Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 27 نيسان 2024   الساعة 12:43:53
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
في السياسة و ليس في الدين .. بقلم : يونس أحمد الناصر
دام برس : دام برس | في السياسة و ليس في الدين .. بقلم : يونس أحمد الناصر

دام برس:
لنتفق جميعا على أن خلافنا على مساحة العالم هو خلافا سياسيا و ليس دينيا , و إن اتفاقنا إن حدث سيكون سياسيا و ليس دينيا فالرسالة الاسلامية الدينية جاء بها رجلا من قريش هو محمد بن عبدالله (ص)  , قبل ما يزيد عن ألف و أربعمائة عام وهي التقويم لهجرة النبي من مكة الى يثرب ,  آمن به من آمن ,  و كفر من كفر.
و عاش النبي محمدا (ص)  , جارا رحيما بجاره اليهودي , و تزوج من مارية القبطية المسيحية , أرسل جيوش الاسلام للدعوة للاسلام ,  و ليس لجز الرقاب,  و أوصى جنوده بالرحمة و الدعوة الى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة , كما أوصاهم باحترام أماكن عبادة الآخرين واحترام  رجال الدين من الشعوب الأخرى فقال:  " لا تقتلوا راهبا و لا ساكن الدير " , كما أوصى جنوده بأن  من أراد منهم البقاء على دينه فليفعل ,  و لكن عليه دفع الجزية و هي الضريبة بمفهومنا المعاصر نظير حماية الدولة الاسلامية لهم و رعاية شؤونهم .
إذا - أسس محمدا (ص)  ,  الدولة العربية التي تحترم مواطنيها مهما كانت ديانتهم , لهم ما للمسلمين , و عليهم ما على المسلمين,  على أن يكونوا مواطنين صالحين ,  يخدمون الدولة و لا يتآمرون عليها و هكذا كان , فقد بقيت الكنائس تدق أجراسها في أرجاء الدولة الاسلامية , و بقي اليهود يمارسون طقوسهم في الكنس اليهودية التي ما زال الكثير منها باقيا الى اليوم .
وضع محمدا (ص)  القانون المدني لهذه الدولة و أصول المحاكمات و إرساء العدل بين المواطنين و لا أقول المسلمين و التاريخ يشهد على كثيرا من المحاكمات التي أنصف فيها المظلوم و اقتص من الظالم مهما علا شأنه
مضى محمدا(ص)   الى جوار ربه بعد أن أبلغ رسالته , و بدأت أولى بذور الخلاف السياسي - و ليس الديني - على من سيقود الدولة الاسلامية التي أسسها محمدا(ص)   و انتشرت حدودها بعيدا , و كل من أصحابه دفع بأحقيته بالخلافة , و اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة و نبينا (ص)  كان لا زال بين ظهرانيهم يتنازعون الملك , و اتفقوا فيما بينهم على الخلافة الراشدية التي نعرفها , و  تدوال عليها أربعة خلفاء  عرفوا  بالراشدين ,  مضت بعدها الخلافة الى معاوية بن أبي سفيان الأموي  ,  ليبدأ العهد الأموي,  ينقلها الأب الى الابن و هكذا دواليك ,  يجنون خراج الدولة الاسلامية و يلاحقون المعارضين لهم ,  و قد بدأ  واضحا في هذه الفترة انقسام سياسي حاد بين من يدعون الى أحقية آل البيت بالخلافة و الأمويين الحكام الفعليين للدولة الاسلامية ,  و دعى الكثيرون من العقلاء الى الاحتكام الى الاسلام المحمدي,  و لكن أي اسلام يمكن العودة اليه ؟؟ و قد أصبح اسلاما بخمسة مذهب تم الاعتراف رسميا بأربعة منها وهي(  المالكي و الحنفي و الشافعي و الحنبلي)  و المذهب الذي اختلفوا عليه هو المذهب الجعفري , و لا زال الخلاف حتى يومنا هذا رغم إقرار الجامع الأزهر بجواز التعبد على هذا المذهب.
و ما يعنينا هنا ليس جواز التعبد من عدمه انما نظام الحكم و إدارة الدولة , فقضى الكثيرون من الذين بايعوا آل البيت على أيدي  الأمويين,  بالسيف كالامام الحسين بن علي أو  بالسم كأخيه الحسن و ملاحقة الباقين في مسيرات الموت الكربلائية,  حتى استطاع العباسيين انتزاع الحكم من الأمويين ,  ليتداولوه بينهم و يسقوا الأمويين من نفس الكأس التي سقوا بها أنصار عليا موتا و عذابا وصولا الى نهاية الدولة العباسية و آخر خلفائها الأمين و المأمون أبناء هارون الرشيد و أخوالهم العثمانيون ,  الذين انقضوا على الحكم و بدأ الحكم العثماني للدولة الاسلامية تحت مسمى الخلافة و تداول عليها سلاطين العثمانيين ما يزيد على الأربعمائة من السنوات أثخنوا بها الدولة بالجراح , سرقة للمقدرات و نهبا للثروات و تسخيرا للعرب في حروب ليس لهم بها ناقة أو بعيرا .
وهنا لا زلنا نتكلم في السياسة , فمع أفول الدولة العثمانية على أيدي أحرار العرب في الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين ,  و الذي غدر به الانكليز عند تمكنهم من طرد العثمانيين فكان وعد بلفور الانكليزي لليهود بإقامة دولة لهم في فلسطين و كانت اتفاقية سايكس بيكو لتقاسم النفوذ في الوطن العربي و تقسيم الجسد الواحد أيادي سبأ  .
دخل المستعمر الغربي الى الدولة الاسلامية المنهكة و التي تعاني الفقر و الجوع وبدأو نهبا لثرواتها و تبديدا لطاقاتها عشرات السنين فظهرت دعوات الاستقلال و تنظيم الصفوف لطرد المستعمر و نشأت الحركات الوطنية من المحيط  الى الخليج و لكن المستعمر الذي اضطر مرغما على الانسحاب ,  ترك حكومات تؤمن مصالحه و تستمر بنهب الثروات لحسابه تناقلت السلطة بين أفرداها ,  ومثالهم الصارخ حكومات الخليج ,  التي لا زالت حتى يومنا هذا تنهب الثروات و تغذي بها مصانع السلاح الذي يقتل به الانسان العربي حيثما كان .. فبالله عليكم ما علاقة السياسة بالدين ؟؟
و هل خلافنا اليوم سياسيا أم دينيا ؟؟؟
فالدين يا أخوتي ما هو الا وسيلة لاثارة الغرائز و تبريرا للقتل , إنه الاداة التي نقتل بها بعضنا بعضا ,  كي يبقى اللصوص ينهبون خيراتنا و يمتصون دمائنا  , و ببساطة لا يريدون لنا أن نلتقي أو تتوحد كلمتنا  , لأنهم و ببساطة أيضا لن يستطيعوا عند اجتماعنا سرقتنا , وهو ما  يفهمونه جيدا بأن اجتماعنا سيكون ضدهم بالدرجة الأولى 
اليوم و بعد مئات السنين من الفرقة و التشتت و الموت و النهب لكل ما هو عروبي ,  تجتاحنا موجة أخرى أطلقها المستعمرون الجدد لتشتيتنا و الاستمرار في نهب مقدراتنا و الخوف من اتفاقنا ووحدتنا و سلاحهم أيضا هو الدين , هذا السلاح القاتل و الفعال بين جناحي الاسلام و أعني السنة و الشيعة عبر تشويه الرسالة المحمدية السمحاء ,  و إلصاق ما طاب لهم من التهم لهذه الديانة بالعنف و الارهاب و استهداف الاقليات و إثارة خوف القوميات و الاثنيات الأخرى التي تعيش على أرض العرب كي يحترق الجميع بنيران البغضاء و يصفو لهم الجو ,  للنهب و السرقة , يبيعون العرب كل صنوف الأسلحة القاتلة كي نقتل بعضنا بعضا و يمنعون علينا كل ما من شأنه أن يرفع قدر العرب , يمنعون علينا امتلاك التقنية و العلم لأننا بنظرهم شعوب همج لا نستحق  ما بأيدينا  من ثروات  , و يجب أن نموت أو نبقى ضعفاء ,  كي يستمروا بنهب ثرواتنا .
أدواتهم معروفة و أعوانهم موجودون و فتاوى التكفير جاهزة  و الغوغاء موجودون  بسبب الجهل المفروض علينا
السنة و الشيعة مجددا هل الخلاف دينيا أم سياسيا ؟؟؟
ان كان الخلاف دينيا فتعالوا لنحتكم الى الحوار و الدعوة التي أمرنا بها رسول الله(ص)  ,  بالحكمة و الموعظة الحسنة و ليس بالسيف و جز الرقاب
و إن كان خلافا دينيا فما الداعي للعشرية السوداء في الجزائر و هم أبناء المذهب المالكي الواحد ؟؟؟؟
و إن كان خلافا دينيا ,  ففي بورما يباد المسلمون و على خادم الحرمين الشريفين  تجهيز خيوله و غزو بورما لانقاذ المسلمين كما يدعون .
لا بل أكثر من ذلك ,  للتتجه خيول خادم الحرمين الشريفين الى القدس لتحريرها و انقاذ المسلمين من الابادة الجماعية على أيادي الصهاينة
و إن كان خلافنا سياسيا  , فلنحتكم ككل شعوب الارض الى صناديق الاقتراع
و إن كان خلافنا سياسيا فلنضع السلاح جانبا و نتحاور للوصول الى كلمة سواء
ما علاقة الدين بثورات ما يسمى زورا بـ ( الربيع العربي)  من تونس الى مصر و صولا الى اليمن و سوريا  و اليوم العراق و غدا لا نعرف على من تدور الدوائر ؟؟؟
و لماذا نرى شعارات ثوراتنا الاجتماعية كلها طائفية و دينية من شعار " الدم السني واحد "  وصولا الى الغزوات و السبايا و الحوريات ؟؟؟
و لماذا  يعيدوننا آلاف السنين الى الوراء ليصبح قادة الثورات القعقاع و المهلب و الشنفرى  , صحابة و غير صحابة ؟؟؟
و لماذا يعيدون بناء أحقاد التاريخ ؟  ليزجوا بها أبناء القرن الحادي و العشرون ؟؟
أسئلة ربما نستطيع الاجابة عليها جميعنا , فالهدف هو أن نفني بعضنا و نفتت قوتنا و ننسى مستقبلنا و نسقط مرة أخرى في براثن الاستعمار المباشر مئات السنين الأخرى
فالاسلحة الأمريكية الذكية ,  تقتلنا سنة و شيعة و تفتك بأطفالنا دون تمييز ,  يبيعوننا السلاح و ينهبون ثرواتنا و ينظرون الينا كيف نقتل بعضنا في المسرح الروماني كحيوانات تجارب و يدرسون تصرفاتنا  , كأننا حلقة بحث في جامعة أمريكية عن مراحل تطور الشعوب .
و في الختام أقول : تصرفوا كما شئتم  أيها الأعراب و لكن سوريا بأهلها و عقلائها , سنتها و شيعتها ,  كردها  و عربها , مسلميها و مسيحييها ,  قررت أن تكون خارج مسرحكم الروماني الدامي ,  و قررت أن تنهي ما خططتم و رسمتم  , و ستبقى سوريا لكل أهلها و سنقطع اليد التي تمتد للعبث بأمنها و استقرارها و سرقة مقدراتها , و سيبقى السوريون أخوة ,  الكنيسة تعانق المسجد و الكردي يعانق العربي ,  و سيبقى ياسمين الشام يضوع على العالم عطرا .
 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   شكرا استاذ يونس لكن يجب ان يفهم امير الدم والكذب القطري
لقد دمرت السعودية وقطر كل الجامعة العربية وكل العمل العربي المشترك ولم ولن تقوم للعرب قائمة بعد ماحصل واصبحنا نشعر بالعار لاننا عرب وننتمي الى امة تجمعنا مع حمد واكاذيبه واكاذيب وفبركات الجزيرة ولا اعتقد ان القمة قادرة على فعل شيء سأتحدث في هذا المقال كمواطن عربي مسلم قومي عروبي عن قناعتي في هذه المسألة وهي أن لا شيء يجب أن يتقدم على الانتماء القومي ، فقد وُجِدنا كعرب قبل أن توجد كل الأديان على سطح البسيطة ، فالقومية العربية أحد أبعادها الأساسية والأهم هو الإسلام وهذا نعتز ونفتخر به وهذا ما يجعلنا نعتبر العالم الإسلامي عمقاً للعالم العربي ونؤكد على الربط بين العروبة والإسلام ، وهذا ما تجلى بالقول المأثور : "إذا عزَّ العربُ عزَّ الإسلام وإذا ذلَّ العرب ذلَّ الإسلام". .. والرسول (ص) كان عربي ، والنبوّة لم تفقده هذه الهوية إلا أنها أضافت بعدا إسلامياً للهوية العربية الأصلية... ولكن بذات الوقت هناك بعدٌ مسيحيٌ لهذه القومية / وإن كان على نطاق أضيق / ولكن مع ذلك لا يجوز شطبه ، والعديد من أبناء قومنا العرب اعتنقوا المسيحية قبل أن يظهر الإسلام ولكن بقيت هويتهم عربية ، ولا يمكن أن يكون الرابط بمن اعتنق الإسلام البارحة في أمريكا أقوى ممن ينتمي لبني قومي من آلاف السنين ويعيش بجانبي لمجرد أنه غير مسلم !!! فهذا لا يستقيم مع العقل ولا المنطق !!!
عبد الرحمن تيشوري  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz