دام برس:
من منا لم يعاني من ارتدادات المؤامرة بعد سنوات طوال من العيش المشترك ؟؟
هي الفتنة كما النار في  الهشيم,فما جرى من قبل البعض بعد أن كنا شركاء يداً بيد في السراء والضراء نتقاسم لقمة العيش نفرح ونحزن معاً,صحيح أننا نعيش في حي لكنك ترى الحي هو منزل كبير الجميع شركاء فيه, والغصة الكبرى حالة الذعر والخوف التي أدت إلى الرحيل بعد أن كان فرحتنا. في ذلك الحي ولدنا وكبرنا واليوم أصبح لدينا شباباً ,وها أنا أحزم حقائبي للرحيل,فما جرى معي هو حال الكثيرين.
رسالتي في ذات السياق موجهة إلى من كان الأقرب أخاً لم تلده أمي وهذا الأمر هو حالنا وكل من يقرا كلماتي سيشعر بأنها رسالته هي رسالة خجولة لم أتوقع يوماً أن أخطها خجولة في ظل مؤامرة سار في تيارها بعض من كانوا أصدقاء وتماشوا معها وأصبحوا جزءً من نسيجها.
الرسائل عادةً تبدأ بالبسملة والاطمئنان عن الصحة والأسرة لكن رسالتي اليوم مختلفة كلياً في ظل ما رأت عيناي وسمعت أذناي,وهذا حال الكثيرين ممن عاشوا وشربوا ولعبوا وتعلموا معاً وهانحن نراهم في رياح الحقد والكفر والكراهية.
عزيزي القارئ قد تظن بأن رسالتي قد وصلت متأخرة أو ساعي البريد أهملها لكني أقر بأنني من أخر كشفها لكشف الخفايا الكامنة لمن كان....
فمنذ بداية المؤامرة على سوريا لاحظت نشاطاً لم أعهده من قبل لذلك الصديق حتى أنا لم أسلم منه كنت أتابع تسويقه للأحداث كما المحطات الشريكة في سفك الدم السوري من تزوير للوقائع وتسويف للحقائق وتسويقها على أن النظام من ارتكبهاهو لسان حال هؤلاء التكفيريين .
لكن الشيء الغريب أنه علماني ومثقف لم أعهده يوماً مذ عرفته أنه متزمتاً أو يحمل فكراً تكفيرياً حتى أفراد عائلته لاتعترف به وهابي تكفيري,ومعظمهم من تلك الجماعات,وبالمتابعة أدركت سر انحرافه عندما غادر للعمل في السعودية لسنوات عدة ولسان حالي يقول أنه يسعى لحياة أفضل كما الآخرين,ولم أشك يوماً ولو للحظة بأنه تعرض لغسيل دماغ ليصبح في صفوف هؤلاء الكفرة,وكان علي إدراك حقيقته من حجم الأموال التي جمعها خلال سنوات قليلة .تابعت تحركاته ورأيت جديته في انضمامه لصفوف التكفيريين,وعلمت أن تواصله مع هؤلاء هو إجماع على الهدف((إسقاط النظام))نسي أو تناسى هدفهم الرئيسي الكامن في تدمير سورية وتقسيمها وبحكم أنني من ضمن نشاطاته كان يحدثني عن الفساد والمحسوبيات والكثير من الأخطاء لتبرير أفعال ممن يدعون أنهم ثواركما كان يحدثني عن سلميتهم والنظام من يرتكب المجازر بحقهم.ها أنا أراه اليوم رفيق دربهم في الوقت الذي كنت أراه يخشى السلام عليهم.
إلى من كان .. صدمت كثيراً عندما رأيتك برفقتهم وتركب موجتهم تستقي أخبارهم وتفرح لجرائمهم وتحزن على سحقهم,وبعد مضي أكثر من عامين أراك منعكف قلق متجهم الوجه حماسك وفرحك في انهيار كما أحلام هؤلاء.
يا من كنت...: كنت أعلم بكل تحركاتك والتي أنا من ضمنها لكنني لم أخشاك يوماً ,فأنا كما أنت من حيث المتابعة كنت أخاف عليك من هؤلاء لأنني على يقين بأنك ستكون هدفاً لهم,وستموت كما البعير أما شهادتي فهي شرف لي لأنني مؤمن بسيادة الوطن ووحدة أراضيه ,ومدافع عن كل ذرة من ترابه.
إلى من كان..: صحيح أنك لم تحمل سلاحاً ,لكنك حملت فكراً هداماً أشد وأقسى من أي سلاح ومع كل ما تقدم وحفاظاً على ما كان بيننا وجمعنا و للنعمة التي ربطتنا يداي ممدة لك
عد إلى حضن الوطن لنكون معاً شركاء في بناءه,وأنا على يقين بأنك أدركت نوايا هؤلاء ومخططاتهم والدول الداعمة لهم.
عد ياصديقي ودع أحقادك جانباً وتناسى كل ما كان فنحن بالنتيجة سوريين ,ووحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك مثال يحتذى في العالم كله لنعد كما كنا أخوة ورفاق وأصدقاء فسورية أنت وأنا هي نحن جميعاً هي الأم الحنون والأب الرؤوف سورية مهد الحضارة وعشق الطهارة.