Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 17:53:35
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الشعب السوري أسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد هل الشعب المصري سيسقط مشروع الإخوان المسلمين؟ بقلم: الإعلامية مها جميل الباشا

دام برس:

من استهان بالشعوب العربية عليه أن يراجع حساباته كما عليه أن يلتزم حدوده بعد اليوم،  الشعب السوري قال كلمته في وجه المؤامرة الكونية على مدى العامين والنصف بأنه يرفض أي شكل من أشكال التدخل في شؤونه الداخلية وأنه وحده من يحدد تقرير مصيره ومصير رئيسه قالها مجتمعاً من مدنيين وعسكريين، مدنيين من خلال صمودهم أمام الإخطبوط الأمريكي الصهيوني وصبيانه بضغوطهم الاقتصادية والاجتماعية التي مورست على الشعب السوري كالجوع والحرمان ومحاولة إشعال فتيل فتن طائفية، إلى تجنيد إرهابيين من أصقاع الأرض بحجج واهية تحت راية الإسلام، والإسلام بريء منهم. هذا من جهة ومن جهة أخرى العسكريون بعزيمتهم وإصرارهم على خوض المعركة حتى القضاء على آخر إرهابي على الأرض السورية، والإنجازات التي حققها ساهمت في تغيير المعادلة السياسية لصالح سورية جمعاء. التفاصيل يعرفها العدو قبل الصديق،  نعم الشعب السوري الذي أذهل العالم بصموده ونضاله بالوكالة عن الأمة العربية يدفن مشروع الشرق الأوسط الجديد وما له من منعكسات تهدد هويتنا وتاريخنا وثقافتنا دفنها بمزبلة التاريخ دون أن ترف له جفن، ليعلن للعالم أجمع بأن الثالوث السوري (الشعب والجيش والقائد) هو من أسقط ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي رسمه إخطبوطهم الصهيو أمريكي ونفذته أموال البترو دولار، ليبدأ الشعب السوري برسم ملامح شرق أوسط جديد يحفظ كرامتنا وعزتنا وهويتنا وتاريخنا وثقافتنا  لا وجود للعملاء المتصهينين فيه، من هذه البوابة تخاطرت وتخاطبت الشعوب العربية فيما بينها لتقرأ الملامح  الجديدة التي بدأ برسمها الشعب السوري لتدب الروح بالنخوة العربية من جديد، وينتفض الشعب المصري عن بكرة أبيه في وجه ما يحاك له بأذرع الإخوان المسلمين وأدواتهم التكفيرية  (المتأسلمة).
السؤال الذي يفرض نفسه هل الشعب المصري سيسقط مشروع الإخوان المسلمين وما يحمله من نهج أمريكي صهيوني...؟

عام من حكم المرشد وما صاحبه من أزمات سياسية طاحنة، ومشكلات اقتصادية مدمرة، وانفلات أمني مخيف، وتخبط في الأداء نتيجة غياب الإستراتيجية القومية والوطنية السياسية والاقتصادية وانتهاجه  النهج الاقصائي الفئوي واستئثاره بالسلطة على حساب مصلحة الشعب المصري.
وهذا ما أكدته صحيفة لوموند الفرنسية عن حكم الإخوان بأنه أخفق سياسياً واقتصادياً وديمقراطياً لأنه لم يستطع فرض نفسه على الشعب المصري نتيجة استئثاره بالسلطة.
الإخوان المسلمون تلاعبوا بمصير مصر ودورها القومي من خلال قراراتهم المتناقضة التي عرّضت مصر للانعزال عن العالم الخارجي بقرارها المنفرد عن الأقطاب السياسية المصرية الأخرى كقطع العلاقات مع سورية، مما يهدد أمنها القومي ودورها الدولي والإقليمي ووجودها بالخطر....وبالتالي انسحابها من القارة الآسيوية وهذا ما يخدم الصهاينة، ليس هذا فحسب وإنما تلاعبوا بقوت الشعب مما زاد من سطوة الفقر والبؤس والحرمان. كل هذه الأسباب أدت إلى انتفاضة الشعب المصري في كل ميادين مصر ليشجب ويندد بحكم المرشد الممثل بمرسي الذي لا يدري (أهو في مصر أم في أمريكا وإسرائيل)  حيث خفقان قلبه عند بيريز صديقه الحميم ومواطنته أمريكا.
الشعب المصري بجموعه الغفيرة في 30 حزيران أذهل العالم بإصراره على عزل مرسي وسحب الثقة منه وتحديه أمريكا أمه الحنون وأذرعها من التكفيريين بالبقاء في الشوارع حتى تنحيه عن الحكم.
من سوء حظ الإخوان المسلمين أنهم اختاروا شخصاً غير مؤهل لقيادة بلد بحجم مصر بتاريخها وثقافتها وخبرتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن سوء حظهم أيضاً فشل المشروع الصهيو أمريكي إضافة إلى تحجيم دور أمريكا (الأم الحنون للإخوان)  في العالم بمشاركتها  أدوار لأقطاب أخرى في القرار الدولي والإقليمي مثل روسيا والصين الفاعلين في هيئة الأمم المتحدة، إذاً التوقيت أيضاً خذلهم، وفشل مشروع الشرق الأوسط الجديد أحبطهم .. ........لذلك هم يعاندون الشعب والتاريخ والحقيقة، لأنهم يدركون جيداً بأن هذه الفرصة إذا ضاعت منهم لا يمكن أن تأتيهم فرصة أخرى  ليس هذا فحسب وإنما إذا خسروا هذه القضية فهذا يعني القضاء عليهم نهائياً، إذاً هم يموتون موتاً سريرياً لا ندري إلى أين ستنتهي الأوضاع في مصر؟  لكن أنا مؤمنة بحتمية انتصار الشعوب ( إذا الشعب يوماً أراد الحياة   فلا بد أن يستجيب القدر).

ما حدث في كل من تونس ومصر و ليبيا واليمن إلى سورية ليس سوى فوضى خلاقة بغية إنجاز مشروع الشرق الأوسط الجديد وليس ثورات كما يقال فثورتي جمال عبد الناصر في 23 تموز 1952 وحافظ الأسد في  16 تشرين الثاني 1970 (الحركة التصحيحية المجيدة) آخر الثورات العربية،  ولا أحد يقنعني بأن الشعوب العربية انتفضت لمجرد مطالب داخلية نامت عليها سنين، وإذا فرضنا هذا الكلام صحيح  لماذا صمتوا أكثر من ربع قرن بحاله عن اتفاقية كامب ديفيد ولم ينتفضوا ؟  ولماذا  بدأت  تلك البلدان بالعد العكسي في تصحيح المسار الذي سارت عليه بعد الاحتجاجات  ؟  بماذا نفسر سقوط الزعماء الذين تآمروا على سورية من اردوغان إلى حمد الكبير والصغير والقادم أعظم  ؟  لماذا إسرائيل تعيش حالة رعب وارتباك بعد انتصار سورية وسقوط مرسي المدوّية أصداؤه في العالم  ؟  إلى متى سنبقى مغفلين يسخر منا الغرب ويتقاذفنا الأعداء ألعوبة بأيديهم كالكرات. آمل أن تكون هذه التي يسمونها ثورات بحساباتهم استفاقة المارد من كبوته ويقظة دائمة ووعي كبير لما يحاك لأوطاننا وشعوبنا من مؤامرات دنيئة وصولاً إلى تحقيق أسمى أهدافنا وما نصبو إليه من عيش رغيد لشعوبنا عن طريق الحرية والعدالة والمساواة.

المنار المقدسية
 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   الله يحميك
من أجمل المقالات التي كتبتيها تحليل رائع ومعلومات قيمة فعلاً هذا ما حدث خلال حقبة الإخوان من العام المنصرم، والشعب السوري والمصري دورهما كبير في استعادة الأمة العربية، نحن فخورون بك خاصة الإعلامية المتميزة في سورية وكل مقالاتك رائعة وحوارك رائع ، لا تتأخري علينا دائما مقالاتك بلسم لنا نحن السوريين
الدكتور أيهم  
  0000-00-00 00:00:00   هل؟
هل الكاتبة شقيقة الدكتور قدري ؟
معجب  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz