دام برس:

كما كان متوقعا ، فقد نفّذ رئيس الوزراء عبدالله النسور وعده ( إقرأ تهديده ) بحجب المواقع الإلكترونية الأردنية غير المرخصة بموجب قانون المطبوعات والنشر الذي أقره مجلس النواب السادس عشر البائد .
قدر الأردنيين أن تسلّط عليهم الأقدار وزراء ورؤساء وزارات لا يمتّون الى الواقع بصلة .
ما ارتكبته حكومة عبدالله النسور يعتبر مجزرة في حق الصحافة وحرية الكلمة والتعبير التي كفلها الدستور بشكل صريح لا لبس فيه .
أكثر من 290 موقعا إخباريا طالتها هذه المجزرة ... 291 موقعا ( بالضبط ) كممت أفواه أصحابها وحجبت عن القاريء الأردني والعربي بجرة قلم من رئيس الوزراء الأردني ووزير الإعلام ومدير عام داشرة المطبوعات والنشر .
إن هذا التراجع المفزع في سقف الحريات في الأردن يأتي ترجمة حقيقية لطريقة تفكير التحالف الطبقي الحاكم في بلادنا ، والذي يدعي الحرص على العبور ( الآمن ) بالوطن والشعب الى المستقبل الزاهر الذي طال انتظارنا له ... ولكم أن تتصوروا وطنا زاهرا منفتحا ديمقراطيا دون حريات صحفية !!ا
إن حجب الصحافة الإلكترونية ووضع العراقيل والشروط التعجيزية للحؤول دون ترخيصها ، هو عقاب جماعي لهذه الصحافة ولسقفها العالي جدا فضح كل الفاسدين والمفسدين وفتح ملفاتهم الآسنة والمساهمة بالعمل على إحالتهم الى خيئة مكافحة الفساد ومن ثم الى القضاء العادل ... وهذا لا يعجبهم
المواقف الوطنية الملتزمة لبعض هذه المواقع بقضايا شعوبنا العربية وأقطارنا العربية ، والوقوف الى جانب الشقيقة سورية ضد كل المتآمرين عليها ... أيضا هذا لا يعجبهم .
توعية فقراء بلادنا وكادحيه بمصالحهم الطبقية في مواجهة التحالف الطبقي الحاكم ... لا يعجبهم .
أن تكون الصحافة الإلكترونية حرة ومسلحة بأنياب ومخالب تنشبها في وجه الفاسدين ولصوص ثروات البلاد ومقدراتها ... لا يعجبهم .
لهذا حجبوا مواقعنا الإلكترونية ... لهذا كمموا أفواهنا ... لهذا وضعوا رقابنا على مقصلة قانون المطبوعات العرفي والمتخلف .
أمس الإثنين اعتصم العشرات من أصحاب المواقع الإلكترونية أمام نقابة الصحفيين وهتفوا معا ضد القنون الجائر ... واتفقوا على خطوات تصعيدية لمواجهة ستكون بالتأكيد صعبة وشرسة لإلغاء هذا القانون .
بالنسبة لموقع " الأردن العربي " ... موقع الإلتزام الوطني والقومي والأممي الحقيقي ، سيبقى يناضل من أجل حرية الكلمة والتعبير .
سنتغلب ( تقنيا ) على حجب موقعنا " الأردن العربي " ... وسنبقى شعلة متوهجة في هذا الظلام العربي الدامس .
سنبقى على العهد والوعد ... وسنبقى أوفياء لشعبنا ووطننا .
قد نضطر في " الأردن العربي " الى التغيّب القسري لأيام أو لأسابيع ، وربما لشهور ، حتى تنجلي هذه الغمّة ... ولكننا سننتصر في هذه المواجهة المفروضة علينا .
إنها معركة الحريات بامتياز ، نخوضها بشرف والتزام دون التخلي عن ثوابتنا الوطنية والقومية والأممية .
ولعلّها فرصة سانحة لنذكّر بهذه الثوابت أو ببعضها ...
1 ) " الأردن العربي " ، ضد الفساد بكافة أشكاله وأنواعه ، وضد المفسدين والفاسدين .
2 ) نحن اشتراكيون يساريون عروبيون بقدر ما نحن أمميون ... وسنبقى كذلك .
3 ) عربيا ... نحن مع ربيع عربي حقيقي يكنس كل الأنظمة العربية الرجعية المرتبطة بالإمبريالية وبمراكز رأس المال العالمي .
4 ) عربيا أيضا ... نحن في الخندق السوري ومع الدولة الوطنية السورية في تصدّيها الأسطوري للمؤامرة الكونية عليها .
5 ) والأهم ... أن بوصلتنا كانت وستبقى تشير دائما الى فلسطين .. فلسطين .. فلسطين ... واعتقادنا الراسخ هو أن أية بوصلة تشير الى غير فلسطين تكون قد ( تاهت ) ومن حقنا أن نشك في أمرها وأمر صاحبها .
* أخيرا ... الآن ، موقع " الأردن العربي " محجوب بنسبة 60 % في الأردن ، وننصح قراء ومتصفحي " الأردن العربي " أن يتصفحوه من خلال أي رابط بروكسي للتخلص من الحجب ، وأعتقد أن الجميع يعرف كيف ينزّل هذا البرنامج على جهاز الكمبيوتر .
عاطف زيد الكيلاني
Atef.kelani@yahoo.com
الأردن / عمان

موقع  الأردن العربي