Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 12:43:53
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
العقل السوري بخير مادامت اجنحة فلسطين المكسورة في القصير .. بقلم: بلال فوراني
دام برس : دام برس | العقل السوري بخير  مادامت اجنحة فلسطين المكسورة في القصير .. بقلم: بلال فوراني

دام برس:

حين تحاول قراءة أي كتاب بالشكل المقلوب , فأمر طبيعي أن لا تفهم شيء لأن الجاذبية لا تتآمر مع الاثقال ضد قوانين الطبيعة , وما شممناه مؤخراً من رائحة حماس القذرة في القصير , ما هو سوى حلقة من مسلسل الطعن في الخاصرة السورية , إذاً ليس الأمر معلقاً فقط على حماس التي أطعمناها يوما ثم بصقت على الصحن الذي أكلت فيه , فحماس لا تمثل الفلسطينين كما تماما مجلس اسطنبول او الائتلاف السوري لا يمثل السوريين . وقراءتنا للأحداث بكل أسف صارت معممة , بحيث نحكم على الكتاب من عنوانه فقط , وهذه الهجمة الشرسة التي لا داعي لها على شيء اسمه الوجود الفلسطيني , هو تفسير واضح بأن الكتب دوما نقرأها بالشكل المغلوط , وحماس ما هي سوى فقرة واحدة من فقرات الخازوق العثماني القطري السعوي , تماما مثل فقرات كثيرة ملتهبة في حب الوطن ويريدون حرية الوطن وهم سوريون في أصل الأمر .
المشكلة التي نواجهها ليست في حماس التي كشفت عن وساختها , ولا حتى عن السوريين الذين باعوا بلدهم وشرفهم وعلمهم وجيشهم لأجل الحرية . وليس في أصابع داوود باشا التركي التي لعبت في الحساء السوري حتى احترق , وليس في أخوة يوسف الذين لم يخجلوا من طعن يوسف علناً أمام باب الكعبة المشرفة حتى راقت دماؤه على جلد الذئب .


المشكلة في عقولنا التي ما زالت مثل الاسفنجة المعفنة , التي تخلت عن مهمتها في امتصاص أكبر قدر من المياة القذرة . وصارت أي قطرة ماء تجعلها تتمايل وتهتزّ كأنها امتلئت بالماء . وأبجدية التعميم المطلق والأعمى التي ننشرها في الأجواء , ما هي سوى دليل أننا ما زلنا في الدرك الأسفل من تخلفّ بعضّ المثقفين الذين يمارسون ثقافة الشجعان وهم جبناء يختبأون وراء أسماء ملوك وملكات من عصر كليلة ودمنة . وما زالت الشهرة بمفهومها المعروف هي اللعنة المقدسة التي ابتليّ بها الشعب السوري من شماله العثماني الى جنوبه الاسرائيلي , ومن شرقه الطائفي الى غربه النائي بنفسه .
مشكلتنا أننا جمهور يحترف التصفيق بكل مهارة , ونهللّ ونزمر ونطبلّ لكل من يقف معنا ويروينا بالماء المعصور على مزاجنا , وفي اللحظة التي يشعر بأن الماء قد تغير عياره , ينقلب عليه مثل الكلب السعران كي ينبح عليه ويهمشه بلا رحمة . والأمثلة كثيرة حتى للأعمى الذي لا يرى , ونحن سنظلّ للأسف نعيش في دائرة كبيرة ونحن نبحث عن زاوية فيها , وسنظلّ مثل القط الذي يحب خانقه دوماً . لأننا امتهنا ثقافة المكان وليست ثقافة الجغرافيا , رغم أن الرئيس بشار وهو الناطق الرسمي باسم هذا الشعب قد أوضح أن مشكلتنا في ثقافة الفكر والعقول , وهو من يعلم تماما ما حدث من خيانة حماس , ورغم هذا لم يقع في فخ ثقافة التعميم , ولم يقل أن الشعب الفلسطيني قد خان أمتنا , بل على العكس ما زال يتمسك بالقضية الفلسطينية , لأنه يعلم أن من يمثل حماس ما هم اليوم سوى رعاة أوباش لا يمثلون شيء من فلسطين ولا حتى من بعدها التاريخي أو الثقافي , باعوا قضيتهم كي يلحسوا الحذاء القطري , وفلسطين كما هي سوريا فيها من خرج يرفع علم بلده وفيها من خرج يرفع خرقة الانتداب الفرنسي . انها ثقافة التعميم التي يحاولوا أن يغرقونا فيها , فمجرد أن تسمع أن هناك فلسطيني أو أردني أو تونسي أوعراقي قد افتعل جريمة مثلا في سوريا , حتى يبدأ لسانك الكريم في تلاوة آيات الشتيمة والسباب والتنكيل بكل الشعب الذي ينتمي اليه هذا الشخص .
مشكلتنا أننا تحررنا يوما من الانتداب الفرنسي لكن لم نتحرر بعد من أفكارنا المعاقة , وانتصرنا في معارك كبيرة ولكن لم ننتصر على الحسّ الطائفي في داخلنا , ومهما زاودنا في الكلام ونمقنا الحديث واستخدمنا كل أدوات المكياج كي تتجملّ الحقيقة , فستظل مشوهة لأنها حقيقة . والشعور الطائفي ما زال ينخر في عظامنا مثل الدود وهذا ما يعتمد عليه تماما كلاب الأمة وأعداء الوطن ,  ففي الوقت الذي تشنّ فيه بعض الدول حرب على حزب الله لأنهم طائفيين , نسوا تماما أن حربهم هي أصلا طائفية لأنهم جردوهم من قيم الاسلام وخصخصوهم في طائفة واحدة . وما زالو يعزفون على وتر حقير قذر يمثل تربيتهم واخلاقهم المنافقة , ويقولون أن هذا شيعي وهذا سني . في حين أن ملك الموت حين يقبض الروح لا يسأله ما طائفتك بل يسأله ما دينك . وديننا الاسلام كلنا وكما هناك شيعي هناك أيضا وهابي , ومن العدل حين نفتح جبهة ضد حزب الله باسم الاسلام , أن نفتح جبهة أخرى ضد الوهابية باسم من يشوه الاسلام .


على حافة الوطن
"كل التعميمات خطيرة، بما في ذلك هذا التعميم ذاته."
ألكسندر دوما
بلال فوراني

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   مسيلمه خالد مشعل
يلي استحو ماتو انا فلسطيني من سوريا الحبيبه الحريحه مسيرك يا مشعل علي الحاويه
محمد عبدالله  
  0000-00-00 00:00:00   مكان مشعل و امثاله في المزابل
اغلب الشعب الفلسطيني مؤيد للدولة و الشعب السوري و ان كان هناك بعض الخونة و المعتوهين هناك ايضا اغلبية من الشعب الفلسطيني تحب سوريا اكثر من كثيرين من السوريين لعنة الله على سايكس و بيكو الذين قسمونا الى دويلات وصدقنا تقسيمهم و اصبحنا ندافع عن تقسيمات الاستعمار هذا سوري و هذا فلسطيني وذاك لبناني و دمتم لسوريا الكبرى
فلسطيني من لبنان  
  0000-00-00 00:00:00   ليس العيب فيهم
كما تولون يولى عليكم .. و بعد : انظر لحصادنا تعرف ماذا زرعنا ، اذا كانت أمة العرب و أمة الاسلام تغط في نوم أهل الكهف ، اليس من بفكر في هذه الأمة لماذا غاب مشعل الحضارة عن سمائنا ، ولماذا لا يستيقظ أحد من نومه ؛ الا ليشتم أو يسرق أو يقتل أخاه أو .. أو.. هكذا أصبحت حالنا اليوم ، لكن الفجر قادم و هؤلاء المتربعون على عروش الدجل و الدجي سيسقطون ، البلاء بأمثالهم عظيم ، لكن الفجر قادم .. فالخير في رجال باعوا الله أنفسهم قادم ..ولن يتوقف الصراع بين الخير و الشر فكما للشر أهله ، للخير أهله و لن تخلو ...
Ammar -en  
  0000-00-00 00:00:00   شكراً للعقلاء...
أشكر كل أصحاب الفكر الحكيم من المعلقين الأحباب الذين لم ينسبوا الشيطان خالد مشعل للشعب الفلسطيني الذي لا يمكن أن ينكر فضل سوريا حكومة وشعباً عليه منذ النكبة وحتى اللحظة...وعرف حكماء سوريا بأن إنتماء هذا العميل لأعداء الأمة من غلإخوان المسلمين، فكلنا كفلسطينيين نعلن إنتماءنا لمحور المقاومة تحت راية البشار ونحن جنود الأسد لدحر العدوان عن بلاد الشام في دمشق والقدس ولبنان فكلنا شعب واحد ونقاتل تحت راية القائد الأسد وإنا له لموالون ... وعاشت سوريا الكبرى بقيادة الأسد، وأشكركم أخوتي في السلاح والوطنيين السوريين الذين بتم تدركون تلافيف اللعبة ولا تتركون الفبركات تنطلي عليكم فشكراً لكم...
فلسطيني الهوية ... سوري الهوى!  
  0000-00-00 00:00:00   التمييز بين الألوان
عندما نستطيع التمييز جيداً بين اللون الأبيض واللون الأسود أعتقد بأننا سنصبح أمة في مصافي الدول المتقدمة .فثمة أمور تشوش الذهن العربي القابع في غياهب الجهل والتخلف ولعل سياسة التعميم التي التي تنتهجها الغالبية العظمى من الشعوب العربية من أخطر الأمراض التي تؤدي للتفرقة والتشرذم
وردة البرية  
  0000-00-00 00:00:00   إلى القصير وبئس المصير
المعروف في دمشق أن مشفى المجانين يسمى القصير ... وبذلك يمكن إرسال المستر خالد مشعل إليها ... وليس إلى قصير حمص ... قصير الشام أفضل منزلة للمجانين الخونة مثل المستر مشعل ... وكلمة مستر يقصد بها الرجل غير العربي ... ولذلك فهو مجنون غربي لايمت للعروبة والإسلام بصلة ؟؟؟ أهلا بك في القصير الشامية وبئس الإقامة لإبليس مثلك ؟؟؟؟
شامي عتيق  
  0000-00-00 00:00:00   الله ينصرك ويعزك
انت على خق الان في الغربة عم يسمعموا انوا السوريين ضد الفلسطنين ومثل ماقلت لاتعمموا يوجد فلسطنيين مخلصين لسوريا ربما اكثر من كثير منهن لانتسوا كم قتلوا من جيش التحرير مالفلسكيني من ضباط وجنود و اطباء واعرف كثير قتلوا بسبب عدم الوقوف مع العبات ونحن كثيرين في الغربة ندافع ونحكي بضمير على سوريامن اول الازمة حماس لاتمثلنا حماس جماعة اخونجية باعت دماء شهداء فلسطين قبل سوريا الهم لايذهب الصالح بالطالح وسوريا وشرفئها كثر النصر لسوريا الحبيبة نصر مبين والف شكر للكاتب على كلامه
phatimeh fares  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz