دام برس:
ان الاسلام هذا الدين الذي حمل رسالته محمد صلى الله عليه وسلم، الذي هو دين الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، دين الهداية للبشرية دين الحق، هذا الدين الذي يشمل جميع النواحي الانسانية الحنيف الطاهر، الذي حارب منذ ولادته الظلم والقهر والعبودية والارهاب والقتل وارسى قواعد الحب والاحترام والنزاهة، ووضع الأسس في التعامل مع الآخر وقبوله، هذا الدين الذي منح للمرء العزة والكرامة هذا الدين الذي اعزنا الله به، الذي لم يترك صغيرة ولا كبيرة الا واحصاها، هذا الدين الذي جاء ليحقق الهداية للجميع، هو نفسه اليوم الدين الذي يتعرض لحملة تشويه وحرب فكرية شرسة تضليلية وتحريف وتأويل على ايدي من ارتضوا لانفسهم ان يشتروا بآيات الله ثمنا قليلا ممن يطلقون على انفسهم علماء، الذين استطاعوا بمواعظهم وخطبهم الضالة تضليل العديد من المسلمين مستغلين جهل العديد من افراد مجتمعاتنا بالاحكام الشرعية والفقهية، فيصدرون الفتاوى التي هي بعيدة كل البعد عن الاسلام.
ولم يكتف هؤلاء بالخطب والمواعظ الضالة من اجل استمرارهم في تشويه الاسلام ورسالته السامية التي جاء بها بل صورت لهم عقولهم الخبيثة ان يتجهوا للرؤى والاحلام والتخيلات والانحراف الفكري في تنفيذ مخططاتهم التي تتوافق مع المؤامرة الصهيوامريكية على المنطقة فمثلا:-
1- يقول الشيخ محمد حسان ان المعزول محمد مرسي لا يجوز اسقاطه لانه رئيس له شرعية قرآنية وشرعية نبوية ومن ثم شرعية شعبية.
2- احد وعاظ الاخوان المسلمين احمد عبد الهادي قال في اعتصام ميدان رابعة ان بعض الصالحين في المدينة المنورة ابلغوه برؤيا وهي ان جبريل عليه السلام دخل في مسجد رابعة العدوية ليثبت المصلين، اضافة الى انه رأى مجلسا فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ومحمد مرسي والحضور فحان وقت الصلاة فقدم الناس الرسول ليصلي فيهم ولكن الرسول قدم محمد مرسي، بالله عليكم اليس هذا الضلال بعينه.
3- نفس هذا الشخص المذكور سابقا يقول ان احد الصالحين رأى انه شاهد صحراء بها خمسين جملا وبها شباب واطفال صغار يلعبون في الرمل ولكن مع مرور الوقت جاع الشباب والابل واشتد بهم العطش ومع اشتداد الاستغاثة بالله انفلقت الارض اي قسمت فخرجت ساقية ارتفاعها 10 ادوار "طوابق" تقلب الارض فشربت الابل وشرب الناس والاطفال وبعدها سمع الناس صوتا يقول "ارعوا إبل الرئيس محمد مرسي"، يبدو ان هذا الصالح الذي رأى الرؤية كان مخدرا.
4- احد اعضاء ودعاة جماعة الاخوان المدعو مسعد أنور شبه المعزول محمد مرسي بالنبي يوسف عليه السلام، من جهة أنهما حكما بعد سنوات من المعاناة والسجن، رغم الفرق الكبير بين الثرى والثريا.
5- المدعو عبد العزيز سويلم وهو احد علماء الاخوان يقول ان احد الصالحين رأى ثماني حمامات خضراء على كتف محمد مرسي الايمن فأولها وفسرها بأن مرسي سيكمل مدة 8 سنوات في الحكم.
6- المقاتلين التكفيريين من جبهة النصرة يؤكدون ان الملائكة تقاتل معهم ضد قوات الجيش السوري، والشيخ العريفي يغني على نفس الموال ويؤكد في احدى خطبه ان الملائكة بالفعل تقاتل مع ما اسماهم ""الثوار"" على شكل رجال بيض على خيول بيضاء.
ولا يمكننا هنا ان نتجاهل الفتاوى التي تطلق هنا وهناك من قبل افواه الارانب الذين ما زالوا مصرين على انهم علماء كفتوى الجهاد في سوريا والجهاد ضد الجيش المصري وجهاد المناكحة والاعظم فتاوى التكفير التي لم تبق احدا مسلما.
هذخ الامور هي التي جعلت الاسلام اليوم يوجه رسالة للعلماء المشهود لهم بالورع والتقوى والامانة والذين اتخذوا موقف الحياد حول القضايا المصيرية للأمة العربية والاسلامية ، مفادها ان اخرجوا عن صمتكم المريب، ولا تتركوا الساحة خالية لأدعياء العلم يصولوا ويجولوا كيفما ارادوا، فكتمان العلم او عدم اتخاذ موقف مما يدور ويجري من احداث في عالمنا الاسلامي محرم شرعا، فواجب العلماء الذين هم ورثة الانبياء والذين قال الله تعالى عنهم "انما يخشى الله من عباده العلماء" تبصير الناس وارشادهم الى طريق الصواب، ولا تنسوا ان الدين النصيحة كما قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
الاسلام اليوم يستصرخ ضمائر الشعوب قبل العلماء ان انقذوا دين الله عز وجل من اصحاب الفكر المنحرف التكفيري ، هؤلاء الذين يذكروننا بالخوارج وجرائمهم التي كانوا يرتكبونها باسم الدين والدين منها براء كالتكفير والقتل والارهاب والاعتداء على حرمات المسلمين والتاريخ مليء بقصص هؤلاء، اما اتباعهم اليوم اذا ما اعتقدوا بأن فكر الخوارج سيعود وسينتصر فنقول لهم انتم واهمون لأن الفكر التكفيري عبر التاريخ الاسلامي لم يحقق مراده ولن ينجح لا بالامس ولا اليوم، ومخططاتكم من تقسيم وتفتيت للامة ستفشل وانتم الى زوال باذن الله تعالى.