Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_o60hapii35v1pc90gmf00eove0, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
مفردات التسوية والتنازلات المطلوبة .. بقلم: عفيف دلا

Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 12:43:53
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مفردات التسوية والتنازلات المطلوبة .. بقلم: عفيف دلا
دام برس : دام برس | مفردات التسوية والتنازلات المطلوبة .. بقلم: عفيف دلا

دام برس:
لعل الكثير من المتابعين للشأن السوري لا يملكون رؤية واحدة ولا حتى متقاربة لمسألة التسوية المحتملة لإنهاء الصراع الإقليمي الدولي في سورية على الرغم من اتفاق معظمهم على أن الأزمة السورية أزمة إقليمية ودولية بالدرجة الأولى قبل أن تكون أزمة داخلية دون إنكار وجود مشكلات جمة متراكمة في بنى المجتمع والدولة السورية وفي ذات الوقت لا يرون احتمال ضرورة الوصول إلى تسوية إقليمية دولية لإنهاء الأزمة السورية أو يرى البعض أنها بعيدة ومعقدة لتشابك الملفات المرتبطة ببعضها البعض على مستوى المنطقة فمن الأزمة السورية إلى الملف النووي الإيراني إلى قضية حركات المقاومة وشرعية وجودها وبقائها وأثر ذلك على الصراع مع إسرائيل استراتيجياً إلى قضية النفط والغاز وتوزع شبكاتها وأنابيبها وطرق مرورها إلى قضية الدرع الصاروخية وملفات عديدة أخرى سياسية واقتصادية وأمنية وإستراتيجية تتفاوت في مستوى إلحاح حلها وفكفكة عقدها ...
وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن الاشتباك في سورية اليوم أغلق آفاق استمرار هذا الصدام الإقليمي والدولي في المفصل السوري فالمنطقة برمتها تقبع على فوهة بركان بعد فشل استنساخ سيناريوهات الربيع العربي في سورية وبالتالي تضيّقت هوامش الخيار أمام شكل ومضمون الاشتباك لتنحصر في اتجاهين لا ثالث لهما : إما تسوية إقليمية دولية شاملة أو حرب عالمية تبدأ من المنطقة  ولا احد يعلم أين ومتى تتوقف .. وفي هذا السياق تدفع سورية ثمن الوصول إلى احد الحلين السابقين باستمرار حالة الاستنزاف الأمني والعسكري والاقتصادي والسياسي فيها ، فالأمريكي وحلفه يعولون على لحظة انهيار محتملة ولو أن القناعة في تحققها فعلا باتت ضئيلة جدا أو شبه معدومة فالوقت اليوم مطلوب لكل الأطراف فهو بالنسبة للسوريين ومن معهم دليل ثبات وصمود وسقوط لكل رهانات الخصم وبالتالي دفع باتجاه إنهاء الصراع، وهو بالمقابل بالنسبة للأمريكي وسيلة ضغط وإيحاء بأن الرهانات لا تزال صالحة للعمل عليها وبالتالي عدم اعتراف بالهزيمة الإستراتيجية وإبقاء لأمل ما في سقوط الدولة السورية يمكن أن يقلب الطاولة الدولية رأساً على عقب .
لكن بين خيار التسوية وخيار الحرب قضية على درجة من الأهمية الإستراتيجية وهي ما يمكن أن يكون عليه شكل العالم بعد كليهما .. ففي خيار التسوية إبقاء للتوازنات الدولية دون انزياح استراتيجي في موازين القوى العالمية لآن التسوية تقوم على مبدأ تنازل الأطراف للوصول إلى تسوية ما فهي خيار الربح النسبي للجميع ، أما خيار الحرب فليس من الممكن التحكم برقعة التوازنات الدولية الإستراتيجية ولا بواقع موازين القوى العالمية لأن هنا لا مجال للتنازلات التوافقية فالأقوى هو من سيفرض شروطه ولو كان خاسراً بشكل أو بآخر وسيحتاج العالم إلى ربما مائة عام مقبلة لتتبلور من جديد منظومة قوى عالمية جديدة علاوة على أن الواقع الاقتصادي العالمي اليوم ينذر بمجاعة إنسانية شاملة إذا ما وقعت حرب عالمية ثالثة يستخدم فيها السلاح النووي فمن كان يحارب اليوم من اجل سيطرة أو نفوذ سياسي أو مطامع اقتصادية بالنفط والغاز ، سيحارب بعد الحرب فيما لو وقعت من اجل رغيف الخبز ..
وقد يقول البعض إن بين خيار التسوية وخيار الحرب خيارات أخرى قد تتركز بين الخيارين السابقين متأرجحة بين هذا أو ذاك .. لكن في الحقيقة مهما تعددت الخيارات الأخرى فلن تكون خيارات إستراتيجية فهي خيارات تكتيكية لفرض أحد الخيارين السابقين لأن أياً من الخيارات الممكنة لابد وأن تصب في تعزيز احتمال خيار الحرب أو خيار التسوية بشكل مباشر أو غير مباشر ، فلا مجال للاستمرار في الاشتباك إلى مالا نهاية لأنه في هذه الحالة عندما يشعر أحد الأطراف أن وجوده باتت مهدداً فسيلجأ لفرض خيار الحرب الشاملة كي لا يقتصر الضرر عليه وحده .. وهنا قد يقول البعض لماذا نستبعد إذاً لجوء أمريكا لهذا الخيار إذا ما وصلت لقناعة هزيمتها ؟؟؟ هنا نعود لقدرة أمريكا ومن معها وقدرة روسيا ومن معها عسكرياً واقتصادياً .. ووجود إسرائيل كرهينة في جغرافية المنطقة بشكل أو بآخر واحتمال زوالها فعلا .. ويضاف إلى ذلك احتمال خروج أمريكا ليس فقط من الشرق الأوسط بل من المعادلة العالمية بالمطلق .. ويضاف إلى تلك الحسابات أيضاً وجود القدرة فعلياً لدى أمريكا للقيام بحرب بهذا المستوى في هذه المرحلة بالذات في الوقت التي أخرجت قواتها من العراق في العام  2011 وتجدول انسحابها من أفغانستان حتى عام 2014 ، ولا يجوز أن ننسى مطلقاً أن الولايات المتحدة لو كانت فعلا قادرة على شن الحرب لما لجأت للإستراتيجية التي اعتمدتها في المنطقة والمسماة " ثورات الربيع العربي " وبالتالي فإن التسوية ستعتبر للولايات المتحدة أفضل الخيارات التي لا تغامر بموجبها بمنظومة مصالح إستراتيجية عملت على تحقيقها سنين طويلة وتحقق منافع إستراتيجية من خلالها لا بل ربما تحصل على نقاط إضافية في مناطق إستراتيجية أخرى من العالم كشرق آسيا على سبيل المثال مقابل إعطاء مصالح معينة لروسيا تتعلق بالغاز المكتشف في مياه المتوسط وفق صيغة تقاسم منظومة المصالح برمتها ...
وقد يتفق معنا البعض من خلال ما ذكر آنفاً على أن خيار التسوية هو المرجح حتى الآن لكن يبقى السؤال هنا : في أي سياق نضع تصريحات الإدارة الأمريكية المتعلقة بإعطاء أسلحة فتاكة للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية واستمرار الضغط السياسي على سورية إضافة إلى التهديدات الإسرائيلية لسورية وحزب الله  والحديث عن السلاح الكيماوي السوري واسترجاع سيناريو التدخل الأمريكي في العرق من البوابة ذاتها ؟؟
وهذه الأسئلة على أهميتها إلا أن سياق التحليل السابق إذا ما تعمقنا في كيفية الوصول إليه يتطلب مظاهر من التشويش المتعمد بقصد حفظ ماء الوجه لبعض الأطراف الدولية كأمريكا وعدم الاعتراف بهزيمة إستراتيجية في المنطقة يكون لها تداعيات خطيرة على نفوذ الولايات المتحدة وسطوتها في العالم وما يمكن أن يستتبع ذلك خروج من كان تحت الجناح الأمريكي من عباءتها وبالتالي يتيح ذلك فرصة انقضاض حقيقية على الهيمنة الأمريكية ومصالحها في العالم برمته ولذلك يكون التشويش اليوم من خلال إظهار مفردات جديدة على ساحة التداول السياسي من شأنها صرف التركيز الدولي عما يجري فعلا وما يظهر من نتائج للاشتباك الإقليمي الدولي الحاصل في سورية ويسوق لفكرة أن التسوية ما كانت لتحدث فعلا لولا تنازلات قدمتها سورية ومن يقف معها وتحديداً في ملفات محددة تتعلق بمنظومة ترسانتها العسكرية وأسلحتها غير التقليدية لأن لذلك بالغ الأثر في تسويق فكرة لاحقة تقوم على أن الولايات المتحدة حققت غايتها من التدخل في الشأن السوري وهو نزع أنياب النظام السوري بدفعه للتخلي عن منظومة صواريخه الإستراتيجية مقابل بقائه ... وهو فعلاً ما يجري الحديث عنه في دوائر إعلامية غربية وعربية تابعة لها بأن ثمة تسريبات تتعلق بموافقة القيادة السورية على التخلي عن ترسانتها العسكرية مقابل إنهاء الأزمة وتحقيق سلام مع إسرائيل فلذلك لم نستغرب كل هذا الضجيج السياسي حول السلاح الكيماوي السوري وتصريحات أمريكية حول دعم المسلحين بأسلحة فتاكة وغير ذلك من مؤشرات الضغط على الدولة السورية وعليه فإن الاقتراب من إنتاج التسوية المأمولة يترافق بالضرورة بحملة ضجيج سياسي وإعلامي لا بد منها لتسويق الأفكار التي ذكرناها آنفاً وتبهيت النصر السوري كي لا يتم التأسيس عليه إستراتيجياً بأي شكل من الأشكال .. وهنا ستبرهن سورية في القادمات من الأيام على حنكتها في إحراج الولايات المتحدة وتعطيل سيناريو إنتاج التسوية ليكون سيناريو سوري بامتياز وليس أمريكياً وقد بدأت فعلا بذلك عندما بدأ الجيش العربي السوري بالتحكم بزمام الأمور ميدانياً ويبسط سيطرته على كامل الجغرافيا السوري تباعاً مسقطاً آخر أوراق أمريكا في سورية وبالتالي مجبراً إياها على الهرولة إلى تسوية بشروط سورية فهل هذا ما دفع أوباما ليتصل ببوتين هاتفياً للتسريع بحل الأزمة السورية حسبما أوردت وكالات الأنباء العالمية ؟؟ سؤال أتركه برسم القارئ .. 
 الكاتب والمحلل السياسي والاقتصادي .. عفيف دلا

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   ماينقصنا
قرأت المقال إلى أن وصلت إلى العبارة "احتمال خروج أمريكا ليس فقط من الشرق الأوسط بل من المعادلة العالمية بالمطلق" توقفت عن القراءة وأدركت أنه لا فائدة, مجرد أن تتجرأ على كتابة مثل هذه العبارة تدل أنك خارج الزمان زالمكان, خروج أمريكا من المعادلة العالمية, هل فقدت عقلك ياصديقي إذا كان كل المسؤولين في بلدك يتمنون الحصول على الجواز الامريكي وكل من يخرج من السلطة يسافر الى امريكا لتنعم بالمليارات التي استولى عليها من اموال السوريين , سامحك الله على الوقت الذي اضعته في قراءة ؟؟, انها نكتة القرن خروج امريكا من المعادلة العالمية روح الله ؟؟
ميشلين عازار  
  0000-00-00 00:00:00   و إنتصر الأسد مع نصر الله.
محور المقاومة إنتصر في كل المعارك من البنان، إلى فلسطين، إلى لعراق، إلى سوريا، و الحبل عالجرَّر و رقصني يا كدع...
Syrian Expatriate  
  0000-00-00 00:00:00   أمريكا إلى زوال
كم قالوا عن الدولة الأموية أنها خالدة .. و كم قالوا عن الدولة العباسية أنها عصية على السقوط .. و كم قالوا بأن الإسبان قد تطبعوا بالطباع العربية الاسلامية و خضعوا لحكم العرب .. و كم قالوا أن الاتحاد السوفيتي متين و لا يقهر .. و كم و كم و كم .. هذه الحقبة هي حقبة التبدلات و التغيرات على مستوى العالم , انتهى الزمن الرأسمالي و جاء زمن الاشتراكيين الجدد , المعسكر الشرقي سينتصر و ينهض مثل تنين الاغريق الراقد في أعماق بحر الأوليمب .. هذا إيمان و يقين ..
أسدي دمشقي  
  0000-00-00 00:00:00   أميركا ستبقى القوه العالميه الأولى في العالم اللتي لا تقهر.
أميركا دائما في كل مواجهاتها و حروبها تتبع سياسة النفس الطويل و هي الرابحه دوما مهما طال الزمن..و ليس هناك نفس في العالم أطول من النفس الأميركي..لن أدخل في مجال تعداد و تبيان أسباب القوه الأميركيه الأولى في العالم عسكريا و اقتصاديا و مخابراتيا..إلخ لأن ذلك معروف للجميع..فقط سأقول كلمه واحده تبين حجم القوه الأميركيه عالميا..سأقول أنه طالما الاقتصاد العالمي يقوده و يتزعمه الدولار الأميركي فإن أميركا ستبقى القوه العالميه الأولى في العالم اللتي لا تقهر.
souri  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_o60hapii35v1pc90gmf00eove0, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0