Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 12:43:53
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الشعب التركي يصطاد الأرنب اردوغان .. بقلم: الإعلامية مها جميل الباشا
دام برس : دام برس | الشعب التركي يصطاد الأرنب اردوغان .. بقلم: الإعلامية مها جميل الباشا

دام برس:

عامان ونصف واردوغان يتشدق ويناظر على شاشات التلفزة العربية والغربية ولا عنترة بن شداد مطالباً رؤساء وزعماء عرب بالرضوخ إلى تحقيق مطالب شعوبهم بالحرية والديمقراطية والانصياع لأوامرهم،  لكنّ الأرنب التركي (اردوغان) لم يتوقع يوماً من الأيام بأنه سيواجه شعبه بالطريقة التي يواجهها اليوم، لا تونس ولا مصر ولا ليبيا، اكتظت ساحاتها بالأعداد التي اكتظت بها ساحات تركيا بأغلبية مدنها خاصة اسطنبول وأنقرة، هزة قوية في وجه سلطة حزب العدالة والتنمية سيكون لها نتائجها بشكل أو بآخر، لكن الأرنب التركي ما أن بدأت الحشود تتوافد إلى الساحات حتى خرج يهدد ويتوعد شعبه بالويل والثبور وعظائم الأمور في حال لم يعودوا إلى بيوتهم وأنه لن يرضخ لمطالبهم وأن المشروع التجاري (  غيزي بارك ) ماضٍ شاء من شاء وأبى من أبى، إذاً ليست تركيا دولة ديمقراطية وعلمانية كما يدعيّ اردوغان، أين التشدق والمناظرات التي كان يلقيها على شاشات التلفزة ؟
السؤال الذي يُطرح الآن هل الشعب التركي خرج معبراً عن سخطه وغضبه من حكومة أردوغان بسبب المشروع التجاري ( غيزي بارك ) في حديقة تكسيم  ؟
هل ما رفع من لافتات في ساحة تكسيم  كتب عليها عبارة "الشعب التركي لن يركع لك" مصوراً فيها أردوغان كسلطان عثماني من أجل التراجع عن المشروع ؟  أم هناك أسباب أخرى ...؟
وهل سنشهد بداية صيف الغضب في تركيا ؟؟؟؟
من يعتقد بأن مئات الألوف من الشعب التركي ومن مختلف الشرائح والأحزاب والتيارات السياسية والمجتمعات المدنية انتفضت في شوارع وساحات أغلبية المدن التركية لأجل مشروع غيزي بارك فقط فهو أمي في السياسة والاقتصاد والاجتماع، لكن أن يحصل ولأول مرة منذ عشر سنوات مظاهرات تعم مدن تركيا هذا مؤشر على أن هناك تحولات تحت السطح تنبع من داخل المجتمع التركي وكانت تنتظر لحظة مناسبة للمكان المناسب (القشة التي قسمت ظهر البعير)، وليست مجرد زوبعة في فنجان كما يقول البعض وإنما تركيا متجهة نحو مسار طويل في تغيير التوازنات داخل المجتمع التركي كما علاقاتها مع الخارج ، إذاً الاحتجاج ليس على المركز التجاري فقط وإنما في واقع الأمر هذا احتجاج بالعمق (سياسي –ايديولوجي – اجتماعي) كامل على ما قامت به الحكومة التركية منذ السنتين أو الثلاث سنوات الأخيرة باتجاه تغيير النظام التعليمي ونظام السلوك الاجتماعي إلى نظام أكثر تديناً  وتطرفاً بهدف إنشاء جيل متدين وليس جيل علماني، وهذا سبب جوهري يخيف المجتمع التركي، إضافة إلى الخطاب المتكرر باسم السلطان سليم ما أثار حفيظة الملايين من الشعب التركي خاصة الذين تعرضوا للكثير من المجازر على يده، و سيطرة حزب العدالة والتنمية على أغلبية وسائل الإعلام التركية وقد بدا ذلك واضحاً خلال تجاهلها لما يحدث في ساحة تكسيم خاصة الإخبارية منها، مصادرة حرية المواطن حيث مارس أشد أنواع القمع لحرية الصحافة حيث اعتقل 70 صحفياً ، لذلك اتهمته منظمة مراسلون بلا حدود مصرحةً بأن تركيا تعتبر(السجن الأكبر في العالم للصحافة) وهذا سبب آخر لمشاركة الصحفيين والممثلين في الاحتجاجات، والأهم من كل ذلك أخونة الدولة التي يقودها أردوغان والتي بدأت تنعكس على الداخل.
حالة الاحتقان الشعبي في ساحات مدن تركيا ليست ضد ممارسات اردوغان في الداخل فقط، وإنما ضد نهج سياسته الخارجية لما يتبعه من استفزاز مذهبي وتمييز إثني وعرقي، وحشر أنفه بأمور الشعوب المشرقية وتدخله في الشؤون الإقليمية والدولية (إيران وحزب الله) كأداة ذليلة بخدمة الأطلسية والأمريكية والإسرائيلية.
القضية الأبرز التي جعلت الأتراك يستاؤون من اردوغان تدخله في الشؤون الداخلية السورية  والطريقة التي تعاطى بها معها من خلال مساندة الإرهابيين وجعل الأراضي التركية ممراً آمناً لهؤلاء وأسلحتهم. وأن تركيا دخلت في المأزق من خلال البوابة السورية ولا بد أن تدفع ثمن سياساتها الاستفزازية للنظام السوري ولشعبه، مع أن الرئيس السوري كما شبهه بعض المحللين الأتراك بأنه تعامل مع تركيا كجواز جغرافي فتح قلبه وصدره وكل إمكانياته للمجتمع التركي الذي بدا واضحاً في النتاج الاقتصادي والاجتماعي في السنوات الأخيرة.
إن تراجع اردوغان أو لم يتراجع فقد وقع في الفخ الذي نصبه لبعض الرؤساء والزعماء العرب، كما ثبت بأن لا صوت يعلو فوق صوت الجماهير وعلى هذا الأساس كان الرئيس بشار الأسد عندما يريد أن يوجه خطاباً يوجهه للشعوب لأنها هي في النهاية التي تحكم، وما حصل ويحصل مع الشعب التركي  يؤكد ذلك، تركيا بعد المظاهرات ليست كتركيا ما قبل المظاهرات، ولا بد أن يكون لها نتائج سلبية على موقعها السياسي، وما نراه في المشهد التركي من احتجاجات وعصيان مدني هذه الأيام والقادمات منها تنذر برحيل اردوغان (السلطان سليم).
 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   التحية للشعب التركي الصديق
تحية من شعب سورية المقاوم إلى الشعب التركي الصديق التحية لأبطال ساحة تكسيم في أسطنبول نشد على أياديكم يا أحرار تركيا الشرفاء في مواجهة هذا العثماني العفن ستثبتون يوم الجمعة القادم أنكم شعب أصيل يعشق الحرية ويقلب الطاولة على الكتور كر دوغان نحن معكم وفقكم الله ونصركم
محمد  
  0000-00-00 00:00:00   سلمت يداك
لا يسعني إلا أن أشكرك على هذا المقال دائماً تتحفينا بأقوى المقالات والمعلومات التي وضعتها بين يدي القراء لها أثرها الإيجابي والمعرفي وقراءتك للوضع التركي ممتاز بارك الله فيك
أسامة  
  0000-00-00 00:00:00   لكل حادثٍ حديث
اغبى سياسي تركي اسمه ادوغان يريد ان يستلم الختم للاتحاد الاوربي بعد انهيار نظام الاسد بن الشام العصية على المرتزقة الصهاينة . والان جاء دورك يا احمق اسطنبول لقد انتهى دورك ولن تنال الختم الاوربي ولا الوسام السامي . بل اذهب مع من سبق من الفاشلين والحمقى .
sultan  
  0000-00-00 00:00:00   من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
مصير متوقع لهذا العميل.. شكراً للقراءة العميقة للأحداث لكن هذا ماتعودناه منك يامها
shirin  
  0000-00-00 00:00:00   تحية للشعب التركي
شكراً للزميلة مها الباشا والذي كان اختيارها للحدث ولعنوان المقال اختياراً موفقاً ... نعم انه اردوغان الارنب التركي المغرور الجبان الرعديد والذي لاينفعه بياض فروه وحلاوة لسانه هذا البالون الذي انفجر في اول شكة بدبوس الشعب الذي ملأ الساحات مطالباً بحريته ..ز انه الربيع التركي بامتياز هذا الشعب الذي مل قيادته ومل كذبها ومل تزييفها للحقائق ومل الولاة والسلاطين العثمانيين الجدد ... تآمر اردوغان واتباعه ضد سورية وضد القلب الذي انفتح لهم والاحتضان والحفاوة الذي تلقوه ... ونؤيد ما انتهت اليه الزميله مها من انه من الخطأ السياسي الاعتقاد ان السبب وراء الحراك السلمي التركي هو ( غيزي بارك ) بل هو تراكم للسلبيات والاخطاء السياسية والايدولوجية والفكرية التي انتجتها حكومة اردوغان ولعل السبب الاهم هو الاستياء الشعبي التركي في الولوغ الحكومي التركي في المستنقع السوري ودعم المجموعات الارهابية والسماح بفتح حدودها امامهم واقامة معسكرات لتدريبهم وتمويلهم ..... نقول ان السقوط سيكون مدوياً لهذا القردوغان الارنب وهاهم طباخوا السم بدأوا يتجرعونه وهذا الارتداد للارهاب بدأ ينعكس اليهم فتفجير الرياحينية ليست ببعيدة والقادم اعظم .... طالما حذرهم سيادة الرئيس ان الارهاب لادين ولا وطن ولاحدود له ولكنهم لم يستمعوا فليذوقوا وليستمتعوا بما اقترفت ايدهم
كلنا بشار  
  0000-00-00 00:00:00   الشعب
حكم اردوغان باقي الى الابد فعقيدة متوارثة بالجينات منذ عقود هي منتصرة لا محال و مدعومة من كل الشياطين على الارض و فهم القارئ كفاية ...
السلطان ابراهيم  
  0000-00-00 00:00:00   لعنه سوريا
بعدسنتين من الافتراء والكذب التي اقترفه اردوغان ضد سوريا عامه وضد الرئيس بشار الاسد بشكل خاص والذي كان من نتيجته دماء والام اصابت الشعب العربي السوري والتي نتج عنها اكثر من 100الف شهيد ومثلهم من الجرحى فضلا عن الدمار الذي اصاب الزرع والحجر والضرع فل يذق اردوجان نتائج افعاله غير ان الشعب العربي لا يتمنى للشعب التركي الا الخير والسلام
احمد يوسف شقواره  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz