دام برس:

من الأهمية بمكان أن نحدد المصطلحات لا أن نطلقها جزافاً كما مصطلح المعارضة فالمعارضة في أي دولة كانت تمثل حالة إيجابية يتمحور عملها على تصويب الأداء الحكومي للارتقاء به خدمة للوطن والمواطن . فهي تعمل ضمن إطار وطني خالص ولها أنصارها ممن يشاطرونها الرأي ويعملون معها وتمتلك برنامجاً أو برامج عدة , وهي في جدل دائم مع السلطة ضمن الإطار الوطني تسعى من خلاله للوصول إلى السلطة , وعندما يتحقق مآربها يتحول من بالسلطة إلى معارضة , ويمكن أن يكون في كل دولة ديمقراطية معارضة واحدة أو معارضات عدة , ولكل منها برنامجها أو برامجها التي تعمل على تحقيقها من خلال السلطة القائمة .
ما قدمته الغاية منه تحديد المعارضة السورية حيث يتكرر على مسامعنا عشرات المرات يومياً بوسائل الإعلام كافة وفي النقاشات الدائرة بيننا مصطلحات            ( معارضة وطنية – معارضة مرتبطة –معارضة خارجية – معارضة ... معارضة ).
كيف لنا أن نسمي مجموعات إرهابية مسلحة تديرها وتمولها وتسلحها قوى خارجية بالمعارضة , وكيف لنا أن نسمي شرذمة من المتآمرين على وطنهم ويعيشون في دول غربية ويطالبون بتدمير وطنهم ، بالمعارضة الخارجية . وكيف لنا أن نسمي بعض من يعيشون في وطنهم ممن يشاطرون شرذمة المتآمرين في الخارج بعض طروحاتهم ويرفضون الحوار بالمعارضة الوطنية كيف لنا أن نساوي بين المعارضة الوطنية التي تدعو إلى الحوار والإصلاح والدفاع عن الوطن مع باقي الفئات أنفة الذكر .
إذاً علينا أن نحدد المصطلحات لا أن نسوقها في سلة واحدة .
فكل من يستهدف الوطن بسوء هو متآمر وليس معارض , وما يستهدف سورية أرضاً وشعباً مؤامرة باعتراف مدبريها فالشرذمة الخارجية أو من يسمون أنفسهم بالمعارضة الخارجية هم ليس لديهم هدف إلا بتحقيق الحلم الأمريكي الصهيوني بتدمير سورية للوصول إلى السلطة ولتكون بعدها الأداة الأمينة على أمن واستقرار إسرائيل وتحقيق الحلم الصهيوني , وهذا ما يسعون إلى تحقيقه من خلال تكرار طروحاتهم بتدخل دولي أو مناطق عازلة وحظر جوي أو تدويل, ومن يسمون أنفسهم بالمعارضة الداخلية التي تشاطر من يسمون أنفسهم بالمعارضة الخارجية   
في كثير من أمانيها ويدّعون رفضهم للتدخل الدولي فهم لا يختلفون فيما بينهم بالأماني للوصول إلى السلطة فالأماني واحدة بقليل من الاختلاف حفاظاً على خط العودة وبالمقابل نعتز بالمعارضة الوطنية الصادقة التي تقف إلى جانب السلطة في وجه المؤامرة ولها برنامجها الوطني ولا يهمها السلطة الآن فالأهمية بالنسبة إليها الصمود والتصدي للمؤامرة من خلال نشر الوعي الوطني لجمهورها بشكل خاص وللشعب السوري بشكل عام فهي شريك للسلطة لصون الوطن وحقن الدماء علماً بأنها متهمة من المتآمرين بأنها بوق السلطة لحرف موقفهم . لكنهم مدركون لحجم المؤامرة وخطورتها فلا يبالون لأي تصريحات أو إغراءات فالوطن بالنسبة  إليهم خط أحمر لا يجوز العبث بأمنه واستقراره وإدراكهم لحقيقة المخططات الأمريكية الصهيونية الهادفة إلى إعادة رسم خارطة طريق للأمة العربية لا تختلف في خطوطها عن سايكس بيكو لكن مؤامرتهم لن يكون مصيرها إلا كمصير سابقاتها من المؤامرات مهما كانت خطوطها ومصدرها وتمويلها وتسليحها وشركائها فهي إلى زوال , ومن يقرأ التاريخ يدرك تماماً أنها النهاية ويدرك بأن سورية ستكون أكثر إشراقاً وتألقاً وازدهاراً وهذا ما أثبتته الوقائع التاريخية .
ونقول للمتآمرين ممن يسمون أنفسهم بالمعارضين هذه هي نهايتكم فلن يكون لكم وطن بعد اليوم . فلا مكان للمتآمرين والخونة بوطن ضحى عبر التاريخ بدماء أبنائه للحفاظ على القومية العربية ولن يتخلى عن قوميته مهما كانت التضحيات .

هيثم أحمد