دام برس:
من يعتقد بأن ما جرى ويجري على الأرض السورية منعزل تماماً عن ما جرى وما يجري على الأرض المصرية فهو واهم، ومن يعتقد بأن المؤامرة تطال سورية فقط فهو مغفل لا يفقه من السياسة شيئاً، ومن يعتقد بأن المشروع الصهيو أمريكي يبدأ وينتهي في سورية فهو غبي، مشروع الشرق الأوسط الجديد بدأ منذ احتلال العراق ثم اغتيال الحريري وصولاً إلى تونس و مصر و ليبيا واليمن وكان يتراوح هذا الاستعماري بين مدّ وجزر بكل المقاييس السياسية والميدانية والاقتصادية والاجتماعية، والقيادات الرئاسية الإخوانية التي استلمت زمام الحكم في عدد من البلدان تثبت ذلك، لكن سقوطه المشين عند البوابة السورية بتضحيات أبنائها المدنيين والعسكريين وإنجازات الجيش العربي السوري بالقضاء على جيوشهم المرتزقة من أصقاع العالم حتى آخر إرهابي، ارتدت أصداؤها لتُفتح أبواب جهنم على أمريكا وحلفائها، بدءاً من سقوط أمير قطر حمد آل ثاني إلى ترنح أردوغان إلى تخبط الإئتلاف المعارض السوري إلى نجاح القيادات الشبابية المصرية (حركة تمرد) في 30 يونيو بحشد جموعها الغفيرة من مختلف أصقاع مصر بالنزول إلى الشوارع بغية إسقاط جماعة الإخوان المسلمين الممثلة بشخص محمد مرسي رئيس مصر. نعم لقد نجحت نجاحاً كبيراً، نجاحهم من حيث إدارة وتنظيم الحشود في ساحات جميع ميادين مصر إلى نجاحهم في إسقاط الإخوان المسلمين في ظرف قرابة الأسبوع، كل هذه الأحداث أدت إلى استنفار الولايات المتحدة الأمريكية والصهاينة سياسياً واقتصادياً لإفشال حركة التمرد الشبابية المصرية... لكن كيف ؟
قبل أن نقول كيف هناك بعض التساؤلات من قبل الشارع العربي قبل المصري:
هل حركة السيسي وزير الدفاع المصري باستلام زمام الأمور مباشرة هي حركة وطنية بامتياز ؟
هل اختيار عدلي منصور لتولي رئاسة الجمهورية لفترة مؤقتة ريثما تجري الانتخابات الرئاسية بدافع الحياد أم ماذا ؟
هل اختيار الببلاوي رجل مبارك لتولي رئاسة الحكومة بمحض الصدفة ؟
هل تشكيل الحكومة المصرية الجديدة عكست رغبة الشعب المصري في الخلاص من ذيول أمريكا وعملائها ؟
من يتابع المشهد المصري اليوم بدءاً من سقوط مرسي إلى تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الببلاوي خلال أيامٍ معدودة يقف مذهولاً أمام السرعة الفائقة التي حُسمت بها الأمور في مصر خاصة بقيادة وزير الدفاع المصري السيسي الذي يشرف على التشكيلات الجديدة عقب سقوط جماعة الإخوان المسلمين وكأن الأمور في مصر طبيعية فوق العادة، لا الإخوان لهم علاقة في إشعال الساحة المصرية ولا ما يجري في ميادين مصر من صراع شديد قسّم الشعب المصري إلى جبهتين وقد يكون أكثر !!!!!!
هل جولة بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكية إلى مصر لها علاقة بتشكيل الحكومة المصرية الجديدة ؟
هل جرت اتفاقية من تحت الطاولة ما بين مساعد وزير خارجية أمريكا وجبهة الإنقاذ في مصر ؟
هل تقديم المساعدات المالية لمصر من دول الخليج السعودية والإمارات والكويت ساهم في الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة ؟
الكل يعرف بأن فشل أمريكا في الأزمة السورية خاصة إسقاط النظام وصمود الثالوث السوري (الشعب والجيش والقائد) هو الذي خلق الصدع في المنطقة فتزلزلت عروش الإخوان المسلمين من حولنا...
وبالتالي فالولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى لملمة ما تبقى لها من أوراق لكي لا تفلت المنطقة من يدها... وكي لا تتساقط باقي أحجار الدومينو الإخواني في تونس وليبيا واليمن وتركيا.
في النهاية مصر إلى أين ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
المنار المقدسية