دام برس:
استجداء الرحمة من رب العالمين لمن انعدمت الرحمة في قلوبهم,من التجار والوسطاء والمستوردين وحتى باعة المفرق ,حيث الأسعار التي أرقت المواطنين وبدأت تشكل المرارة اليومية,ولا يزال هؤلاء يتذرعون برفع الأسعار بصورة لا تتطابق مع الواقع بل تعكس جشعهم وطمعهم وخصوصاً للسلع التي تدخل في حياة المواطنين اليومية,والغريب أن الغلاء اجتاح كل السلع والخدمات دون استثناء على أساس كذبة (الدولار) وحتى المنتجة محلياً ,إضافة إلى احتكار المواد والتلاعب بالبيانات الجمركية والفواتير لدرجة ارتفاع السعر أكثر من مرة في اليوم الواحد,هذه حقيقة الواقع اليومي للمواطنين السوريين البسطاء والفقراء والمعدومين والباحثين عن العمل ومن لاعمل لهم والموظفين وغيرهم وأنا منهم.
نحن معظم الشعب السوري وقلة قليلة يستغلوننا دون رحمة أو خوف حتى من رب العالمين.
إذاً الغلاء وجنون الأسعار الشغل الشاغل للمواطنين ,فاذا جلست في الباص تسمع همس الآخر عن الأسعار- تزور عائلة ذات الحديث-تمشي في الشارع ترى كم أصبح لدينا متسولين فتتحسر على حال السوريين.
تمشي على الرصيف الذي ضاق من البسطات وتسمع أصوات الباعة تستجدي المارة الذين لا حول لهم ولا قوة.
تنظر إلى الحدائق تراها حزينة من شدة العبث فيها.
تذهب إلى كراج الانطلاق فترى طابور من المواطنين بانتظار سرفيس أو عابر سبيل يقلهم إلى بلداتهم غير آبهين بالحرارة لان عيونهم تترقب المارة.
تذهب إلى الأفران فترى الابتزاز من الباعة الجوالين,تذهب إلى البقالة فترى أسعاراً تحمل دهاءً وهم يسمونها شطارة.
هذا هو حالنا ولنذهب معاً إلى تجار الشطارة لنرى أحوالهم ونسمع شكواهم :
أولاً: كذبة الدولار –ثانياً: أجور النقل- ثالثاً:صعوبة النقل-رابعاً:المحروقات –خامساً:تحميل الحكومة المعوقات.
وعلينا نحن أن نتقدم من هؤلاء الشطار بالامتنان لأنهم لم يحرموننا من نعم الحياة كونهم المضحين ونحن المستفيدين,فنحن من عفت نفوسنا من الأسماك واللحوم والدجاج والبيض والمعلبات وغيرها الكثير التي أصبحت من المحرمات .
وبدورنا نلوم الحكومة لأنها لم تضع حد لجشع الشطار لأننا نرى كذبة الدولار, وفي النقل هو اليوم أكثر أماناً,والمحروقات لا تشكل حتى الضعف ,لكن السعار تحلق صعوداً حتى تجاوزت الدولار والمحروقات بأضعاف ,وهذا يعكس جشع واستغلال غير مبرر مهما تقدم الآخر بالمبررات.
وفي البحث لدى جهينة الجواب:
أن ندع الحكومة التي نقدر عالياً جهودها لواجباتها الجسام بدلاً من إشغالها في مشاكل الحياة اليومية للمواطنين من رغيف الخبز مروراً بالمواد الأساسية وصولاً إلى ماعفت عنه نفوسنا.... وهذا يتطلب موقف وطني حقيقي يسهم في دحر المؤامرة بطرح المواد والسلع بأسعارها الحقيقية من قبل التجار ودور الموزعين في متابعة الأسواق وحرمان المتلاعبين .
وذات الموقف يستدعي اجتماعاً مشتركاً وعلنياً لغرف التجارة والصناعة والزراعة مع المعنيين من الحكومة للوقوف على حقيقة الأمور ومعالجتها بالإعلان عن الأسعار لكافة السلع والمواد دون استثناء والإعلان عن عرضها على شاشتنا الوطنية بشكل أسبوعي على الأقل مع التأكيد على دور الرقابة الشعبية في محاسبة المتلاعبين.
نحن شعب سورية نواجه اليوم أعتى المؤامرات,ولا بديل لنا عن النصر,والنصر الحقيقي بتضافر الجهود الوطنية المخلصة,ونتمنى ممن عمى الجشع والطمع بصيرتهم حفظ كرامة المواطنين لا أن يكونوا طرفاً في بؤسه وشقاءه.فالنصر معاً يداً بيد مع قائد استثنائي ديمقراطي عصري متطور يقودنا إلى بر الأمان ,انه سيد الوطن بشار الأسد وبذلك نكون الاستثناء الذي أذهل العالم .
هذا هو شعب سورية العظيم.
هيثم أحمد
