبير آخر تمكين" الانقلاب" العسكري وتثبيت أركانه مقابل التخلي عن المسلحين في سورية. السعودية ممثلا عن انقلاب العسكر في مصر وروسيا ممثلا عن الدولة السورية .