دام برس:

يا شعب سورية العظيم أعلم أنكم أدركتم حجم المؤامرة الكونية التي تستهدف وطننا أرضاً وشعباً,على الرغم من اتخاذ حزمة من الإجراءات الجادة لتحقيق الإصلاح الشامل, لكن المتآمرون لا يزالون على مواقفهم الهادفة لتحقيق سياساتهم في سورية بشكل خاص والأمة العربية بشكل عام,وبعد مرور أكثر من عامين لم نلمس أي موقف صادق يسهم في إنهاء هذه المهزلة علماً بأننا في سورية قدمنا حزمة من الإصلاحات لم تشهد مثيلها أي دولة في العالم وخصوصاً تعديل الدستور الذي يرقى في مواده عن دساتير الدول الأكثر تقدماً وهو نموذجاً مهماً يحتذى به,وكذلك صدور قانون الأحزاب والإدارة المحلية وإلغاء قانون الطوارئ وغيره الكثير من الإجراءات التي تسهم فعلاً في إعادة البناء لوطن ديمقراطي عصري متطور.
لكن الحرب مستمرة علينا .إذاً ليس الإصلاح هو المطلوب وكذلك القضاء على الفساد والديمقراطية والحرية .المطلوب تدمير سورية, وهذه حقيقة من تآمروا ودبروا ورسموا وخططوا هادفين من خلالها امن إسرائيل واستقرارها ,وتعد الطريقة المستخدمة في حربهم علينا أكثر الطرائق مكراً إذ يستخدم فيها مروج الدعاية كل فنون الخدع لكسب الدعم له ولمجموعته وأمته وعرقه ومعتقده وسياسته وإيمانه ومثله وقيمه,فهو يكدس كل الأوراق والحيل ضد الحقيقة ,أو يرمي طعماً لتضليل  وجعل أولئك الذين يبحثون عن الحقيقة بعيدين عنها وهو بذلك يجعل اللاحقيقي أمراً حقيقياً,والحقيقي أمراً باطلاً ,وبهذه الطريقة يتمكن من إقناعنا بأن الحرب العدوانية القاسية هي حرب أو حملة عسكرية من اجل الحق والعدالة والإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان,وهي بالواقع تدمير لكل هذه القيم ,وهم اليوم لايشجعون على الحوار لا بل يؤججون نار العنف,ومن الملاحظ أن وسائل الإعلام الغربية والعربية التي تدور في فلكها تقوم بشطب وحذف أحداث في غاية الأهمية من سجلاتها من خلال اتباع نظام الدعاية المعقد.
إن هذا التعتيم أو التشويش على الحقيقة هو إثم بسبب التشويه المتعمد الهادف إلى تغطية شيطانية ,وحتى إن منظمات حقوق الإنسان تجد بسهولة مدخلات لها كما في الشرق الأوسط حيث نرى مواضيع مثل الإرهاب الأصولية الإسلامية غياب الديمقراطية الأنظمة الاستبدادية الأقليات العرقية والمحسوبية وقولها الدائم إن التطرف هو نتيجة اللاعدالة.
وكذلك النفاق السياسي الأمريكي في الموافقة على عقد مؤتمر دولي للسلام رغم الجهود الحثيثة من الدول الصديقة لعقد المؤتمر,إذاً لإنهاء الأزمة لابد من إجراءات جادة وحقيقية لتحقيق النصر على هذه المؤامرة وهنا يكمن دور الشعب العربي السوري.
يا شعب سورية العظيم: الحرب مستمرة ,عليكم بالوعي للنفاق السياسي للمتآمرين بتصريحاتهم المتباينة حول وقف تسليح المعارضة أو تأجيل التسليح أو التريث في التسليح لتحديد الجهات التي سيصلها السلاح أو...هم لم ولن يتوقفوا عن توريد المال والسلاح والإرهابيين المرتزقة, فلابد من وقفة شعبية إلى جانب قواتنا المسلحة تشكل رديفاً أساسياً لها وهذا يتطلب وقفة شجاعة واعلم بان الشجاعة من شيم السوريين في حسم المعركة ,إذا لابد من دور فاعل يتجلى في التصدي لتلك المجموعات وبيئتها الحاضنة ,وعلينا التحرر من عامل الخوف والرعب و ان لانقف مكتوفي الأيدي وننتظر اجلنا من خطف أو قنص أو سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة أو أكل قلب أو ذبح وماهم الشاة بعد الذبح.
كانت إسرائيل تشكل عامل خوف ورعب,وبعد حرب تشرين التحريرية والانتصارات المتتالية لقوى المقاومة تحررنا من خوفنا وبدأنا نرى إسرائيل مسخ لاقيمة ولامعنى له وأفعال هؤلاء التكفيريين لن ترهبنا ولن ترعبنا ,ولابد من المواجهة كفانا قتلاً وتدميراً نحن أصحاب القرار في تحقيق النصر.
إذا الشعب يوماً أراد الحياة               فلا بد أن يستجيب القدر
إذا الشعب أراد الانتصار                فلابد من المواجهة
يداً بيد نقهر العدوان ونعلي البنيان وندحر العدوان.
هذه شيم وقيم الشعب العربي السوري العظيم.
هيثم احمد